مصر: توقعات بموجة غلاء جديدة بعد رفع سعر السولار

توقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة المنوفية، محمود السمان، حدوث موجة غلاء جديدة خلال الأيام المقبلة، بنسبة تصل إلى أكثر من 20% من الموجودة حالياً، بسبب نية الحكومة المصرية رفع سعر السولار، وهو ما سوف يؤدي إلى رفع أسعار كل ما هو مرتبط بسعر السولار، خاصة وسائل النقل، سواء نقل الركاب أو البضائع.
وأشار السمان إلى أن السلع الغذائية هي الأكثر تأثراً بسعر السولار، بسبب ارتفاع تكلفة النقل بين المحافظات، وهي تكلفة جديدة تضاف إلى ثمن الكهرباء.

وأضاف السمان أن المزارعين من الجهات التي سوف تتأثر برفع سعر السولار، لاعتمادهم الكلي على السولار في ري أراضيهم بالماكينات الزراعية، وهو ما سيؤدي إلى رفع التكلفة على المزارع والمستهلك في ري الخضراوات والفاكهة، والتي قد تصل إلى الضعف. وأوضح أن الكثير من المواطنين الفقراء سوف يشعرون بتأثير رفع سعر السولار، خاصة من يستخدمون حافلات النقل الجماعي "الميكروباصات" بصورة يومية، بسبب رفع تسعيرة الأجرة من قبل السائقين.

ولفت السمان إلى أن المتضرر الوحيد من رفع الأسعار التي تقوم بها الحكومة في الوقت الحالي، هم محدودو الدخل والفقراء، وهم غالبية الشعب المصري، وسيمثل رفع سعر السولار كارثة جديدة على المواطن في مصر.
ونبّه إلى أن هناك الكثير من فئات الشعب لا تعرف شئياً عن الفاكهة، ولا تدخل بعض البيوت المصرية نتيجة ارتفاع أسعارها، محذراً من أن تلك الطبقة الفقيرة، قد تصبح غير قادرة على شراء الطعام في ظل الارتفاعات المتكررة في أسعار المواد الغذائية.
وحذّر من ثورة جديدة يكون الفقراء نواة لها، متوقعاً أيضاً زيادة في أسعار الدواجن، بسبب رفع سيارات نقل الدواجن أسعار النقل من المزارع إلى محلات الدواجن.
وأكد السمان أن الارتفاع الجديد المتوقع في الأسعار ينذر بكارثة في ظل الضغوط المالية التي تتعرض لها الأسر المصرية مع استقبال عيد الأضحى والعام الدراسي الجديد.

وكانت مصادر مطلعة قد أكدت في وقت سابق أن الحكومة تتجه لرفع سعر لتر السولار بنسبة 25% على الأقل خلال الأسابيع المقبلة، أو قبل نهاية العام الجاري بحد أقصى، ليصل إلى 2.25 جنيه بدلاً من 1.80 جنيه للتر، ضمن خطة الحكومة لرفع أسعار الوقود.

وبدأت في الآونة الأخيرة عملية تهيئة الرأي العام في مصر لموجة ارتفاع في الأسعار وخفض الدعم، لمواجهة العجز الشديد في الموازنة العامة للدولة، وهو ما ظهر جليًا في الأحاديث الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاءاته كافة، وهي الأحاديث التي أزعجت شريحة كبيرة من الشعب المصري.