مطاعم الرحمة الجزائرية تعزز التضامن في رمضان
الجزائر
في شهر رمضان المبارك تزداد المبادرات الخيرية في الجزائر، وتبادر عشرات المنظمات واللجان الخيرية إلى إطعام الصائمين، أو توزيع وجبات إفطار على العائلات الفقيرة، وفتح مطاعم لتقديم وجبات ساخنة، في مشهد يبعث قيم التكافل والتضامن، وسط انخراط شبابي لافت في هذا المجهود المجتمعي التضامني.
كلّ يوم يضبط القائد الكشفي عماد الدين، من فوج الأمل بولاية أم البواقي شرقي الجزائر، ساعته ليذهب باكراً رفقة عدد من قادة الفوج وناشطيه إلى مطعم يستغله الفوج الكشفي خلال شهر رمضان. هناك يعمل طباخ متطوع رفقة عدد من أفراد الكشافة على التحضير اليومي لوجبات الإفطار وتجهيز المستلزمات والأواني. هدف هذا المطعم تكريس القيم التي يتعلمها أفراد الكشافة في فعل الخير والتضامن والمبادرة إلى خدمة المجتمع. يقول القائد عماد الدين لـ"العربي الجديد": "في هذا المطعم لدينا بعض المتطوعين الذين يساعدوننا على أداء مهامنا الخيرية، فهناك طباخان يعمل كلّ منهما لمدة أسبوع، كما يساعدنا مواطنون في توزيع الإفطار على العائلات المحتاجة يومياً. كلّ فرد مكلف بمجموعة من العائلات يوصل الطعام إلى منازلها".
تتكون الوجبة اليومية التي يقدمها هذا المطعم الخيري من حساء شعير أو فريك، بالإضافة إلى طبق رئيسي، مع السلطة والخبز والحليب والمشروبات والتحلية. توجه هذه الوجبات بعد تحضيرها إلى العائلات المستفيدة التي هي في الغالب من ذوي الدخل الضعيف، خصوصاً العائلات التي تضم عدداً كبيراً من الأفراد، وتعاني من الفقر. بعض هذه العائلات يكون رب الأسرة فيها من ذوي الإعاقة. كذلك، يتوجّه الإفطار إلى بعض النساء المسنات اللواتي يقمن وحدهن ولا طاقة لهن على الطبخ.
اقــرأ أيضاً
توزيع الوجبات يجري بطريقة منظمة، إذ يتكفل كلّ فرد بمجموعة من العائلات يوصل إليها الإفطار في علب كبيرة مغلقة. وفي اليوم التالي تصل العلبة الثانية وتسترجع الأولى الفارغة وهكذا حتى نهاية الشهر. يؤكد القائد عماد الدين أنّهم اختاروا فكرة توزيع وجبات الإفطار على العائلات في بيوتها حفاظاً على كرامتها: "مطعم الرحمة للمحافظة الولائية للكشافة يوزع يومياً 100 وجبة للعائلات المحتاجة. فكرة المطعم تتلخص في التصدي إلى مساعدة العائلات المحتاجة التي لا تمتلك ما تفطر عليه، لكنّها مع ذلك تأبى التصريح بذلك لعزة نفسها، وبذلك نوصل الإفطار إليها في هدوء وخفاء، ومن دون المساس بكرامتها".
يعتبر هذا المطعم، من ضمن سبعة مطاعم فتحتها الكشافة الإسلامية الجزائرية على مستوى ولاية أم البواقي شرقي الجزائر، اثنان منها خصصت لتوزيع إفطار رمضان على العائلات، فيما تقدم المطاعم الخمسة الأخرى وجبات ساخنة للفقراء وعابري السبيل، ويجري تمويلها من مساعدات وهبات المحسنين، كما قدمت السلطات المحلية ووالي أم البواقي دعماً مالياً للمطاعم.
وإذا كان عماد الدين وأفراد فوجه الكشفي قد اختاروا العمل التضامني بهذا الشكل في رمضان، فإنّ غيرهم يصنع صوراً من نوع مختلف للتضامن والرحمة في الجزائر خلال شهر رمضان. في مدينة القالة قرب الحدود الجزائرية - التونسية، تحول مطعم إلى مكان مخصص حصراً لتقديم وجبات إفطار مجانية للفقراء والمهاجرين الأفارقة والعابرين الذين لم يسعفهم الوقت في الوصول إلى منازلهم قبل الإفطار. يقول محمد، وهو مالك المطعم وصاحب المبادرة، لـ"العربي الجديد"، إنّه يبادر كلّ سنة إلى ذلك، إذ يخصص جزءاً من أرباحه السنوية في مطعمه لتمويل تقديم الوجبات المجانية في رمضان. ويشير إلى أنّ سعادته "تكبر كلما كان عدد المفطرين في المطعم أكبر".
