مفارقة غريبة ربما لم ينتبه لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما وصف مقاطعة بالتيمور بولاية ماريلاند بأنها موبوءة بالقوارض، إذ يمتلك مستشاره وصهره جاريد كوشنر 17 مجمعاً سكنياً في الولاية مخصصة لسكن ذوي الدخل المنخفض، ولطالما تعرضت المجمعات للاتهامات لأنها دون المستوى وتنشر فيها القوارض.
وجاء وصف ترامب في إطار انتقاداته التي وصفت بالعنصرية للنائب الديمقراطي إيلايجا كامينغز، إذ وصفها بأنها "فوضى موبوءة بالقوارض حيث لا يريد أي إنسان أن يعيش".
في نفس المقاطعة يمتلك كوشنر أكثر من عشرة مجمعات سكنية تحتوي على أكثر من 9 آلاف وحدة سكنية، لطالما تم توجيه اتهامات لها بتوفير سكن دون المستوى للمستأجرين ذوي الدخل المنخفض.
يقول جون أولسوفسكي المدير التنفيذي للمقاطعة، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، إن ترامب "تخطى حدود اللياقة"، مضيفاً: "من المفارقات أن صهر الرئيس نفسه كان متواطئاً في المساهمة في بعض الإهمال الذي يزعم الرئيس أنه قلق للغاية بشأنه".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) July 27, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتمتلك "كوشنر كوز"، التي بدأت العمل في ولاية ماريلاند عام 2013، ما يقرب من 9 آلاف وحدة سكنية عبر 17 مجمعاً، وكثير منها في مقاطعة بالتيمور، وفقاً لما ذكرته صحيفة "بالتيمور صن" في وقت سابق من هذا العام.
وتدرّ المجمعات عائدات لا تقل عن 90 مليون دولار سنوياً، وقد استقال كوشنر من منصب الرئيس التنفيذي للشركة عام 2017، عندما أصبح مستشاراً كبيراً للبيت الأبيض.
ولم يردّ ممثل الشركة عما إذا كانت الشركة تتفق مع اتهامات ترامب للولاية، ولكنه كتب أن "شركات كوشنر تفتخر بامتلاكها آلاف الشقق في منطقة بالتيمور".
وعام 2017، كشف مسؤولو مقاطعة بالتيمور أن الشقق المملوكة لشركة كوشنر كانت مسؤولة عن أكثر من 200 انتهاك للقانون، وكلها مستحقة في فترة السنة التقويمية.
— The Washington Post (@washingtonpost) July 28, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقال مسؤولون محليون، إن الإصلاحات لم تتم إلا بعد تهديد المقاطعة بالغرامات، وحتى بعد التحذيرات، لم يتم التعامل مع الانتهاكات على تسعة مجمعات، ما أدى إلى فرض عقوبات مالية.
في التحقيق الذي أجرته "نيويورك تايمز" و"برو بوبليكا" ونشر في وقت سابق من عام 2017، أبلغ مستأجرو الشقق من شركات كوشنر عن شكاوى من تفشي الفئران ومشاكل العفن والديدان.
ووصف المحقق مديري الشركة بأنهم "أحياء فقيرة"، بينما أكدت كريستين تايلور المتحدثة باسم شركة كوشنر، في ذلك الوقت، أن المجموعة امتثلت لجميع قوانين الدولة والقوانين المحلية.
وقال كيفن كامينيتز، المدير التنفيذي لمقاطعة بالتيمور آنذاك الذي توفي عام 2018، إن هذا "امتداد للحقيقة"، مضيفاً أننا "نتوقع من جميع مالكي العقارات الامتثال لمتطلبات حماية صحة وسلامة المستأجرين، حتى لو كان حمو المالك هو رئيس الولايات المتحدة".
— ProPublica (@propublica) July 23, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقالت شانون دارو، مديرة برنامج في مركز "حركة الإسكان المناسب" للدفاع عن حقوق المستأجرين في ميريلاند، إنها شعرت "بالصدمة" من تعليقات ترامب حول حي كامينغز، الذي يضم نحو نصف مدينة بالتيمور، ومعظم الأقسام ذات الأغلبية السوداء في المدينة.
وأضافت أنها وجدت أن هجمات ترامب مثيرة للسخرية، بالنظر إلى تركة ممتلكات كوشنر في المنطقة.
وقالت: "في الأساس، كان (كوشنر) يخلق سباقاً نحو الأسفل من حيث الشقق التي لا تمتاز بصيانة جيدة"، مضيفة أنه "كان متورطاً جداً جداً".
في العامين الماضيين، تمت مقاضاة شركة كوشنر والكيانات التابعة لها عدة مرات من قبل سكان منطقة بالتيمور، الذين يزعمون أن الشركة قد فرضت عليهم رسوماً باهظة واستخدموا خطر الإخلاء للضغط عليهم للدفع.
من 2013 إلى 2017، طلبت كيانات الشركات المرتبطة بشقق كوشنر الاعتقال المدني لـ105 من المستأجرين السابقين، وهو أعلى رقم بين جميع مديري العقارات في ماريلاند خلال تلك الفترة، حسبما ذكرت صحيفة صن.
وقال أولسيفسكي: "لقد كانت تجربتنا الأخيرة أنّ الأسر الكادحة كانت تستغل لصالح السيد كوشنر وشركته".
وحاولت مجموعة من المستأجرين مؤخراً رفع دعوى جماعية، تزعم ممارسات الشركة غير القانونية المتعلقة بالتأجير، لكن تم رفض طلبهم من قبل قاضي محكمة بالتيمور.