وقالت الكيلة، في بيان صحافي، إنّ "فصل التيار الكهربائي سيلحق الضرر بالمرضى وأدويتهم التي يحفظونها في ثلاجات منازلهم، إضافة إلى تأثيره بشكل عام على كافة المواطنين وصلاحية الأغذية التي تحتاج إلى برادات، عدا عن تأثيره على الأدوية والمطاعيم المحفوظة في ثلاجات المراكز الصحية وعيادات الرعاية الصحية".
ونبهت وزيرة الصحة الفلسطينية من أنّ "أي انقطاع للتيار الكهربائي عن ثلاجات الأدوية والمطاعيم في المراكز الصحية سيؤدي إلى الإضرار بها والتأثير على فعاليتها، خصوصاً أن تلك الأدوية تحفظ على درجات حرارة متدنية، ومنها ما يحتاج إلى التفريز الدائم خلال فترة الحفظ".
وأشارت الكيلة إلى أنّ "أغلب المطاعيم تخزن في درجة حرارة ما بين 2-8 درجات مئوية، وهناك عدد من المطاعيم التي يتم تخزينها في درجات حرارة أقل قد تصل إلى 20 تحت الصفر مثل طعم شلل الأطفال وطعم الروتا"، مضيفة أنّ "أي انقطاع للكهرباء يؤثر سلباً على فعالية المطاعيم المعطاة للأطفال، ويفقدها فعاليتها".
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية إنّ "التأثير على المطاعيم يشكل خطراً على الصحة العامة؛ إذ إن المطاعيم ساهمت في القضاء على الكثير من الأمراض مثل شلل الأطفال وغيره والحد من انتشارها"، مشددة على أنّ "من أهم العوامل المؤثرة في الاستجابة لفعالية المطاعيم هي السلسلة الباردة في حفظ الطعم، ما يعني أن إعطاء مطاعيم لم تحفظ في حرارة مناسبة يؤدي إلى عدم الاستفادة منها وعدم تحقيق الفائدة المرجوة من إعطائها".
واعتبرت الكيلة أنّ "هذه الخطوة الخطيرة التي أقدمت عليها إسرائيل هي عقاب جماعي لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، حيث لم تراعِ إسرائيل أي ميثاق أو عرف أو قانون دولي في خطوتها هذه".
وأشارت وزيرة الصحة الفلسطينية إلى أنّ "شركة كهرباء القدس بذلت جهوداً حثيثة لضمان تزويد المراكز الصحية في المدن بالتيار الكهربائي، لكن ذلك لا ينطبق على جميع المراكز الصحية، إذ لن تستطيع شركة كهرباء القدس تزويد جميع المراكز الصحية بالكهرباء نتيجة القطع الإسرائيلي، وهو ما يعني تهديداً لحياة جميع المرضى الذين يزورون تلك المراكز، خصوصاً الحالات الخطيرة، إضافة إلى إلحاق الضرر بالأدوية والمطاعيم المحفوظة في تلك المراكز".
وحمّلت وزيرة الصحة الفلسطينية دولة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى الفلسطينيين، وأي مضاعفات ربما تحدث لهم، مناشدة في الوقت ذاته المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي للتدخل والضغط على الاحتلال لإيقاف هذا العقاب الجماعي.
وأهابت وزارة الصحة الفلسطينية بالمواطنين الذين يحفظون أدويتهم في الثلاجات عدم فتح ثلاجاتهم خلال فترة القطع إلا للضرورة للحفاظ على برودة الثلاجة وتقليل احتمالية التأثير على فعالية الدواء المخزن.
وأكدت وزارة الصحة أنّ فصل التيار الكهربائي لن يقتصر تأثيره على المرضى والأدوية، بل سيتعداه إلى ثلاجات حفظ الأطعمة والمواد الغذائية في البيوت والمراكز التجارية والمحلات، حيث يتسبب فصل التيار الكهربائي برفع درجة حرارة الثلاجات، ما يعني أن المواد الغذائية التي تحتاج للحفظ في درجات حرارة متدنية ستتأثر وستكون عرضة للتلف.
يشار إلى أنّ شركة الكهرباء الإسرائيلية قررت، وبموافقة من حكومة الاحتلال، قطع التيار الكهربائي عن 3 محافظات فلسطينية هي القدس المحتلة ورام الله وبيت لحم، بحجة تراكم ديون شركة كهرباء القدس، وهي شركة خاصة.
ونشرت شركة كهرباء محافظة القدس برنامجاً، أخيراً، حددته شركة الكهرباء الإسرائيلية لقطع وتقنين التيار الكهربائي عن المناطق الأخرى التي سيشملها القطع في الرابع والعشرين حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، إضافة إلى اليوم الثاني من الشهر المقبل في كل من رام الله والقدس وبيت لحم، وحذرت الشركة بأن هذا الإجراء ستكون له تداعيات خطيرة على كافة مناحي الحياة، لا سيما المؤسسات الرسمية والأهلية، وقطاع التعليم والمياه، والاتصالات، بما فيها القطاعات الاقتصادية الأخرى، خاصة هيئات الوساطة المالية وتداول الأسهم في فلسطين.