تقول طنوس لـ"العربي الجديد"، خلال مشاركتها في تلك الاحتفالات، "على رغم حزن قلوبنا على ما يُجرى بغزة، إلا أن الاحتفالات وجدت للاحتفال والذكرى، نحن دوماً متضامنون مع أهلنا في غزة، رسالتنا في هذه الأعياد رسالة سلام ومحبة، بعيد المحبة والسلامة يوم غد الأحد، قام السيد المسيح، إن الاحتفال بهذه الأعياد يثبت وجود الديانات الثلاث في الأرض المقدسة".
وأحيت الطوائف المسيحية في الضفة الغربية، بما فيها القدس، والتي تسير بحسب التقويمين الشرقي والغربي، احتفالات "سبت النور" اليوم السبت، بمشاركة آلاف المسيحيين وفعاليات شعبية ورسمية، إيذاناً بالاحتفال بعيد الفصح، والذي يحل غداً الأحد.
وانطلقت الفعاليات الاحتفالية ظهر اليوم، بسبت النور، حيث انطلق النور من كنيسة القيامة في مدينة القدس، إلى عدد من المدن الفلسطينية، ومنها رام الله وبيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، ووصل النور إليها، وسط أجواء احتفالية، ومن ثم سيصل النور إلى عدد من الدول المجاورة ودول العالم.
ويشدد سمير دوالي، على أن مشاركة الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وشرائحه جميلة تؤكد حب الشعب الفلسطيني وتضافره مع بعضه، لكنّ هناك عتباً على السلطة الفلسطينية بعدم وجود عطلة رسمية هذا العام في عيد الفصح الذي يوافق يوم غد الأحد. ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "هذا العيد هو عيد قومي، والمسيحية انطلقت من هذه البلاد، وكان المفروض أن تحتفل الدولة الفلسطينية بهذا العيد، فهو عيد ديني منذ نحو ألفي عام".
ويؤكد أن الاحتفال هذا العام بسبت النور وعيد الفصح يرتكز على "مظاهر شعائر دينية، وليست احتفالية، نحن متضامنون مع غزة، وضد ما يُجرى بها من مجازر".
وتؤكد نجوى حصري، لـ"العربي الجديد"، أن الاحتفال بسبت النور هو احتفال ديني على رغم كل الأحداث في غزة، وكانت لافتة في مسيرة سبت النور الهتافات والشعارات التي تؤكد التضامن مع أهلنا بغزة والتمسك بحق العودة.
وقال الأب جمال خضر، راعي كنيسة اللاتين في رام الله، لـ"العربي الجديد"، إن "احتفالنا اليوم، بقيام المسيح هو احتفال بحياة جديدة وبنور جديد، وهذه رسالتنا لجميع المؤمنين بأنه ستكون حياة جديدة ونور للمستقبل، ولا يمكن أن نستمر بالعيش بالظلام، واحتفالنا اليوم، دليل على أن الله كبير وأن الله لن يتخلى عنا، ولن يرضى بالظلم أبداً".
وحول عدم إعلان الحكومة الفلسطينية تخصيص عطلة في يوم عيد الفصح، قال خضر: "يؤسفنا هذا القرار، وكنا نأمل بأن يثبت هذا العيد، بخاصة أن العيد ينطلق من القدس، ولذا يجب أن نعطي أهمية خاصة له لأهمية مدينة القدس التي ينطلق منها. وعلى رغم ما حصل، سنحتفل بالعيد ونأمل بأن يتم تدارك هذا الموضوع وتكريسه عطلة رسمية في الأعوام القادمة".
وتم استقبال النور في مدينة رام الله بعد وصوله من مدينة القدس، ووقف المحتفلون على جانبي الشوارع في المدينة، وفي محيط ميدان المنارة، على وقع إيقاع فرق الكشافة، وبمشاركة شخصيات دينية ورسمية فلسطينية، وسط هتافات تؤكد التمسك بحق العودة، وهتافات تحيي غزة، وتندد بمجاز الاحتلال فيها، ورشّ بعض المحتفلين الأرزّ والحلوى فوق الرؤوس، تعبيراً عن الفرحة.
و"سبت النور" هو آخر يوم في أسبوع الآلام عند المسيحيين، ويستعدون فيه لعيد الفصح أو ما يعرف بـ"عيد القيامة"، ويرمز العيد عند المسيحيين إلى عودة المسيح عليه السلام أو قيامته.
ويعتقد المسيحيون في "سبت النور" أن النور خرج من قبر المسيح في كنيسة القيامة وصعد إلى السماء، ويحتفلون بإشعال النور في كنيسة القيامة في القدس، ويرسل إلى البلدان والمدن التي تسير وفق الكنيسة الأرثوذكسية، وبعدها تحتفل الطوائف المسيحية من الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الفصح غداً الأحد، والذي يستمر ثلاثة أيام.