وتتضمن الرسالة التي حملتها وسلّمتها بارود لمكتب المفوض السامي بمدينة غزة، دعوة للأمم المتحدة إلى التصدي لسلوك الاحتلال الممنهج لقتل وتصفية الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، فضلاً عن سياسة الإهمال الطبي التي أدت لاستشهاد 208 أسرى فلسطينيين داخل السجون.
وشارك عدد من الأسرى المحررين وممثلي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في الوقفة، التي نظمتها جمعية واعد للأسرى أمام مقر المندوب السامي بمدينة غزة، اليوم الخميس، حيث رفع المشاركون عدداً من الأكفان التي تحمل أسماء الأسرى الذين قضوا داخل السجون الإسرائيلية.
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أشرف القدرة، إنّ الأسرى يعانون بشكل كبير جراء سياسة الإهمال الطبي المتبعة بحقهم من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، وإصابة عدد كبير منهم بالكثير من الأمراض والإعاقات دون السماح بتلقيهم العلاج.
وأوضح القدرة في كلمة له، على هامش الوقفة الاحتجاجية، أنّ نحو 70 أسيراً فلسطينياً مصابون بمرض السرطان بأنواعه المختلفة ولا يسمح لهم بتلقي العلاج المطلوب، فضلاً عن 70 أسيراً يعانون من إعاقات متنوعة داخل السجون الإسرائيلية دون عرضهم على أطباء مختصين.
وطالب المندوبَ السامي والأمم المتحدة بضرورة الضغط على الاحتلال من أجل تشكيل فريق طبي فلسطيني من وزارة الصحة، للكشف عن الأسرى داخل السجون، وإجبار مصلحة السجون الإسرائيلية على توفير الأدوية اللازمة للأسرى المرضى.
وأشار القدرة إلى الظروف الصعبة التي يعاني منها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، التي تتمثل في الإهمال الطبي وعدم وجود أطباء مختصين وانعكاسه سلباً على المعتقلين الفلسطينيين حتى بعد تحررهم، حيث قضى 10 أسرى فلسطينيين بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال بفعل أمراض مجهولة.
كما أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والأسير المحرر، ياسر صالح، على أن الاحتلال يتبع سياسة الإهمال الطبي المستمر بحق الأسرى، بالإضافة إلى سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحق عشرات الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال.
وقال صالح في كلمته عن القوى الوطنية والإسلامية، على هامش الوقفة، إنّ سجون الاحتلال تخلو من أطباء مختصين يتم عرض الأسرى عليهم لمتابعة حالتهم الصحية، فضلاً عن تأجيل الكثير من عمليات الأسرى الجراحية الطارئة لمدة تصل إلى أكثر من عام وعدم إعطائهم العلاج اللازم.
وطالب القيادي في الجهاد الإسلامي بضرورة الضغط على الاحتلال ومصلحة سجونه من أجل وقف سياسة الإهمال الطبي المتبع بحق نحو 7 آلاف أسير وأسيرة داخل السجون الإسرائيلية، والعمل على توفير الرعاية الطبية الكاملة لهم وتوفير أطباء مختصين داخل السجون المختلفة.
بدوره، دعا مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، عبد الله قنديل، الأمم المتحدة إلى ضرورة تشكيل وفد طبي دولي للاطلاع على الحالة الطبية للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي.
وشدّد قنديل في كلمته على أن استشهاد الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية يعكس سياسة الإهمال الطبي المتبعة بحقهم من قبل مصلحة السجون، والتي أدت لاستشهاد أكثر من 208 أسرى فلسطينيين بالإضافة لعشرات الحالات المرضية من الأسرى.
وكان الأسير ياسر دياب حمدونة، من بلدة يعبد قضاء جنين في الضفة الغربية المحتلة، قد استشهد، يوم الأحد الماضي، داخل سجن "ريمون" الإسرائيلي، حيث يقضي حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة.