يتخوف سوق الطاقة العالمي من قيام الحوثيين باستهداف إمدادات النفط، كردّ فعل على مقتل صالح الصماد، ثاني أكبر قيادات الجماعة، بقصف جوي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، ما يهدد بارتفاع أسعار الخام.
ووصلت أسعار النفط العالمية، اليوم الثلاثاء، إلى أعلى مستوى لها منذ أواخر 2014، مدفوعةً بتوقعات باستئناف الولايات المتحدة عقوباتها ضد إيران والتطورات في منطقة الشرق الأوسط عقب مقتل القيادي الحوثي، بحسب خبراء في النفط.
وقفزت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت إلى 75.2 دولاراً في التعاملات المبكرة اليوم، وهو مستوى لم تبلغه منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، ووصل برنت إلى 75 دولاراً في بداية التعاملات، بزيادة 29 سنتاً، أو 0.4%، عن آخر إغلاق.
وقال بنك إيه.إن.زد اليوم إن "أسعار الخام عند أعلى مستوياتها في 3 أعوام، ما يعكس المخاوف الحالية من التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط الذي يمثل تقريباً نصف إمدادات النفط العالمية".
وتقود السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، جهود أوبك لخفض الإنتاج، مع سعي شركتها الحكومية أرامكو السعودية إلى رفع الأسعار قبيل طرح أولي جزئي في وقت لاحق هذا العام أو في 2019.
وأعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، أمس الإثنين، مقتل رئيس المجلس السياسي لإدارة شؤون البلاد في مناطقها، صالح الصماد، وقالت في بيان بثته قناة "المسيرة" الناطقة، باسم الجماعة، إن الصماد قُتل بغارة شنتها مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، الخميس الماضي، في محافظة الحديدة، غربي البلاد.
وتوعدت وزارة الدفاع بردّ قوي ومزلزل، بحسب بيان نشره موقع وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وقال بيان الحوثيين "سنسقي الأعداء الموت، وسنجعل مدنهم وقصورهم تهتز تحت ضربات صواريخنا الباليستية، وسوف ننسف منشآتهم الاستراتيجية، وسنلقنهم دروساً قاسية جراء ما اقترفت أياديهم".
وباتت الصواريخ الباليستية للحوثيين خطراً على الاقتصاد السعودي الذي تكبّد خسائر باهظة بسبب هذه الهجمات، التي أدت الى ارتفاع تكلفة الحرب في اليمن عبر إنفاق عسكري متزايد، وتهدد خطط طرح 5% من شركة "أرامكو" النفطية، وبتعطيل حركة الملاحة البحرية.
واستهدفت صواريخ الحوثيين، خلال الفترة الماضية، منشآت وخزانات ومصافي تابعة لشركة "أرامكو" الحكومية التي تصنف كأكبر شركة لتصدير النفط على مستوى العالم، وتهدد الجماعة بضرب الحقول وموانئ التصدير في تطور غير مسبوق سيترك تداعيات خطيرة على اقتصاد السعودية.
ويقول محللون اقتصاديون إن صواريخ الحوثيين ستترك تداعيات خطيرة على سوق النفط العالمي، سواء أحققت أهدافها في استهداف أي حقل نفطي قريب أم تم إسقاطها في الجو، لأن انتشار الأخبار عن هذه الهجمات سينشر القلق في السوق العالمي، وسيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، فضلاً عن احتمال حدوث كارثة بيئية واسعة النطاق.
ويتخوف سوق الطاقة العالمي من تجدد استهداف الحوثيين إمدادات النفط في مياه البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية الخاضعة لسيطرتهم، بعدما استهدف الحوثيون ناقلة نفط سعودية في المياه الدولية مطلع إبريل/ نيسان الجاري، في تطور خطير سينعكس على حركة النقل في البحر الأحمر.
وقبل مقتله، هدّد الصماد بإغلاق الممر الملاحي الاستراتيجي في البحر الأحمر إذا واصل التحالف بقيادة السعودية تقدمه صوب ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه الجماعة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها جماعة الحوثي، حينها، عن الصماد قوله إنه "في حال استمرار العدوان سيتم الدخول في خيارات استراتيجية، ومنها خيارات قطع حركة المرور في البحر الأحمر والملاحة الدولية".