جرائم مصر... ازدياد العنف في شهر رمضان
القاهرة
العربي الجديد
شهدت بعض المحافظات المصرية في الأيام الأولى من شهر رمضان عدداً كبيراً من جرائم القتل والاغتصاب والسرقة وبيع المخدرات، وهو ما يصفه أمنيون وباحثون في علم الاجتماع بتصاعد "الجريمة البشعة"
بحلول شهر رمضان المبارك، لم تقتصر المشاحنات والمشاجرات في الشارع المصري على الزحام والمشاكل البسيطة، بل شملت أموراً أخرى زادت عدد الجرائم المختلفة في البلاد. فامتدت من السرقة والسطو المسلح والمخدرات والاغتصاب لتصل إلى القتل والتجارة في الأعضاء. يردّ البعض هذه الجرائم خصوصاً في شهر رمضان إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة والأزمات المرافقة من ارتفاع الأسعار إلى انتشار البطالة والزيادة الكبيرة في معدلات الفقر.
العاصمة القاهرة من أكثر المحافظات المصرية التي تزداد فيها معدلات الجريمة بصفة يومية، تليها محافظة الجيزة ثم القليوبية فالغربية، بحسب تقارير أمنية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية.
قتل واغتصاب
شهدت القاهرة عدة جرائم مع بداية شهر رمضان، ففي المطرية أنهى مجرمان حياة شاب قبل زفافه الذي كان مقرراً في أول أيام عيد الفطر. كان الشاب بصحبة خطيبته لشراء مستلزمات الفرح، فأطلق المجرمان النار عليه بعدما فشلا في سرقة هاتفه، وتخلصا منه بعدما أمسك بأحدهما. عقب قتله فرّا من المكان.
وفي حلوان قدمت فتاة صديقتها لقمة سائغة لـ 3 ذئاب بشرية بعدما استدرجتها، ليتناوبوا على اغتصابها لمدة يومين تحت تهديد السلاح في نهار رمضان.
وفي منطقة الدرب الأحمر اعتدى مجرم "مسجل خطر" على الباعة الجوالين وأصحاب المحلات بغرض فرض إتاوات عليهم. وأدى رفض الباعة ذلك إلى مشادات كلامية بينهم، فأحضر المجرم سلاحاً نارياً أطلق منه الرصاص على الباعة ليصيب عدداً كبيراً منهم بإصابات خطيرة.
وفي الزاوية الحمراء، أنهى عامل حياة جاره بإطلاق النار عليه بسبب خلافات الجيرة ولعب الأطفال. وفي روض الفرج اختلف تاجر مخدرات مع صديقة على تقسيم "غنيمة المال الحرام" ما دفعه إلى استدراجه إلى طريق مجهول حيث ذبحه بسكين كان يخبئها في ملابسه. كذلك، شهدت منطقة عين شمس جريمة قتل مروعة في ثالث أيام شهر رمضان، حيث أقدم نقّاش على قتل طالب عاتبه على معاكسة شقيقته.
وفى بولاق الدكرور في محافظة الجيزة عاد حدّاد من عمله ودخل إلى المطبخ ليطمئن على طعام الإفطار، وكانت زوجته قد أعدت له كل الأكل الذي يشتهيه، لكن عندما سألها عن البلح قالت له إنّها نسيت إحضاره، فطعنها بمفكّ براغي في بطنها، فسقطت صريعة. وفي إمبابة لقي شخص مصرعه بعد تهشيم آخر رأسه بالحجارة في شجار. وفي إمبابة أيضاً انتحر عامل بإلقاء نفسه من الطابق الخامس بسبب ظروفه الاقتصادية.
اقــرأ أيضاً
وفي مدينة طنطا بمحافظة الغربية أنهى "مسجل خطر" حياة ربة منزل بذبحها في نهار رمضان لسرقة أموالها وشراء المخدرات بها. وفي محافظة كفر الشيخ فقد طباخ (شيف) فندق سياحي بمدينة الغردقة أعصابه بعد علمه بزواج ربة منزل كانت بينه وبينها علاقة عاطفية واتفقا على الزواج عقب تطليقها من زوجها الأول، وقرر الانتقام بأبشع الطرق فأنهى حياة طفلها بذبحه وتسديد 16 طعنة له انتقاماً.
