تعمل مراوح (توربينات) الهواء على تحويل الطاقة التي تنتجها حركة الهواء إلى طاقة كهربائية يستفيد منها الإنسان كبديل عن الطاقة الملوثة التي تعمل على الديزل ومشتقاته. هي رديف للطاقة الشمسية وغيرها من الطاقات النظيفة. وقد تشكل هذه المراوح مساعداً على تحسين إنتاج الكهرباء في بلدان العالم.
ولكي تعمل مراوح الهواء على ما يرام فإنّ من الأنسب تثبيتها حيث تكون الرياح نشطة في أكثر الفصول والأوقات. تثبّت المراوح على جسم يشبه الطائرة المثبتة على عمود في الأرض بطول قد يصل إلى 100 متر. أما المروحة فشفرتها الواحدة تصل إلى 70 متراً. وهي شبيهة بمروحة الطائرة القديمة التي كانت تعمل على "الفراش".
وكما تفرم مروحة الطائرة الطيور بينما تتقدم الطائرة نحوها، تفرم مروحة الهواء الطيور التي تتقدم باتجاهها وهي ثابتة في مكانها. أما الحصيلة فأكبر مع مراوح الهواء بسبب طول شفراتها وموقعها الأقرب إلى الطيور. المشكلة القائمة تتأتى من ضرورة تركيب توربينات الهواء على الأمكنة التي تكثر فيها الرياح لكي تنتج كمية أكبر من الكهرباء بينما للطيور الحوامة التي تسبح في الهواء من دون تحريك لأجنحتها حاجة لأماكن تكثر فيها الرياح لتسهيل انتقالها من أماكن إلى أخرى. فتلتقي الطيور مع مزارع الرياح بحكم الضرورة وهنا تقع الكارثة، فنجد أعداداً مؤلفة من الطيور الميتة أو الكسيرة أو الجريحة، خاصة من الطيور الجارحة، كالنسور والعقبان والمرز والبواشق واللقلاق والبجع والكركي أو الرهو.
على الإنسان الذي يحتاج إلى هذه الطاقة أن يعمل على مساعدة الطيور في تجنب شفرات المراوح. فكيف تكون هذه المساعدة؟ أولاً، على المسؤول عن مزارع الهواء أن يكلف الخبراء بدراسة الموقع المراد وضع التوربينات فيه من أجل تقييم طريقة عمل المزرعة، وتقييم الطيور المقيمة والمشتية والمفرخة والمهاجرة، وإيجاد صيغة لحماية كل نوع من أنواع الطيور التي تمرّ في الموقع، خصوصاً تلك التي تتميز في الوقت نفسه بوضع عالمي مهدد أو وضع محلي حرج أو أنّها نادرة في العدد والتوزيع الجيوغرافي. وقد تحتوي الصيغة على قرار بإبطال المشروع أو تغيير مكانه أو تركيب رادارات تنبه العاملين في مزارع الهواء إلى ضرورة إيقاف عمل التوربينات ريثما تمرّ الطيور، أو إبعاد أماكن تركيب المراوح عن الشير (طرف أعلى السفح المنحدر) حيث الرياح التي تصطدم بالسفح ترتفع إلى أعلى حاملة معها في أغلب الأحيان الطيور التي قد تصطدم بالمراوح فور وصولها إلى قمة السفح. وهناك اليوم شركات تعمل جاهدة من أجل اختراع أعمدة يكون قطرها من الأسفل أصغر قليلاً من قطرها الأعلى فتتحرك مع الرياح بسهولة محدثة حركة شبه لولبية لا تضر ولا تؤذي طائراً أو أي حيوان آخر.
اقــرأ أيضاً
هذا هو سر علاقة الطيور بالمراوح، فالطرفان في حاجة إلى رياح لكنّ المعتدي ليس الطائر بل الإنسان الذي يزيد من تمدد مشاريعه في الهواء الذي هو مسرح ومملكة الطيور.
*اختصاصي في علم الطيور البرية
ولكي تعمل مراوح الهواء على ما يرام فإنّ من الأنسب تثبيتها حيث تكون الرياح نشطة في أكثر الفصول والأوقات. تثبّت المراوح على جسم يشبه الطائرة المثبتة على عمود في الأرض بطول قد يصل إلى 100 متر. أما المروحة فشفرتها الواحدة تصل إلى 70 متراً. وهي شبيهة بمروحة الطائرة القديمة التي كانت تعمل على "الفراش".
وكما تفرم مروحة الطائرة الطيور بينما تتقدم الطائرة نحوها، تفرم مروحة الهواء الطيور التي تتقدم باتجاهها وهي ثابتة في مكانها. أما الحصيلة فأكبر مع مراوح الهواء بسبب طول شفراتها وموقعها الأقرب إلى الطيور. المشكلة القائمة تتأتى من ضرورة تركيب توربينات الهواء على الأمكنة التي تكثر فيها الرياح لكي تنتج كمية أكبر من الكهرباء بينما للطيور الحوامة التي تسبح في الهواء من دون تحريك لأجنحتها حاجة لأماكن تكثر فيها الرياح لتسهيل انتقالها من أماكن إلى أخرى. فتلتقي الطيور مع مزارع الرياح بحكم الضرورة وهنا تقع الكارثة، فنجد أعداداً مؤلفة من الطيور الميتة أو الكسيرة أو الجريحة، خاصة من الطيور الجارحة، كالنسور والعقبان والمرز والبواشق واللقلاق والبجع والكركي أو الرهو.
على الإنسان الذي يحتاج إلى هذه الطاقة أن يعمل على مساعدة الطيور في تجنب شفرات المراوح. فكيف تكون هذه المساعدة؟ أولاً، على المسؤول عن مزارع الهواء أن يكلف الخبراء بدراسة الموقع المراد وضع التوربينات فيه من أجل تقييم طريقة عمل المزرعة، وتقييم الطيور المقيمة والمشتية والمفرخة والمهاجرة، وإيجاد صيغة لحماية كل نوع من أنواع الطيور التي تمرّ في الموقع، خصوصاً تلك التي تتميز في الوقت نفسه بوضع عالمي مهدد أو وضع محلي حرج أو أنّها نادرة في العدد والتوزيع الجيوغرافي. وقد تحتوي الصيغة على قرار بإبطال المشروع أو تغيير مكانه أو تركيب رادارات تنبه العاملين في مزارع الهواء إلى ضرورة إيقاف عمل التوربينات ريثما تمرّ الطيور، أو إبعاد أماكن تركيب المراوح عن الشير (طرف أعلى السفح المنحدر) حيث الرياح التي تصطدم بالسفح ترتفع إلى أعلى حاملة معها في أغلب الأحيان الطيور التي قد تصطدم بالمراوح فور وصولها إلى قمة السفح. وهناك اليوم شركات تعمل جاهدة من أجل اختراع أعمدة يكون قطرها من الأسفل أصغر قليلاً من قطرها الأعلى فتتحرك مع الرياح بسهولة محدثة حركة شبه لولبية لا تضر ولا تؤذي طائراً أو أي حيوان آخر.
هذا هو سر علاقة الطيور بالمراوح، فالطرفان في حاجة إلى رياح لكنّ المعتدي ليس الطائر بل الإنسان الذي يزيد من تمدد مشاريعه في الهواء الذي هو مسرح ومملكة الطيور.
*اختصاصي في علم الطيور البرية