في محاولتهم لكسر حصار المتمردين الحوثيين، يستخدم أهالي محافظة تعز جنوب اليمن طرقا بديلة لإدخال المواد الغذائية والدواء ومياه الشرب إلى السكان المحاصرين، حيث يحملون البضائع على ظهورهم في الطرق الجبلية أو باستخدام وسائل نقل بدائية مثل الحمير والجمال.
ويفرض الحوثيون حصارا خانقا على المحافظة من خلال سيطرتهم على المنفذين الشرقي والغربي منذ 6 أشهر، بعد طردهم من المقاومة الشعبية من أحياء المدينة، ويمنعون دخول الغذاء والدواء إلى السكان.
والتحق الكثير من الأطفال المحرومين من الدراسة التي توقفت بسبب الحرب، وعشرات العاطلين عن العمل بالطريق الجبلي البديل للعمل في تهريب الغذاء والدواء مقابل أجور زهيدة.
محمد أحمد، يبلغ من العمر 10 أعوام، يعمل في تهريب الغذاء والدواء إلى مدينة تعز عبر طريق جبلي وعر يمتد لنحو 3 كيلومترات ويستغرق 3 ساعات مشيا على الأقدام.
وقال أحمد لـ "العربي الجديد"، إن والده توفي وهو يقاتل مع المقاومة ضد الحوثيين وأصبح هو العائل لأسرته، ويتقاضى 150 ريالاً (نصف دولار) مقابل كل صندوق كرتون يحمله.
وأشار إلى أن يظل طوال اليوم من الصباح الباكر إلى نهاية النهار يعمل في حمل مواد الغذاء على ظهره ومشيا على قدميه، وغالبا يحمل الفاصولياء والحليب ويتحصل في اليوم على 600 ريال (2.5 دولار).
وتزدحم الطرق الجبلية الوعرة بالناس من مختلف الأعمار، يعملون في نقل المواد على ظهورهم أو من خلال وسائل النقل البدائية عبر الحمير والجمال. ويشكو الأطفال من الأجور الزهيدة التي يتقاضونها مقابل هذا العمل الشاق الذي يستمر لساعات طويلة.
وها هي طفلة لا يتجاوز عمرها 8 أعوام تصعد طرقات الجبل، وهي تلهث وأنفاسها تتقطع من طول المسافة، فيما تحمل على رأسها صندوق كرتون من علب الفاصولياء، بينما لا تحصل إلا على نحو 150 ريالا (نصف دولار) مقابل السير لنحو 3 ساعات.
ولم تقتصر تداعيات الحصار على نقص السلع الغذائية فحسب، وإنما تسبب في إغلاق 16 مستشفى حكومياً وخاصاً من أصل 20 منشأة طبية.
ولجأت المستشفيات إلى الطريق الجبلي البديل أيضا لتوفير الأدوية وأنابيب الأكسجين، حيث قام الأهالي بنقل قرابة 100 أسطوانة أكسجين على ظهورهم، مروراً بطرق جبلية شاهقة، حتى وصلت إلى المستشفيات في قلب المدينة حسب مصادر طبية لـ"العربي الجديد".
ويحتاج مشفى الثورة الحكومي بالمدينة إلى 40 أسطوانة أكسجين يومياً، ما يعني أن إدارة المستشفى ستظل في الاعتماد على الطريق الجبلي حتى فك الحصار.
وقال الناشط طه صالح، إن البضائع المحمولة بعضها مساعدات إغاثية من منظمات محلية وبعضها أدوية وأنابيب أكسجين للمستشفيات، وبعضها مواد غذائية واستهلاكية تابعة لتجار.
وقال صالح لـ"العربي الجديد"، إن البضائع تنقل من مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن جنوب البلاد، إلى مدينة التربة في ريف المدينة (45 كيلومترا غرب تعز) ، ومن ثم يتم نقلها بالسيارات إلى جبل صبر المطل على مدينة تعز (يبلغ ارتفاعه نحو 3 آلاف متر)، عبر طريق تسيطر عليه المقاومة وقوات الجيش الوطني التابع للسلطة الشرعية.
وأشار إلى أنه لا توجد طرق معبدة من منطقة (طالوق) في جبل صبر إلى المدينة، ولذا يستخدم الأهالي طرقا جبلية وعرة لنقل المواد التي تحتاجها المدينة، مضيفا: "هناك أيضا منتجات زراعية من ريف تعز يتم تهريبها عبر هذا الطريق، وحتى الدجاج يتم تهريبها عبر الجبال".