وفي محافظة الدقهلية، بعد تسعة أيام من الزواج، قتل محامٍ زوجته لرفضها تجهيز الإفطار. فبعد مشادات كلامية قذفته زوجته بمنفضة سجائر في وجهه، فطعنها في رقبتها ووجهها بسكين، ما أدى إلى مفارقتها الحياة. وشهدت محافظة بور سعيد حادثاً مأساوياً عندما أشعلت ربة منزل النار بنفسها وبزوجها وبيتها، قبل الإفطار في أول أيام رمضان إثر خلاف عائلي.
ارتفاع كبير
بحسب تقارير جهاز الأمن العام فإنّ عام 2016 شهد 40 ألفاً و222 جريمة مقارنة بـ20 ألفاً و695 جريمة عام 2015 وهو ما يؤكد ارتفاع نسبة الجريمة سنوياً في مصر. كذلك، شهد الربع الأول من عام 2017 أكثر من 16 ألف جريمة. تشير التقارير إلى أنّ القتل العمد ما زال هو السائد والأكثر في مصر، فقد وصل عدد جرائم القتل العمد العام الماضي إلى 1900 جريمة مقارنة بـ774 في العام الذي سبقه. وبلغت جرائم السرقة بالإكراه 2611 جريمة مقارنة بـ 733 في العام 2015. وبلغ عدد جرائم الخطف 258 جريمة عام 2016 مقارنة بـ107 عام 2015. أما جرائم الاغتصاب فبلغت 115 جريمة مقابل 100 في العام الذي سبق. وارتفعت جرائم هتك العرض من 299 إلى 419، والحرق عمداً من 546 إلى 632. وفي ما يتعلق بسرقة المساكن فقد ارتفعت عام 2016 إلى 9284 جريمة مقابل 4500 عام 2015، فيما ارتفع عدد جرائم سرقة السيارات من 2300 جريمة إلى 20 ألفاً و375.
يشير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أنّ معدلات الجريمة ترتفع في رمضان بالذات بنسبة ما بين 20 و30 في المائة عن غيره من أشهر العام. كذلك، يشهد الشهر ارتفاعاً في معدل جرائم الغش التجاري نظراً للإقبال الكبير من المواطنين على شراء السلع الغذائية.
تلفت تقارير المركز إلى أنّ ازدياد الجريمة خلال العام الماضي كان بسبب اتجاه الدولة إلى الاهتمام بالأمن السياسي على حساب الجنائي، والحفاظ على أمن النظام. وهو ما أدى إلى تراجع هيبة الدولة وانتشار الأسلحة النارية، فضلاً عن ارتفاع نسبة الفقر والبطالة، بالإضافة إلى ظهور تشكيلات عصابية جديدة. وتوضح التقارير أنّ أسباب زيادة معدلات سرقة السيارات هي عدم وجود مرائب، بل تترك السيارات في الشوارع بلا حراسة.
اقــرأ أيضاً
تجارة أعضاء
يقول المركز في تقرير له إنّ الحالة الاقتصادية المتردية التي تعيشها مصر تعد من أهم أسباب انتشار الجريمة، بسبب الفشل الذريع الذي تسير عليه الحكومة، وتطبيق إجراءات تقشفية وفرض مزيد من الضرائب ورفع الدعم عن السلع الأساسية، الأمر الذي جعل المواطن في وضع صعب ولا يستطيع الوفاء بالتزاماته.
يكشف المركز عن وجود جرائم ممنهجة عبر عصابات أو بصورة فردية في محافظات عدة. هذه العصابات تزرع الخوف في النفوس وتفرض إتاوات، كما تسرق المساكن والسيارات والمواطنين في الطرقات العامة. وهناك عصابات تجارة المخدرات، والخطف لطلب الفدية. وقد تجاوز الأمر ذلك فوصل إلى تجارة الأعضاء البشرية علناً في المستشفيات الحكومية والخاصة وفي العيادات، وبات لهذه الجريمة نشاط مزدهر، فقد وجد بعض الأطباء فيها فرصة لتحقيق مكاسب مالية سهلة. تسببت تجارة الأعضاء البشرية في تدهور صحة 78 في المائة من المانحين بعد العمليات الجراحية، ومعاناة 73 في المائة من ضعف في قدرتهم على أداء الوظائف والمهام الصعبة التي تقتضي جهداً شاقاً.
