بكلمات تشعر عند سماعها بالكثير من الظلم والقهر، يستصرخ المزارع الفلسطيني محمد رجا زبن، أبو عمار، الجميع لحماية أرضه التي هاجمها مستوطنون وقطعوا أشجار الزيتون فيها. ويصف الهجوم بـ"الجريمة"، ويدعو على منفذيه بالقول "الله ينتقم منهم... الله يوخذهم ويريحنا منهم"، لشدة قهره على أرضه الوحيدة، ومصدر رزقه الوحيد.
يوم الجمعة الماضي، تفاجأ المزارع أبو عمار، من قرية بورين إلى الجنوب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، عندما وصل إلى أرضه الوحيدة، بأن أعداداً كبيرة من أشجار الزيتون قد قطعت أغصانها، ليطلق مناشدة في حينه يدعو من خلالها إلى حماية أرضه من ويل المستوطنين.
وتخطط قطعان المستوطنين المتطرفين، للاستيلاء على الأرض، وينتظرون الليل حتى ينفذوا مخططاتهم الصهيونية المدعومة والمحمية من قبل جيش الاحتلال، وذلك في سبيل إيذاء كل ما هو فلسطيني.
ونفذ مستوطنو "يتسهار"، تلك المستوطنة التي تضم عدداً كبيراً من المستوطنين المتطرفين، جريمتهم بحق الأرض وأشجارها، وهم يتحركون ليل نهار من أجل إيذاء الفلسطينيين والتخريب عليهم، وتنفيذ جرائمهم.
ويقول أبو عمار لـ"العربي الجديد": "وجدت 102 شجرة زيتون، وثلاث شجرات لوز، قطعت بالكامل، ورميت أغصانها وسط الأرض، وهي أشجار مثمرة كبيرة، يزيد عمرها عن ستين عاما".
يضيف: "هذه الأرض الوحيدة التي أملكها، وهي ما أعتمد عليه في توفير قوت يومي لي ولعائلتي. العام الماضي لم يكن موسم الزيتون مثمرا وجيدا، وكان منتوجها 40 تنكة زيت، كل تنكة وزنها 16 كيلوغراما".
كانت أرض المزارع أبو عمار تحوي 115 شجرة زيتون، يقصدها مع عائلته في كل موسم زيتون، بعد الحصول على تنسيق من قبل جيش الاحتلال للوصول إلى أرضه التي تقع على بعد 150 مترا على يسار مدخل مستعمرة "يتسهار"، لقطف ثمار الزيتون، لكن المستوطنين في فعلتهم هذه، أبقوا 13 شجرة فقط، وما تبقى قطعوه وخربوه.
ويلفت أبو عمار إلى أن آخر مرة حصل على تصريح للوصول إلى أرضه، كان في منتصف آذار/ مارس الماضي، حرثها ورعاها، وحينها أتاه حارس أمن المستعمرة، وسأله عن عمره، وعن موعد وفاته، وحين استفسر أبو عمار عن سبب سؤاله، أجابه الحارس حتى تتم مصادرة الأرض، كونه من المزارعين القلائل الذين يستطيعون الوصول لأرضهم. لكن أبو عمار رد عليه قائلا: "حتى إن متّ فهناك خمسون واحدا بعدي سيعتنون بالأرض ويحافظون عليها".
يعتقد أبو عمار أن المستوطنين نفذوا فعلتهم، ليل الأربعاء الماضي، وفقا لما سمعه أصحاب المنازل القريبة من المكان، من أصوات المولدات والجلبة القريبة من المكان، ما يؤكد أن جريمة المستوطنين هي عمل منظم، يقصدون من خلاله ترهيب المزارعين وقطع الطريق عليهم، وقطع أرزاقهم التي تعد مصادر دخل هامة لهم.
وعقب اعتداء المستوطنين، انسحبوا كأن شيئا لم يكن، ولم ينتبه الأهالي لفعلتهم إلا بعد أن حاول صاحبها المزارع أبو عمار الوصول إلى أرضه. وطلب أبو عمار من شرطة الاحتلال التي حضرت إلى المكان يوم الجمعة، أن يسمحوا له بالدخول إليها لتنظيفها من الأغصان ومحاولة تقليم الشجر واستصلاحه، لكنها لا تزال تماطله حتى الآن.