غزة تستعد لاستقبال عيد الفطر رغم الأزمات
يوسف أبو وطفة
لم تتغير استعدادات أهالي قطاع غزة لاستقبال عيد الفطر رغم الأزمات التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني يقطنون البقعة الأكثر كثافة سكانية في العالم، وسط ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية.
وتنتشر البسطات والباعة في مختلف الشوارع والأسواق، فضلا عن استعدادات المحال التجارية في القطاع التي تعرض بضائع متنوعة، كالملابس وألعاب الأطفال والحلوى، ولا يخلو الأمر من انتشار عربات بيع المشروبات والأطعمة الشعبية للمترددين على الأسواق والمحال التجارية بعد أذان المغرب، في محاولة من أصحابها لكسب الرزق.
ويلاحظ المتجول في شوارع قطاع غزة وجود حركة غير اعتيادية في والأسواق، وإن بدت، حسب قول بعض الباعة، "خادعة" ولا تدل على وجود بيع حقيقي.
وتستمر البسطات والمحال التجارية المنتشرة في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006، في العمل منذ الصباح وحتى ساعات الفجر الأولى، ويزيد الإقبال عليها في اليوم الأخير من شهر رمضان، على الرغم من ندرة السيولة النقدية المتوفرة في أيدي الغزيين المضطرين للتعامل مع موسم عيد الفطر وفقاً لإمكانياتهم المعيشية والإنسانية والاقتصادية.
ولا تخلو استعدادات الفلسطينيين في القطاع المحاصر، من قيام بعض العوائل بالتحضير لإنجاز "كعك العيد" الذي يزين بيوت الغزيين خلال فترة عيد الفطر.
ويتزامن حلول عيد الفطر لهذا العام مع مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي تشهدها المناطق الشرقية الحدودية للقطاع، والتي أدت لاستشهاد العشرات وإصابة الآلاف، الأمر الذي يحرم هذه العوائل من بهجة استقبال العيد.
يقول البائع الفلسطيني رمضان جعفر لـ"العربي الجديد"، إن استعدادات الغزيين لاستقبال عيد الفطر هذا العام لا تبدو مختلفة عن الأعوام السابقة، وإن كانت الحركة التجارية غير مرضية بالنسبة للبائعين وأصحاب المحال التجارية، ويضيف: "تشهد الأسواق منذ بداية الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان حركة غير اعتيادية تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل".
ويوضح البائع الغزي أنه رغم قيامه وغيره من الباعة وأصحاب المحال التجارية بخفض أسعار البضائع كي تتناسب مع الواقع المتأزم، إلا أن حركة الشراء لا تزال محدودة.
وألقت العقوبات التي فرضها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على القطاع منذ مارس/ آذار 2017، بظلالها على الواقع الاجتماعي والمعيشي، حيث أدت إلى تفاقم الأزمات التي يعاني منها الغزيون أصلاً بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل.
ويقول المواطن الغزي خميس الغزالي، لـ"العربي الجديد"، إنه "رغم ما تعانيه غزة من أزمات وآلام بفعل الواقع المعيشي الصعب وتردي الأوضاع الحياتية منذ بداية العام الجاري، إلا أن الشعب الفلسطيني يحاول التكيف مع معاناته والاحتفاء بعيد الفطر".
ويرى الغزالي أن "الأجواء هذه العام لا تختلف كثيراً عن الأعوام السابقة، وإن كانت الأوضاع التي وصل إليها القطاع في الأحوال المعيشية والحياتية والاقتصادية تؤثر على الغزيين في شتى المجالات. كثير من الأسر باتت تبحث عن ملابس منخفضة الثمن لأبنائها من أجل عدم حرمانهم من بهجة العيد، ومراعاة السيولة النقدية الشحيحة، لا سيما بين الموظفين التابعين للسلطة الفلسطينية أو حكومة غزة السابقة".