دور الحشيشة
تعلّق أستاذة علم الاجتماع السياسي في جامعة بنها الدكتورة هالة منصور أنّ معدل الجريمة في مصر بصفة عامة ارتفع خلال عام، في ظل حالة الانفلات الأمني وعدم وجود قوانين صارمة لمواجهة الجناة، فضلاً عن التباطؤ في الأحكام، وهو الأمر الذي جعل المجرم يزداد إجراماً. تضيف أنّ الوضع الاقتصادي السيئ الذي يزداد سوءاً يوماً بعد آخر أدى إلى مضاعفة الجريمة، مؤكدة أنّ هذا الوضع السيئ لا يشعر به إلاّ محدودو الدخل وأصحاب المهن الحرة نتيجة ارتفاع الأسعار، فالأزمات الاقتصادية لها عواقب وخيمة على المجتمع. تلفت إلى أنّ ارتفاع الأسعار المستمر سيزيد من عمليات السطو المسلح والسرقات وجرائم القتل، إلى جانب انتشار التسول، وذلك لسد حاجة الأسرة.
تضيف منصور أنّ تعاطي المخدرات، خصوصاً حشيشة الكيف، قد يكون من أسباب ازدياد الجرائم. وبحسب إحصائية حديثة فإنّ هناك 20 مليون مصري يتعاطون المواد المخدرة، بالإضافة إلى التدخين وتناول المواد المنبهة التي تحتوي الكافيين والنيكوتين. وتنتاب هؤلاء حالة من الغضب نتيجة حرمانهم من تناول هذه المكيفات في رمضان مع عدم حصولهم على الراحة والوقت الكافي للنوم، وبالتالي تصعب السيطرة على الغضب.
من جهته، يقول وكيل الأزهر الأسبق الشيخ محمود عاشور إنّ المسلم مطالب بتجنب الكبائر خلال شهر رمضان وفي بقية الأيام، مؤكداً أنّ ارتكاب الإنسان الجريمة في هذا الشهر يجلب الوبال وعظيم الجزاء كونه شهراً فضيلاً يجب اغتنام كلّ الأعمال الصالحة فيه. يوضح أنّ زيادة الجريمة خلال هذا الشهر الكريم تعود إلى وجود شياطين الإنس وهم كثر، مشدداً على أنّ كثرة الجرائم ترجع إلى نقص الدين لدى كثير من البشر، وعدم معرفتهم بحرمات هذا الشهر، وعدم إدراكهم شروط الصيام، وعدم حرصهم على تنفيذ أوامر الله والرسول.
اقــرأ أيضاً
بحلول شهر رمضان المبارك، لم تقتصر المشاحنات والمشاجرات في الشارع المصري على الزحام والمشاكل البسيطة، بل شملت أموراً أخرى زادت عدد الجرائم المختلفة في البلاد. فامتدت من السرقة والسطو المسلح والمخدرات والاغتصاب لتصل إلى القتل والتجارة في الأعضاء. يردّ البعض هذه الجرائم خصوصاً في شهر رمضان إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة والأزمات المرافقة من ارتفاع الأسعار إلى انتشار البطالة والزيادة الكبيرة في معدلات الفقر.
العاصمة القاهرة من أكثر المحافظات المصرية التي تزداد فيها معدلات الجريمة بصفة يومية، تليها محافظة الجيزة ثم القليوبية فالغربية، بحسب تقارير أمنية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية.
قتل واغتصاب
شهدت القاهرة عدة جرائم مع بداية شهر رمضان، ففي المطرية أنهى مجرمان حياة شاب قبل زفافه الذي كان مقرراً في أول أيام عيد الفطر. كان الشاب بصحبة خطيبته لشراء مستلزمات الفرح، فأطلق المجرمان النار عليه بعدما فشلا في سرقة هاتفه، وتخلصا منه بعدما أمسك بأحدهما. عقب قتله فرّا من المكان.
وفي حلوان قدمت فتاة صديقتها لقمة سائغة لـ 3 ذئاب بشرية بعدما استدرجتها، ليتناوبوا على اغتصابها لمدة يومين تحت تهديد السلاح في نهار رمضان.
وفي منطقة الدرب الأحمر اعتدى مجرم "مسجل خطر" على الباعة الجوالين وأصحاب المحلات بغرض فرض إتاوات عليهم. وأدى رفض الباعة ذلك إلى مشادات كلامية بينهم، فأحضر المجرم سلاحاً نارياً أطلق منه الرصاص على الباعة ليصيب عدداً كبيراً منهم بإصابات خطيرة.