ظاهرة تضامنية أخرى لافتة في الجزائر، فعلى طول الطريق الذي يربط مناطق الشرق بالغرب في البلاد، تنتشر طاولات لإفطار الصائمين. يقف شباب يدعون المسافرين والسائقين للإفطار. وتتركز الدعوة على من لم يسعفهم الحظ في الوصول إلى منازلهم، أو فرضت عليهم ظروف العمل التنقل في وقت متأخر من النهار. تساعد هذه المبادرات في التخفيف عن المسافرين. ينشط الطالب الجامعي، عبد الغني بلاش، رفقة مجموعة من أبناء حيه، في توزيع وجبات الإفطار على العابرين في ولاية البليدة. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ مجموعات من الشباب توفر وجبات وتمراً ومشروبات ومياهاً تقف على الطريق وتدعو السائقين إما إلى الإفطار وإما إلى أخذ وجبات إفطار معهم. يشير إلى أنّ "هذا الفعل التضامني البسيط في شكله، عزّز قيم التضامن والمحبة بين الجزائريين، وكشف عن رغبة الشباب والطلاب الجامعيين في المساهمة التضامنية وتقديم المساعدة وفعل الخير".
بعيداً عن المبادرات المنظمة لجمعيات وهيئات خيرية، بات من اللافت في الجزائر تنظيم سكان الأحياء في المدن والبلدات إفطارات جماعية لمصلحة الفقراء وعابري السبيل. وقد شهدت مدينة إعكوران بولاية تيزي وزو، شرقي الجزائر، نشر السكان طاولات على أحد الأرصفة لتوزيع وجبات الإفطار، يشرف عليها شباب متطوعون.
تستقطب مطاعم الرحمة في بعض المدن عدداً من المهاجرين الأفارقة والطلاب الجامعيين الذين لم يجدوا في المطاعم الجامعية ما يخفف عنهم وطأة الغربة. وبخلاف الأشهر الأخرى، تزداد في شهر رمضان المبادرات الخيرية والتضامنية في مشاهد تحيي في الجزائريين قيم التكافل والتعاون، وتعزز النسيج الاجتماعي.
كلّ يوم يضبط القائد الكشفي عماد الدين، من فوج الأمل بولاية أم البواقي شرقي الجزائر، ساعته ليذهب باكراً رفقة عدد من قادة الفوج وناشطيه إلى مطعم يستغله الفوج الكشفي خلال شهر رمضان. هناك يعمل طباخ متطوع رفقة عدد من أفراد الكشافة على التحضير اليومي لوجبات الإفطار وتجهيز المستلزمات والأواني. هدف هذا المطعم تكريس القيم التي يتعلمها أفراد الكشافة في فعل الخير والتضامن والمبادرة إلى خدمة المجتمع. يقول القائد عماد الدين لـ"العربي الجديد": "في هذا المطعم لدينا بعض المتطوعين الذين يساعدوننا على أداء مهامنا الخيرية، فهناك طباخان يعمل كلّ منهما لمدة أسبوع، كما يساعدنا مواطنون في توزيع الإفطار على العائلات المحتاجة يومياً. كلّ فرد مكلف بمجموعة من العائلات يوصل الطعام إلى منازلها".
تتكون الوجبة اليومية التي يقدمها هذا المطعم الخيري من حساء شعير أو فريك، بالإضافة إلى طبق رئيسي، مع السلطة والخبز والحليب والمشروبات والتحلية. توجه هذه الوجبات بعد تحضيرها إلى العائلات المستفيدة التي هي في الغالب من ذوي الدخل الضعيف، خصوصاً العائلات التي تضم عدداً كبيراً من الأفراد، وتعاني من الفقر. بعض هذه العائلات يكون رب الأسرة فيها من ذوي الإعاقة. كذلك، يتوجّه الإفطار إلى بعض النساء المسنات اللواتي يقمن وحدهن ولا طاقة لهن على الطبخ.