وبحسب الناشط الميداني راكان الجبيحي، فإن مليشيات الحوثيين شددت حصارها على المدينة خلال الأسابيع الأخيرة، من خلال سيطرتها على المداخل ومنع دخول الغذاء والدواء ومياه الشرب إلى السكان.
وقال الجبيحي لـ "العربي الجديد" إن المليشيات تقوم بمصادرة أي مساعدات غذائية كانت أو طبية، إلى جانب المشتقات النفطية من غاز للطبخ وبنزين ولذا لجأ السكان إلى طرق جبلية وعرة لكسر الحصار".
وصنّف تقرير صدر في شهر يونيو/حزيران محافظة تعز وتسع محافظات أخرى من محافظات اليمن الـ 22 بأنها تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى "حالة الطوارئ"، وهو تصنيف يسبق "المجاعة" بدرجة واحدة في مقياس دولي يتضمن 5 درجات.
وأكدت نقابة المحامين في تعز، الأسبوع الماضي، استمرار منع مليشيات الحوثيين دخول الإمدادات الغذائية والطبية، والمعونات الإغاثية إلى المدينة وسكانها، وقيام المليشيات بوضع حواجز أمنية وترابية في المدخل الشرقي والغربي للمدينة، بما يقيد حركة التنقل للمركبات وسيارات النقل، مما يجعل المواطنين يمشون سيراً على الأقدام مسافات طويلة معرضين حياتهم للخطر نتيجة تمركز قناصة المليشيات في عدة مناطق.
وبالإضافة إلى الحصار، يواصل الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، قصف الأحياء السكنية في تعز.
وذكرت نقابة المحامين في رسالة إلى الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، أن 1446 من المواطنين المدنيين قتلوا بينهم 102 امرأة، و202 طفل، مشيرة إلى تعرض نحو 3551 من المنازل السكنية والمنشآت الخاصة والعامة للتدمير الكلي والجزئي، منها 28 حالة تم اقتحامها وتفجيرها.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت خلال محادثات بين الفرقاء اليمنيين منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، عن اتفاق لفك الحصار، مشيرة في بيان مؤخرا إلى أن المشاركين اتفقوا على الاستئناف الكامل للمساعدات الإنسانية للمحافظة، لكن الحوثيين أعلنوا لاحقا رفضهم فك الحصار.
اقرأ أيضا: اليمن يودّع الظلام بتعهد حكومي
ويفرض الحوثيون حصارا خانقا على المحافظة من خلال سيطرتهم على المنفذين الشرقي والغربي منذ 6 أشهر، بعد طردهم من المقاومة الشعبية من أحياء المدينة، ويمنعون دخول الغذاء والدواء إلى السكان.
والتحق الكثير من الأطفال المحرومين من الدراسة التي توقفت بسبب الحرب، وعشرات العاطلين عن العمل بالطريق الجبلي البديل للعمل في تهريب الغذاء والدواء مقابل أجور زهيدة.
محمد أحمد، يبلغ من العمر 10 أعوام، يعمل في تهريب الغذاء والدواء إلى مدينة تعز عبر طريق جبلي وعر يمتد لنحو 3 كيلومترات ويستغرق 3 ساعات مشيا على الأقدام.
وقال أحمد لـ "العربي الجديد"، إن والده توفي وهو يقاتل مع المقاومة ضد الحوثيين وأصبح هو العائل لأسرته، ويتقاضى 150 ريالاً (نصف دولار) مقابل كل صندوق كرتون يحمله.
وأشار إلى أن يظل طوال اليوم من الصباح الباكر إلى نهاية النهار يعمل في حمل مواد الغذاء على ظهره ومشيا على قدميه، وغالبا يحمل الفاصولياء والحليب ويتحصل في اليوم على 600 ريال (2.5 دولار).
وتزدحم الطرق الجبلية الوعرة بالناس من مختلف الأعمار، يعملون في نقل المواد على ظهورهم أو من خلال وسائل النقل البدائية عبر الحمير والجمال. ويشكو الأطفال من الأجور الزهيدة التي يتقاضونها مقابل هذا العمل الشاق الذي يستمر لساعات طويلة.
وها هي طفلة لا يتجاوز عمرها 8 أعوام تصعد طرقات الجبل، وهي تلهث وأنفاسها تتقطع من طول المسافة، فيما تحمل على رأسها صندوق كرتون من علب الفاصولياء، بينما لا تحصل إلا على نحو 150 ريالا (نصف دولار) مقابل السير لنحو 3 ساعات.