وفي الزاوية الحمراء، أنهى عامل حياة جاره بإطلاق النار عليه بسبب خلافات الجيرة ولعب الأطفال. وفي روض الفرج اختلف تاجر مخدرات مع صديقة على تقسيم "غنيمة المال الحرام" ما دفعه إلى استدراجه إلى طريق مجهول حيث ذبحه بسكين كان يخبئها في ملابسه. كذلك، شهدت منطقة عين شمس جريمة قتل مروعة في ثالث أيام شهر رمضان، حيث أقدم نقّاش على قتل طالب عاتبه على معاكسة شقيقته.
وفى بولاق الدكرور في محافظة الجيزة عاد حدّاد من عمله ودخل إلى المطبخ ليطمئن على طعام الإفطار، وكانت زوجته قد أعدت له كل الأكل الذي يشتهيه، لكن عندما سألها عن البلح قالت له إنّها نسيت إحضاره، فطعنها بمفكّ براغي في بطنها، فسقطت صريعة. وفي إمبابة لقي شخص مصرعه بعد تهشيم آخر رأسه بالحجارة في شجار. وفي إمبابة أيضاً انتحر عامل بإلقاء نفسه من الطابق الخامس بسبب ظروفه الاقتصادية.
وفي مدينة طنطا بمحافظة الغربية أنهى "مسجل خطر" حياة ربة منزل بذبحها في نهار رمضان لسرقة أموالها وشراء المخدرات بها. وفي محافظة كفر الشيخ فقد طباخ (شيف) فندق سياحي بمدينة الغردقة أعصابه بعد علمه بزواج ربة منزل كانت بينه وبينها علاقة عاطفية واتفقا على الزواج عقب تطليقها من زوجها الأول، وقرر الانتقام بأبشع الطرق فأنهى حياة طفلها بذبحه وتسديد 16 طعنة له انتقاماً.
وفي محافظة الدقهلية، بعد تسعة أيام من الزواج، قتل محامٍ زوجته لرفضها تجهيز الإفطار. فبعد مشادات كلامية قذفته زوجته بمنفضة سجائر في وجهه، فطعنها في رقبتها ووجهها بسكين، ما أدى إلى مفارقتها الحياة. وشهدت محافظة بور سعيد حادثاً مأساوياً عندما أشعلت ربة منزل النار بنفسها وبزوجها وبيتها، قبل الإفطار في أول أيام رمضان إثر خلاف عائلي.
ارتفاع كبير
بحسب تقارير جهاز الأمن العام فإنّ عام 2016 شهد 40 ألفاً و222 جريمة مقارنة بـ20 ألفاً و695 جريمة عام 2015 وهو ما يؤكد ارتفاع نسبة الجريمة سنوياً في مصر. كذلك، شهد الربع الأول من عام 2017 أكثر من 16 ألف جريمة. تشير التقارير إلى أنّ القتل العمد ما زال هو السائد والأكثر في مصر، فقد وصل عدد جرائم القتل العمد العام الماضي إلى 1900 جريمة مقارنة بـ774 في العام الذي سبقه. وبلغت جرائم السرقة بالإكراه 2611 جريمة مقارنة بـ 733 في العام 2015. وبلغ عدد جرائم الخطف 258 جريمة عام 2016 مقارنة بـ107 عام 2015. أما جرائم الاغتصاب فبلغت 115 جريمة مقابل 100 في العام الذي سبق. وارتفعت جرائم هتك العرض من 299 إلى 419، والحرق عمداً من 546 إلى 632. وفي ما يتعلق بسرقة المساكن فقد ارتفعت عام 2016 إلى 9284 جريمة مقابل 4500 عام 2015، فيما ارتفع عدد جرائم سرقة السيارات من 2300 جريمة إلى 20 ألفاً و375.
يشير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أنّ معدلات الجريمة ترتفع في رمضان بالذات بنسبة ما بين 20 و30 في المائة عن غيره من أشهر العام. كذلك، يشهد الشهر ارتفاعاً في معدل جرائم الغش التجاري نظراً للإقبال الكبير من المواطنين على شراء السلع الغذائية.
