نظّم الاتحاد العام التونسي للشغل مسيرة شعبية في مدينة الحامة بمحافظة قابس جنوب شرقي تونس اليوم الأحد، في الذكرى التسعين لرحيل الزعيم النقابي التونسي محمد علي الحامي، عرض في خلالها قدرته على التعبئة الجماهيرية قبل أسبوعين من الإضراب العام المقرر في القطاع العام، يوم الأربعاء 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، فحشد مئات العمال والنقابيين والمناصرين في واحد من أكبر معاقل المنظمة النقابية تاريخياً.
ويؤكد الأمين العام المساعد في الاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ لـ"العربي الجديد"، أنّ "المنظمة النقابية تحشد قواها استعداداً لإنجاح الإضراب العام"، مشيراً إلى أنّ "جلسة التفاوض التي عقدت أمس بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وأمين عام الاتحاد باءت بالفشل ولم تفضِ إلى أي اتفاق حول زيادة الأجور". ويبين حفيظ أن "الاتحاد بقدر استعداده للحوار وإنجاح المفاوضات، هو مستعد كذلك لإنجاح الإضراب العام الذي سينفذ في موعده".
في كلمته التي ألقاها بالمناسبة، ذكّر أمين عام الاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، النقابيين باليوم المقرر وضرورة إنجاحه، وسط هتافات تركزت على حكومة يوسف الشاهد فاتهمتها بالفشل في إدارة الحكم وتخريب مؤسسات البلاد وبيع خيراتها والمؤسسات العمومية للمستعمرين الجدد وتكبيل الشعب بالديون لصندوق النقد الدولي.
واتهم الطبوبي في كلمته اليوم أمام العمال، حكومة الشاهد بتجويع الشعب وضرب مقدرته الشرائية قائلاً: "لا يمكن أن نتحدث عن ديمقراطية والبطون خاوية والوضع الصحي يعاني". ولفت إلى أنّ الجميع يشكو من الجوع في البلاد، العامل والعاطل من العمل وكل فئات الشعب. وشدّد الطبوبي على أن الحكومة هي سبب ارتفاع الأسعار وغلاء المواد الاستهلاكية الكبير الذي عرفته البلاد أخيراً، وهي زيادات لا يمكن السكوت عنها. ورأى أن الحكومة لم تعالج الأسباب الحقيقية لتخريب الاقتصاد، موضحاً أن التهريب ينخر الاقتصاد، وأرباب التهريب يتحكمون في كل مفاصل الدولة وهم قادرون على الإفلات من العقاب.
وقال الطبوبي إن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يطالب بزيادة الأجور وإنما يطالب بتعديل المقدرة الشرائية للمواطن، ومهمة المنظمة هي تعديل هذا الوضع. أضاف أن الاتحاد لن يتخلى عن قضية المتقاعدين ولن يسمح بالمسّ بجرايتهم، وسوف يواصل كذلك الدفاع عن العاملين في الوظائف الهشة. وبيّن الطبوبي أنّ يد الاتحاد ممدودة دائماً للحوار لكنّه يرفض استخدام ذلك لالتقاط الصور مع رئيس الحكومة بعد فشل المفاوضات، مشدداً على أن العمال ماضون في الإضراب العام المقبل.