أثار قيام "مركز الدراسات الدولية" في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن بتجهيز برنامج لطلاب المدارس حول طريقة فبركة الأخبار بالتركيز على "التضليل الإعلامي الروسي"، نشرت تفاصيله الخميس، غضباً روسياً واسعاً.
وعمل الباحثون في المركز على البرنامج الدراسي بعدما بدأت الدنمارك تبني خطط مواجهة "الأخبار الزائفة"، ضمن سياسة عرضتها قبل أيام.
ورأت السفارة الروسية في كوبنهاغن، عبر موقعها الرسمي، أن المركز المرموق ليس سوى "مركز تضليل"، واتهمت كل وسائل الإعلام الدنماركية بأنها تعاني "فوبيا روسيا".
وعقّب التلفزيون الرسمي الدنماركي، دي أر، على ما نشرته السفارة، مؤكدا أنه جاهز لتلقي أي رد، والاستماع إلى كل ما لديهم حول الموضوع.
ويحمل البرنامج التعليمي عنوان "المتصيدون"، ويؤكد وقوف موسكو خلف "بث أخبار زائفة"، مع إنفوغرافيك توضيحي عن تحالفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع اليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة، ورأى أن "سلطة الحكم في روسيا هي من اخترع التضليل في الأخبار كأداة سياسية".
واستعان معدو البرنامح التعليمي بنتائج أبحاث استمرت لسنوات لمختصين في الشأن الروسي، وخصوصا "طرق صناعة البروباغندا"، بينهم أشخاص عملوا سابقا في مركز "اصطناع الأخبار الزائفة" في سان بطرسبرغ، مثل الصحافية الروسية لوجدميلا سافتجوك، بحسب صحيفة "بيرلنغسكا".
وقال كبير الباحثين في المركز الدنماركي وأحد أبرز معدي البرنامج التعليمي، فليمنغ سبيلدسبول هانسن، لـ"العربي الجديد"، إنه "برنامج تعليمي مهم لكي لا يقع التلاميذ، وحتى الكبار، ضحية التزييف والتضليل الروسي، ويا لها من مفارقة أنه في اليوم نفسه لصدور برنامجنا، يظهر تلفزيون (روسيا اليوم)، عميلي مخابرات تتهمهما لندن بالوقوف وراء حادثة تسميم ومحاولة قتل العميل المزدوج سيرغي سكريبال، وابنته يوليا. أن تقيم مؤتمرا صحافيا لشخصين متهمين يعني أنك تريد بث المزيد من الأخبار الكاذبة برعاية رسمية".
ويستهدف البرنامج التعليمي، بحسب هانسن، "منح الطلاب أدوات لكشف ومواجهة التزييف والتضليل خلال التنقل في عالم الإعلام ووسائل التواصل التي أصبحت أكثر تعقيدا".