تلفت تقارير المركز إلى أنّ ازدياد الجريمة خلال العام الماضي كان بسبب اتجاه الدولة إلى الاهتمام بالأمن السياسي على حساب الجنائي، والحفاظ على أمن النظام. وهو ما أدى إلى تراجع هيبة الدولة وانتشار الأسلحة النارية، فضلاً عن ارتفاع نسبة الفقر والبطالة، بالإضافة إلى ظهور تشكيلات عصابية جديدة. وتوضح التقارير أنّ أسباب زيادة معدلات سرقة السيارات هي عدم وجود مرائب، بل تترك السيارات في الشوارع بلا حراسة.
تجارة أعضاء
يقول المركز في تقرير له إنّ الحالة الاقتصادية المتردية التي تعيشها مصر تعد من أهم أسباب انتشار الجريمة، بسبب الفشل الذريع الذي تسير عليه الحكومة، وتطبيق إجراءات تقشفية وفرض مزيد من الضرائب ورفع الدعم عن السلع الأساسية، الأمر الذي جعل المواطن في وضع صعب ولا يستطيع الوفاء بالتزاماته.
يكشف المركز عن وجود جرائم ممنهجة عبر عصابات أو بصورة فردية في محافظات عدة. هذه العصابات تزرع الخوف في النفوس وتفرض إتاوات، كما تسرق المساكن والسيارات والمواطنين في الطرقات العامة. وهناك عصابات تجارة المخدرات، والخطف لطلب الفدية. وقد تجاوز الأمر ذلك فوصل إلى تجارة الأعضاء البشرية علناً في المستشفيات الحكومية والخاصة وفي العيادات، وبات لهذه الجريمة نشاط مزدهر، فقد وجد بعض الأطباء فيها فرصة لتحقيق مكاسب مالية سهلة. تسببت تجارة الأعضاء البشرية في تدهور صحة 78 في المائة من المانحين بعد العمليات الجراحية، ومعاناة 73 في المائة من ضعف في قدرتهم على أداء الوظائف والمهام الصعبة التي تقتضي جهداً شاقاً.
دور الحشيشة
تعلّق أستاذة علم الاجتماع السياسي في جامعة بنها الدكتورة هالة منصور أنّ معدل الجريمة في مصر بصفة عامة ارتفع خلال عام، في ظل حالة الانفلات الأمني وعدم وجود قوانين صارمة لمواجهة الجناة، فضلاً عن التباطؤ في الأحكام، وهو الأمر الذي جعل المجرم يزداد إجراماً. تضيف أنّ الوضع الاقتصادي السيئ الذي يزداد سوءاً يوماً بعد آخر أدى إلى مضاعفة الجريمة، مؤكدة أنّ هذا الوضع السيئ لا يشعر به إلاّ محدودو الدخل وأصحاب المهن الحرة نتيجة ارتفاع الأسعار، فالأزمات الاقتصادية لها عواقب وخيمة على المجتمع. تلفت إلى أنّ ارتفاع الأسعار المستمر سيزيد من عمليات السطو المسلح والسرقات وجرائم القتل، إلى جانب انتشار التسول، وذلك لسد حاجة الأسرة.
تضيف منصور أنّ تعاطي المخدرات، خصوصاً حشيشة الكيف، قد يكون من أسباب ازدياد الجرائم. وبحسب إحصائية حديثة فإنّ هناك 20 مليون مصري يتعاطون المواد المخدرة، بالإضافة إلى التدخين وتناول المواد المنبهة التي تحتوي الكافيين والنيكوتين. وتنتاب هؤلاء حالة من الغضب نتيجة حرمانهم من تناول هذه المكيفات في رمضان مع عدم حصولهم على الراحة والوقت الكافي للنوم، وبالتالي تصعب السيطرة على الغضب.
من جهته، يقول وكيل الأزهر الأسبق الشيخ محمود عاشور إنّ المسلم مطالب بتجنب الكبائر خلال شهر رمضان وفي بقية الأيام، مؤكداً أنّ ارتكاب الإنسان الجريمة في هذا الشهر يجلب الوبال وعظيم الجزاء كونه شهراً فضيلاً يجب اغتنام كلّ الأعمال الصالحة فيه. يوضح أنّ زيادة الجريمة خلال هذا الشهر الكريم تعود إلى وجود شياطين الإنس وهم كثر، مشدداً على أنّ كثرة الجرائم ترجع إلى نقص الدين لدى كثير من البشر، وعدم معرفتهم بحرمات هذا الشهر، وعدم إدراكهم شروط الصيام، وعدم حرصهم على تنفيذ أوامر الله والرسول.