توزيع الوجبات يجري بطريقة منظمة، إذ يتكفل كلّ فرد بمجموعة من العائلات يوصل إليها الإفطار في علب كبيرة مغلقة. وفي اليوم التالي تصل العلبة الثانية وتسترجع الأولى الفارغة وهكذا حتى نهاية الشهر. يؤكد القائد عماد الدين أنّهم اختاروا فكرة توزيع وجبات الإفطار على العائلات في بيوتها حفاظاً على كرامتها: "مطعم الرحمة للمحافظة الولائية للكشافة يوزع يومياً 100 وجبة للعائلات المحتاجة. فكرة المطعم تتلخص في التصدي إلى مساعدة العائلات المحتاجة التي لا تمتلك ما تفطر عليه، لكنّها مع ذلك تأبى التصريح بذلك لعزة نفسها، وبذلك نوصل الإفطار إليها في هدوء وخفاء، ومن دون المساس بكرامتها".
يعتبر هذا المطعم، من ضمن سبعة مطاعم فتحتها الكشافة الإسلامية الجزائرية على مستوى ولاية أم البواقي شرقي الجزائر، اثنان منها خصصت لتوزيع إفطار رمضان على العائلات، فيما تقدم المطاعم الخمسة الأخرى وجبات ساخنة للفقراء وعابري السبيل، ويجري تمويلها من مساعدات وهبات المحسنين، كما قدمت السلطات المحلية ووالي أم البواقي دعماً مالياً للمطاعم.
وإذا كان عماد الدين وأفراد فوجه الكشفي قد اختاروا العمل التضامني بهذا الشكل في رمضان، فإنّ غيرهم يصنع صوراً من نوع مختلف للتضامن والرحمة في الجزائر خلال شهر رمضان. في مدينة القالة قرب الحدود الجزائرية - التونسية، تحول مطعم إلى مكان مخصص حصراً لتقديم وجبات إفطار مجانية للفقراء والمهاجرين الأفارقة والعابرين الذين لم يسعفهم الوقت في الوصول إلى منازلهم قبل الإفطار. يقول محمد، وهو مالك المطعم وصاحب المبادرة، لـ"العربي الجديد"، إنّه يبادر كلّ سنة إلى ذلك، إذ يخصص جزءاً من أرباحه السنوية في مطعمه لتمويل تقديم الوجبات المجانية في رمضان. ويشير إلى أنّ سعادته "تكبر كلما كان عدد المفطرين في المطعم أكبر".
ظاهرة تضامنية أخرى لافتة في الجزائر، فعلى طول الطريق الذي يربط مناطق الشرق بالغرب في البلاد، تنتشر طاولات لإفطار الصائمين. يقف شباب يدعون المسافرين والسائقين للإفطار. وتتركز الدعوة على من لم يسعفهم الحظ في الوصول إلى منازلهم، أو فرضت عليهم ظروف العمل التنقل في وقت متأخر من النهار. تساعد هذه المبادرات في التخفيف عن المسافرين. ينشط الطالب الجامعي، عبد الغني بلاش، رفقة مجموعة من أبناء حيه، في توزيع وجبات الإفطار على العابرين في ولاية البليدة. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ مجموعات من الشباب توفر وجبات وتمراً ومشروبات ومياهاً تقف على الطريق وتدعو السائقين إما إلى الإفطار وإما إلى أخذ وجبات إفطار معهم. يشير إلى أنّ "هذا الفعل التضامني البسيط في شكله، عزّز قيم التضامن والمحبة بين الجزائريين، وكشف عن رغبة الشباب والطلاب الجامعيين في المساهمة التضامنية وتقديم المساعدة وفعل الخير".
بعيداً عن المبادرات المنظمة لجمعيات وهيئات خيرية، بات من اللافت في الجزائر تنظيم سكان الأحياء في المدن والبلدات إفطارات جماعية لمصلحة الفقراء وعابري السبيل. وقد شهدت مدينة إعكوران بولاية تيزي وزو، شرقي الجزائر، نشر السكان طاولات على أحد الأرصفة لتوزيع وجبات الإفطار، يشرف عليها شباب متطوعون.
تستقطب مطاعم الرحمة في بعض المدن عدداً من المهاجرين الأفارقة والطلاب الجامعيين الذين لم يجدوا في المطاعم الجامعية ما يخفف عنهم وطأة الغربة. وبخلاف الأشهر الأخرى، تزداد في شهر رمضان المبادرات الخيرية والتضامنية في مشاهد تحيي في الجزائريين قيم التكافل والتعاون، وتعزز النسيج الاجتماعي.