أعلنت الأمم المتحدة عن موجة نزوح جديدة شملت 80 ألف عراقي من مناطق الأنبار وصلاح الدين والموصل منذ شهر مارس/ آذار الماضي، بسبب المعارك وعمليات القصف الجوي والبري على مدنهم.
وذكرت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أنّ "80 ألف عراقي نزحوا من مدن الأنبار وصلاح الدين والموصل، هرباً من المعارك الدائرة في مدنهم، في حالات نزوح جديدة بدأت في مارس/ آذار الماضي".
وكشف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي عقد في نيويورك ونقلته وسائل إعلام محلية، أن "العراق شهد موجة نزوح جديدة منذ مارس/ آذار 2016 بسبب كثافة العمليات العسكرية للقوات العراقية في مناطقهم".
وأوضح أن "المناطق التي شهدت موجة النزوح الجديدة هي الأنبار وصلاح الدين والموصل، وأن إيصال المساعدات إليهم مستمر، وتم تجهيز النازحين بوسائل صحية وطعام ومياه الشرب وملاجئ لإيوائهم".
كما أشار إلى أنّ "الأمم المتحدة تواجه مصاعب خطيرة أمام جهود إغاثة النازحين بسبب فقدان الأمن، فضلاً عن الإجراءات الأمنية المشددة للقوات العراقية وأجهزة الأمن، والتي حدّت حركة النازحين وأجبرتهم على المكوث في أماكن بعيدة ونائية".
ولفت المتحدث إلى القلق الكبير من عدم وجود حماية كافية للنازحين، واكتظاظ مخيمات النزوح بأعداد كبيرة تفوق الطاقة الاستيعابية لتلك المخيمات.
وأكد دوجاريك أن "هناك آلاف المدنيين عالقين في مناطق واقعة تحت حصار شديد، مثل مدينة الفلوجة، وهم محرومون من إيصال المساعدات الإنسانية إليهم"، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه الحكومة العراقية على المدينة منذ نحو 8 أشهر، والذي أسفر عن مجاعة كبيرة تسببت بوفاة العشرات من المدنيين وكبار السن بسبب الجوع ونقص الدواء.
وتعتبر موجة النزوح الثالثة منذ مطلع 2014 ضمن الموجات الكبيرة التي شهدتها البلاد، واستمرت في مدن الأنبار وصلاح الدين والموصل مع تزايد القصف المكثف على مدنهم من قبل طيران التحالف الدولي والقوات العراقية واقتراب المعارك بشكل متواصل من مدنهم وقراهم.
ويعيش النازحون في المناطق المشتعلة بالمعارك ظروفاً صعبة يصفها ناشطون بأنها "كارثية"، حيث يقطنون في مخيمات أغلبها أنشئت في مناطق صحراوية نائية في ظل الظروف الجوية القاسية، والتي تسببت في وفاة العشرات منهم.
ويتوقع مراقبون أن تحدث موجات نزوح كبيرة جداً إذا حصل هجوم واسع على مدينة الموصل (450 كلم شمال العاصمة بغداد)، في وقت بدأت فيه عمليات نزوح عكسية من بلدات صلاح الدين والأنبار بعد عودة الأسر من مخيمات النزوح إلى المناطق التي استعادتها القوات العراقية، وذلك بسبب انعدام الخدمات والدمار الكبير الذي تعرضت له مناطقهم والصراع العشائري الذي بدأ، خاصة في الرمادي، مركز الأنبار.