وقال علي العلي من ريف اللاذقية، لـ"العربي الجديد": "انتشرت الحرائق بشكل سريع جداً، وقد يكون ذلك من جراء وجود الأعشاب والأوراق اليابسة بكثافة. الكثير من الناس خسروا أراضيهم، وفيها أشجار مثمرة". وفي ما يتعلق بأسباب نشوب الحرائق، يقول: "جميع الاحتمالات قائمة. قد تكون أسباب الحرائق طبيعية من جراء حدة الشمس، أو نتيجة فعل غير مقصود كرمي سيجارة مشتعلة، أو نتيجة فعل مقصود. لكنّني أعتقد أن الحرائق هي نتيجة الظروف المناخية، وقد شهدت البلاد حرائق في محافظات عدة خلال يومين".
ويرى أنّ "هذه الحرائق كشفت الإمكانيات الضعيفة لأفواج الإطفاء، وعدم امتلاكها المعدات والعناصر الكافية للتصدي للحرائق في المناطق الوعرة والجبلية".
وتفيد مصادر محليّة في طرطوس، طلبت عدم الكشف عن اسمها، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنّ "حريقاً نشب الأحد الماضي في بلدة منية يحمور في ريف طرطوس، واستمر نحو ثلاث ساعات نتيجة قيام أحد أهالي المنطقة بحرق الأعشاب المنتشرة تحت أشجار الزيتون، ما أدى إلى امتداد النار على مساحات واسعة شديدة الوعورة محصورة بين جبلين، وفي اتجاهات عدة بين قرى كرم بيرم واليازدية ومنية يحمور، قبل إخمادها".
ويقول مدير الدفاع المدني في طرطوس العقيد سمير شما، بحسب وكالة "سانا" التابعة للنظام، إن "29 حريقاً نشبت اليوم في مناطق متفرقة، كان أكبرها الحرائق التي شهدتها السودا والتفاحة ودرتي وسد الباسل ومفرق الصناعة"، مضيفاً أنه "تم إخماد معظمها وما زال العمل جارياً لإخماد وتبريد الحرائق في كل من مناطق السودا وسد الباسل والتفاحة نظراً لضخامتها". ويلفت إلى أن "عدم توفّر الطرقات الزراعية وتنظيف الأراضي من الأعشاب اليابسة واشتداد الرياح كلها عوامل ساهمت في ازدياد مساحة الحرائق وانتشارها بشكل كبير".
يضيف أن فوج الإطفاء عمل الأحد الماضي على إخماد 60 حريق نشبت في مناطق متفرقة من المحافظة أكبرها الحريق الذي وقع في منطقة اليازدية منية يحمور، الذي أتى على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، علماً أن غالبية الحرائق نشبت في أراض مزروعة بأشجار الزيتون ومناطق حرجية، باستثناء حريق واحد نشب في غابات منطقة سرستان ليل الأحد الماضي، ما أتى على أكثر من 150 دونماً من الأراضي".
ويقول قائد فوج إطفاء طرطوس إنه تم إخماد كل الحرائق التي اندلعت أمس الإثنين في المحافظة، و"قد بقي حريق في أحراج قرية بقعو في ريف المحافظة، وتتعامل معه فرق الإطفاء، التي باتت قريبة من إخماده".
وكان عنصران من دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية قد قتلا الأحد الماضي بعدما حاصرتهم النيران من جراء هبوب الرياح، هما رئيس شعبة الحرائق في دائرة الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في المحافظة وعامل إطفاء. كما أصيب ثمانية آخرون بحروق واختناقات خلال محاولة إخماد حريق كبير اندلع في أحراج قرية فرز العنانيب في ريف منطقة القرداحة مساء السبت الماضي، وهي مناطق معروفة بصعوبة التضاريس وكثافة حراجية. يشار إلى أن مصادر رسمية توقعت أن تكون الحرائق مفتعلة.
وبلغ عدد الحرائق التي اندلعت في المحافظة يوم الأحد الماضي 14 حريقاً، منها ثمانية في منطقة القرداحة تم إخمادها جميعا. وتذكر وسائل إعلام محلية أن الجهود تتركز حالياً على تطويق الحرائق في الأحراج ضمن قرى مصيص وفرزلا والشويخة وعنانيب في ريف القرداحة التي اندلعت أمس الإثنين. ويقول مصدر من فوج إطفاء حمص لـ "العربي الجديد" إن "فرق الإطفاء في حمص أخمدت أمس الإثنين حرائق عدة اندلعت في الأراضي الزراعية والحرجية في قرى الناصرة والمشتاية وعين الباردة وحب نمرة والزويتينة في منطقة وادي النضارة غربي حمص".
وفي حمص، يقول قائد فوج إطفاء حمص العقيد عثمان جودا لوكالة "سانا" الإخبارية إن "معظم الحرائق شبت في الأراضي الحرجية والزراعية لقرى وبلدات الناصرة وقرب علي وعين الباردة ومرمريتا والمشتاية والحواش والزويتينة وكفرا وعين الراهب وحب نمرة وشين وجبلايا"، لافتاً إلى أن "جهوداً كبيرة بذلت لإخماد النار في ظل التضاريس الوعرة للمنطقة والأراضي الجبلية وصعوبة وصول الآليات إليها، في وقت اقتصرت على الأضرار على الأحراج، ولم يكن هناك أي خسائر بشرية".
شركة الكهرباء في حمص أعلنت أن "القيمة الإجمالية للأضرار التي لحقت بأملاكها بلغت نحو 14 مليون ليرة سورية (نحو 27 ألف دولار أميركي)، من جراء احتراق 18 عموداً متوسطاً و35 عموداً منخفضاً، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن عدد من آبار المياه المغذية لعدد من القرى في المنطقة، ويجري العمل على إصلاحها.