أضحت المنازل المهجورة والمناطق الصخرية مقصدا للنازحين إلى مناطق الريف الشمالي الغربي في محافظة إدلب، قرب الحدود السورية التركية، فالمخيمات لا تتسع للمزيد من النازحين الذين يتوافدون على تلك المناطق بعد تجدد القصف على ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وتزيد أوضاع هؤلاء النازحين صعوبة بسبب موجة البرد الشديد التي تضرب المنطقة حاليا، خاصة أنهم يفتقرون إلى مستلزمات الحياة الأساسية، فضلا عن عدم وجود مراكز إيواء مؤقتة يمكن للنازحين البقاء فيها إلى حين نقلهم إلى مخيمات.
وقال الناشط الإنساني محمد جلول، من ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما يمر به النازحون في مناطق قاح، وكفردريان، والدانا وغيرها من مناطق ريف إدلب، مأساوي، فأغلب النازحين لا يملكون أغطية، أو مواد غذائية، وبعضهم يبيت في العراء، وهناك حاجة ملحة للأغطية والخيام ومواد التدفئة".
وأضاف أن "بعض مراكز الإيواء المؤقت توفر الأغطية للنازحين، لكن عند مغادرتهم يبقون بلا أغطية، كما أن هناك نقصا هائلا في المتطلبات المعيشية الأساسية، وعدد النازحين فاق 300 ألف، وما زالت حركة النزوح مستمرة، والفرق الإنسانية التي تعمل على إحصاء وتقييم حاجات النازحين تعاني للقيام بذلك".
وأوضح جلول: "رأيت نازحين ينامون في السيارات، وآخرين بنوا خياما في مناطق مرتفعة خوفا من مياه الأمطار، ومن يمتلك وسيلة تدفئة لا يملك وقودا أو حطبا، وحال الأطفال مؤسف، فالأمراض منتشرة بينهم بسبب البرد، و كل يوم تتأخر فيه المنظمات الإنسانية عن مساعدة النازحين تسوء أحوالهم أكثر".
وقالت "أم أحمد" التي فرت بأطفالها من جنوب معرة النعمان، لـ"العربي الجديد": "خرجنا هربا من الغارات والقصف، لكننا لسنا قادرين على إيجاد خيمة تؤوينا، وهناك أناس قضوا تحت أنقاض منازلهم وما زالت جثثهم عالقة، ونطالب المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بمساعدتنا".
وقال فريق "منسقو استجابة سورية" في تقرير اليوم السبت، إن "الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام بدعم روسي دخلت أسبوعها الثامن، وأجبرت نحو 48 ألف عائلة، تضم نحو 264 ألف نسمة، على النزوح من مناطق الاستهداف في أرياف إدلب وحماة وحلب، وتوزع النازحون على 34 نقطة وصولا إلى منطقة درع الفرات".
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في وقت سابق، أن موجة النزوح الجماعي تفاقمت في الفترة من 12 إلى 25 ديسمبر/كانون الأول، وأن المدنيين يعانون في محافظة إدلب من التبعات المدمرة للأعمال القتالية.