ولم تقتصر تداعيات الحصار على نقص السلع الغذائية فحسب، وإنما تسبب في إغلاق 16 مستشفى حكومياً وخاصاً من أصل 20 منشأة طبية.
ولجأت المستشفيات إلى الطريق الجبلي البديل أيضا لتوفير الأدوية وأنابيب الأكسجين، حيث قام الأهالي بنقل قرابة 100 أسطوانة أكسجين على ظهورهم، مروراً بطرق جبلية شاهقة، حتى وصلت إلى المستشفيات في قلب المدينة حسب مصادر طبية لـ"العربي الجديد".
ويحتاج مشفى الثورة الحكومي بالمدينة إلى 40 أسطوانة أكسجين يومياً، ما يعني أن إدارة المستشفى ستظل في الاعتماد على الطريق الجبلي حتى فك الحصار.
وقال الناشط طه صالح، إن البضائع المحمولة بعضها مساعدات إغاثية من منظمات محلية وبعضها أدوية وأنابيب أكسجين للمستشفيات، وبعضها مواد غذائية واستهلاكية تابعة لتجار.
وقال صالح لـ"العربي الجديد"، إن البضائع تنقل من مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن جنوب البلاد، إلى مدينة التربة في ريف المدينة (45 كيلومترا غرب تعز) ، ومن ثم يتم نقلها بالسيارات إلى جبل صبر المطل على مدينة تعز (يبلغ ارتفاعه نحو 3 آلاف متر)، عبر طريق تسيطر عليه المقاومة وقوات الجيش الوطني التابع للسلطة الشرعية.
وأشار إلى أنه لا توجد طرق معبدة من منطقة (طالوق) في جبل صبر إلى المدينة، ولذا يستخدم الأهالي طرقا جبلية وعرة لنقل المواد التي تحتاجها المدينة، مضيفا: "هناك أيضا منتجات زراعية من ريف تعز يتم تهريبها عبر هذا الطريق، وحتى الدجاج يتم تهريبها عبر الجبال".
وبحسب الناشط الميداني راكان الجبيحي، فإن مليشيات الحوثيين شددت حصارها على المدينة خلال الأسابيع الأخيرة، من خلال سيطرتها على المداخل ومنع دخول الغذاء والدواء ومياه الشرب إلى السكان.
وقال الجبيحي لـ "العربي الجديد" إن المليشيات تقوم بمصادرة أي مساعدات غذائية كانت أو طبية، إلى جانب المشتقات النفطية من غاز للطبخ وبنزين ولذا لجأ السكان إلى طرق جبلية وعرة لكسر الحصار".
وصنّف تقرير صدر في شهر يونيو/حزيران محافظة تعز وتسع محافظات أخرى من محافظات اليمن الـ 22 بأنها تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى "حالة الطوارئ"، وهو تصنيف يسبق "المجاعة" بدرجة واحدة في مقياس دولي يتضمن 5 درجات.
وأكدت نقابة المحامين في تعز، الأسبوع الماضي، استمرار منع مليشيات الحوثيين دخول الإمدادات الغذائية والطبية، والمعونات الإغاثية إلى المدينة وسكانها، وقيام المليشيات بوضع حواجز أمنية وترابية في المدخل الشرقي والغربي للمدينة، بما يقيد حركة التنقل للمركبات وسيارات النقل، مما يجعل المواطنين يمشون سيراً على الأقدام مسافات طويلة معرضين حياتهم للخطر نتيجة تمركز قناصة المليشيات في عدة مناطق.
وبالإضافة إلى الحصار، يواصل الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، قصف الأحياء السكنية في تعز.
وذكرت نقابة المحامين في رسالة إلى الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، أن 1446 من المواطنين المدنيين قتلوا بينهم 102 امرأة، و202 طفل، مشيرة إلى تعرض نحو 3551 من المنازل السكنية والمنشآت الخاصة والعامة للتدمير الكلي والجزئي، منها 28 حالة تم اقتحامها وتفجيرها.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت خلال محادثات بين الفرقاء اليمنيين منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، عن اتفاق لفك الحصار، مشيرة في بيان مؤخرا إلى أن المشاركين اتفقوا على الاستئناف الكامل للمساعدات الإنسانية للمحافظة، لكن الحوثيين أعلنوا لاحقا رفضهم فك الحصار.
اقرأ أيضا: اليمن يودّع الظلام بتعهد حكومي