مع ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا الجديد، وفي ظل عدم إنتاج لقاح فعال إلى الآن، تنتاب كثيرين مشاعر مختلفة من الخوف، والذعر، والقلق، وهي مشاعر ناتجة عن حالة عدم اليقين، والتغيير المفاجئ لدورة الحياة.
ويعد التغيير المفاجئ في نمط حياتنا، خلال فترة بسيطة، من الأمور التي تدخل الإنسان في حالة من عدم اليقين، لذا فمن الطبيعي أن نشعر بالخوف والقلق، وفق ما جاء في تقرير بعنوان "كيف يمكن إدارة القلق من الفيروس التاجي" لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويقول روبرت لايهي، مدير المعهد الأميركي للعلاج المعرفي، وفق الصحيفة البريطانية: "إننا جميعاً محاصرون في (صدمة إنسانية دولية)، حيث يشعر الجميع بأن حياتهم أو حياة الأشخاص الذين يحبونهم مهددة، ولذا عندما نشعر بالقلق، نميل إلى مساواة عدم اليقين بأسوأ النتائج، ما يزيد من حدة التوتر".
فكيف يمكننا التحكم بمشاعرنا بسبب انتشار كورونا الجديد؟
وفق تقرير صادر عن صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، بعنوان "كيف يمكن كبح مخاوفك بسبب كورونا بحسب علماء النفس"، فإن أهم خطوة تكمن في المحافظة على التهديد في منظوره الصحيح.
يقول كبير الاستشاريين الطبيين للحكومة البريطانية كريس ويتي: "إن معدل الوفيات بفيروس كورونا لم يتعد الـ1%، في المقابل فإنه خلال موسم الإنفلونزا في المملكة المتحدة 2017-2018، كانت هناك 26408 حالات وفاة، وبالتالي علينا التحكم بمشاعر الخوف الزائدة".
وبحسب تقرير الإندبندنت، فإن هناك عدة نصائح يمكن اعتمادها لتخفيف مشاعر القلق، ومنها:
الاستماع إلى لغة العقل
يؤكد الدكتور مايكل سينكلير، استشاري في الطب النفسي: "من المفهوم أن هناك مستوى من القلق، فنحن نركز على الموت والكآبة، ونجعلهما محور تفكيرنا، ولذا علينا أن نجعل محور تفكيرنا يتمركز حول مهارات البقاء".
وينصح سينكلير بضرورة "الاستماع إلى لغة العقل، والنظر في الأدلة الموجودة، فنحن بحاجة إلى أن ندرك الحقيقة بحسب ما يخبرنا به عقلنا"، وفق ما يؤكده.
أما الطبيب النفسي سيلفا نيفيس فيقول: "تجب السيطرة على مدى تفكيرنا في الأمر، ومحاولة الاستماع إلى لغة الدماغ لتفسير ما يجري".
التدوين والكتابة
أما إليزابيث تورب، من الجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي (BACP)، فتقول "إنه يمكننا القيام بشيء عملي- شيء يمكننا التحكم فيه- للمساعدة على التخلص من القلق".
وترى أن "التدوين يساعد على التخلص من مشاعر القلق والذعر، ولذا يمكن كتابة ملاحظات، أو تأليف قصص، أو تدوين أي شيء يخطر في بالنا". وتضيف "اسمح لنفسك أن تقلق، ودوِّن هذه المشاعر في دفتر ملاحظات ثم ضعها بعيداً، فإن ذلك سيساعدك على تخفيف القلق".
كما تقترح أيضاً "محاولة رسم دائرتين- دائرة تحكم ودائرة بلا تأثير- وملئهما بأشياء تقلقك في حياتك، فإن ذلك سيساعدك على تذكر الأشياء التي يمكنك التأثير عليها، وتلك التي لا يمكنك فعل شيء حيالها، وبالتالي ستهدأ مشاعر الخوف".
تخفيف منابع الخوف
ويذكر الدكتور سيلفا نيفيس، وفق صحيفة "الإندبندنت"، أنه "علينا المكافحة من أجل التأقلم، فلا يتعين علينا الاستمرار في مشاهدة الأخبار المباشرة، أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بدلاً من ذلك، علينا أن نحد من تعرضنا للمعلومات الجديدة. علينا أن نكون صارمين مع أنفسنا ومشاهدة الأخبار وقراءة تحديث حول الفيروس مرة واحدة في اليوم".
كما ينصح دانيال فريمان، أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة أكسفورد، وفق صحيفة "الغارديان"، بـ"ضرورة أن نتصالح مع شكوكنا حول المستقبل، ولذا فإن التحقق المستمر من الأخبار قد يبدو وكأنه وسيلة لتأكيد السيطرة على الأحداث، ولكن يمكن أن يؤدي إلى تفاقم القلق، لذا تأكد من حصولك على معلوماتك ونصائحك من أفضل المصادر، وبطرق مدروسة".
الإبقاء على التواصل البشري بالحد الأدنى
ويؤكد جيرارد بارنز، الرئيس التنفيذي لأخصائيي الصحة العقلية Smart TMS، أنه "في أوقات التوتر قد يكون من السهل أن نرغب في عزل أنفسنا (خاصة إذا كنا قلقين بشأن الفيروس)، ولكن من المهم الحفاظ على التفاعل البشري، وإن من خلال وسائل التواصل، لتقليل مستويات القلق، فذلك يساعد على الحفاظ على الإيجابية والطاقة الجيدة"، وينصح بـ"ضرورة التواصل مع أهلنا وأصدقائنا ولو افتراضياً".