تهرول الطفلة السورية التي لم تتجاوز الرابعة، خارجة من منزل عائلتها المنهار جراء القصف، الذعر واضح على ملامحها البريئة، وبكاؤها يسبق نداءها المؤثر "بدي ماما. ماما. ماما".
يقابلها أحد عناصر الدفاع المدني، فيلتقطها كما يلتقط المنقذ غريقا من بين الأمواج المتلاطمة، يجري بها تجاه سيارة متوقفة لنجدة هؤلاء المنكوبين، بينما لا ينقطع نحيبها ولا سؤالها عن أمها التي يبدو أنها قضت في القصف على مدينة دوما السورية أمس الأحد.
فجأة يظهر شقيقها الذي يبدو في السابعة أو أصغر، يجري الطفل أيضا تجاه السيارة محاولا النجاة من مصير محتوم تحت أنقاض البراميل المتفجرة التي تمطر بها طائرات النظام السوري والطائرات الروسية مدينة دوما.
عبثا يحاول الطفل أيضا الاستنجاد بأمه قبل أن يلقي بنفسه في السيارة المتوقفة إلى جوار شقيقته الصغرى. بحسب الفيديو الذي نشرته فرق الدفاع المدني أمس الأحد.
الطفلان المذعوران مجرد نموذج لعشرات آلاف الأطفال السوريين الذين يتعرضون للموت يوميا، والذين يفقدون عائلاتهم أو أطرافهم أو منازلهم في قصف إجرامي لا يتوقف.
وذكر مسؤولون في الدفاع المدني التابع للمعارضة في دوما، أن طائرات روسية شنّت 25 غارة على أحياء المدينة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 60 مدنياً وإصابة 200 آخرين بجروح.
في مشهد أخر، تكتشف أم سورية جثمان طفلها على الأرض في أعقاب القصف، تجثو على ركبتيها محاولة إيقاظ الطفل الذي لا يبدي أي حراك، لا تريد الأم أن تصدق أنه توفي، تتمسك بالأمل وتنادي المسعفون علهم يجدون حلا.
يحمل المسعفون الطفل سريعا على محفة محمولة، لا يعلم مصير الطفل إذ ينتهي الفيديو الذي عرضته قناة الجزيرة أمس عند رفع الطفل من الأرض.
في مشهد ثالث، عرضته تنسيقية دوما على "فيسبوك"، خرج الرجل حيا من قلب المنزل شبه المنهار بعد سقوط 4 صواريخ بالقرب منه. كان حيا لكنه غائب عن الوعي لا يدرك شيئا من هول ما تعرض له، حتى أنه استسلم لعناصر الإسعاف والدفاع المدني مثلما فعلت الطفلة الصغيرة في الفيديو الأول.
" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وتسببت الغارات الروسية والسورية، إضافة إلى الموتى، في دمار كبير في الممتلكات والمباني السكنية، إضافة إلى امتلاء المستشفيات الميدانية بالجرحى، وتواصل طواقم الانقاذ انتشال عشرات الضحايا الذين ما يزال بعضهم تحت الأنقاض.
من جانبه، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية، خالد خوجة، إن ما حدث من قِبل الطيران الروسي بحق المدنيين في دوما، "دليل جديد لتصنيف فلاديمير بوتين كمجرم حرب".
— خالد خوجة (@Khaledkhoja) December 13, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— بسام جعارة (@BassamJaara) December 13, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ووسط الدمار والقتل، لم يتوقف أطفال دوما عن المطالبة بحقوقهم المشروعة، ونظم عدد منهم وقفة احتجاجية اليوم الاثنين، أمام مدرستهم، لمطالبة العالم بإجبار النظام والطيران الروسي على وقف قصف المدارس.
" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
اقرأ أيضا:60 قتيلاً و200 جريح بالغوطة الشرقية والحصيلة قابلة للزيادة