لم تعد العاصمة الإيرانية طهران تلك الأرض الخضراء التي كانت محاطة بالأشجار والبساتين من كلّ جانب، وتخترق منشآتها الحدائق. فقد جاء اتساع المدينة وتمددها، على حساب الأشجار والبساتين، التي كانت في الأساس غابات أصيلة في تلك البقعة الجغرافية.
بالقرب من منطقة لواسان في شرق طهران، على سبيل المثال، يتذكر السكان الأقدم أنّ عدد الأشجار فيها كان أضعاف العدد الموجود الآن. وكان برنامج تلفزيوني محلي قد استضاف العديد من هؤلاء السكان للحديث عن المنطقة. وقالوا إنّ أحد البساتين الموجودة هناك، والذي كانت مساحته 18 ألف متر مربع كان يحوي العديد من الأشجار. أما اليوم فلا أشجار فيه. فقد تحول البستان إلى ورشة بناء، واستبدلت الأشجار فيه بآلات البناء الضخمة وأكوام الرمل والحصى والإسمنت والعمال. وعلى الرغم من اعتراض الأهالي على قطع الأشجار التي تعتبر المتنفس الوحيد القريب إليهم، والتي تؤمن لهم الهواء النظيف في مدينة تعاني من ارتفاع كبير في معدلات التلوث، في ظل وقوعها على حافة المدينة، إلا أن عملية قطع الأشجار استمرت. ويستمر الخوف اليوم، على ما تبقى منها في المكان.
من جهتها، أبدت لجنة البيئة البرلمانية قلقها بخصوص هذه القضية. وقالت إنّ مناطق من قبيل شميران التي كانت مليئة بالأشجار في السابق، لم تعد كما كانت. وأعلنت اللجنة في تقرير خاص، أنّ مساحة الأشجار الموجودة في بساتين طبيعية، أو المزروعة في الحدائق في طهران لم تعد تتجاوز 16 في المائة من كل مساحة المدينة. كما تضاءلت النسبة تدريجياً في الأعوام الثلاثين الأخيرة.
كما لاحظت لجنة العمران في البرلمان الإيراني المشكلة بعد كثرة الشكاوى من قبل المواطنين أو من قبل لجان حماية البيئة. فأعلنت اللجنة أنها ستبدأ بالتشدد في منح رخص البناء لكلّ من ينوي بناء منشآت ما في منطقة فيها أشجار وبساتين طبيعية.
ورغم تركيز الصحافة الإيرانية على هذا الموضوع، ووصفها قطع الأشجار بالتخريب، إلا أن السلطات لم تتخذ إجراءات قاسية حتى الآن بحق المستثمرين الذين يحصلون على رخص بناء، أو يعرضون شراء البساتين من أصحابها مقابل مبالغ مرتفعة.
بدوره، قال الناشط في حماية البيئة صادق كاشاني لوكالة أنباء مهر، إنه يستغرب عدم اتخاذ إجراءات من قبل السلطة القضائية بحق هؤلاء المخربين رغم كل الشكاوى والإثباتات التي تم تقديمها للأجهزة المعنية، بخصوص تعديهم على المساحات الخضراء في العاصمة.
ويعود السبب في التمدد العمراني الكبير الذي تشهده طهران، إلى ارتفاع أسعار المساكن بالدرجة الأولى. فقد بات قطاع البناء والاستثمار فيه حلم كلّ إيراني يقطن في المدن الكبرى. ويعود الارتفاع في الأسعار في الأساس إلى زيادة قيمة مواد البناء خلال السنوات الأخيرة. وبذلك تحولت الحاجة لبناء مساكن للإيرانيين النازحين من القرى إلى العاصمة، إلى نشاط اعتيادي لدى المستثمرين والتجار. وهو ما يؤدي بدوره إلى تمدد المدينة وزحفها باتجاه الجبال التي تحيط بها.
في المقابل، تؤكد التقارير البيئية أنّ لهذا الأمر تبعات سلبية للغاية. فالأشجار هي التي تمنح سكان طهران الأوكسجين النقي، في وقت تعاني فيه المدينة التي يقطنها 14 مليون إيراني تقريباً، من التلوث الشديد في غالبية أيام العام. فيما يفاقم قطع الأشجار من المشكلة.
ومن المعروف أنّ العاصمة الإيرانية المحاطة بثلاث سلاسل جبلية، تعاني من أزمة تلوث. فملايين السيارات تسير فيها، وتنفث دخانها في سمائها. وبذلك فإنّ التخلص من الأشجار لبناء المزيد من المنازل، لا يمثل إلا عاملاً جديداً من عوامل زيادة المشكلة تعقيداً وخطورة.
أما الأمر الثاني الذي تتحدث عنه التقارير البيئية فيتمثل في بناء المزيد من المباني، السكنية أو التجارية أو الإدارية، بالرغم من تحريكه السوق وإنعاشه. فمثل هذا النشاط يهدد حياة الكثيرين من سكانها اليوم وفي المستقبل. فمدينة طهران تقع على أربعة تصدعات زلزالية. وهو ما يجعلها عرضة لهزات وزلازل بدرجات مختلفة. وعن ذلك يقول بعض المتخصصين إنّ بعض المباني لا تراعي معايير السلامة في البناء وهذا الأمر يزيد الوضع خطورة.
ويعرض البعض حلولاً للمشكلة تتمثل باتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين. وهو ما بدأ المعنيون في إيران بالحديث عنه. وهو ما يشدد عليه الناشطون في مجال البيئة أيضاً، بخاصة أنّ الأمر لم يعد يتعلق بالمساحة الخضراء التي تتفرق أجزاؤها اليوم، بل أيضاً بصحة الكثيرين وحياتهم.
بالقرب من منطقة لواسان في شرق طهران، على سبيل المثال، يتذكر السكان الأقدم أنّ عدد الأشجار فيها كان أضعاف العدد الموجود الآن. وكان برنامج تلفزيوني محلي قد استضاف العديد من هؤلاء السكان للحديث عن المنطقة. وقالوا إنّ أحد البساتين الموجودة هناك، والذي كانت مساحته 18 ألف متر مربع كان يحوي العديد من الأشجار. أما اليوم فلا أشجار فيه. فقد تحول البستان إلى ورشة بناء، واستبدلت الأشجار فيه بآلات البناء الضخمة وأكوام الرمل والحصى والإسمنت والعمال. وعلى الرغم من اعتراض الأهالي على قطع الأشجار التي تعتبر المتنفس الوحيد القريب إليهم، والتي تؤمن لهم الهواء النظيف في مدينة تعاني من ارتفاع كبير في معدلات التلوث، في ظل وقوعها على حافة المدينة، إلا أن عملية قطع الأشجار استمرت. ويستمر الخوف اليوم، على ما تبقى منها في المكان.
من جهتها، أبدت لجنة البيئة البرلمانية قلقها بخصوص هذه القضية. وقالت إنّ مناطق من قبيل شميران التي كانت مليئة بالأشجار في السابق، لم تعد كما كانت. وأعلنت اللجنة في تقرير خاص، أنّ مساحة الأشجار الموجودة في بساتين طبيعية، أو المزروعة في الحدائق في طهران لم تعد تتجاوز 16 في المائة من كل مساحة المدينة. كما تضاءلت النسبة تدريجياً في الأعوام الثلاثين الأخيرة.
كما لاحظت لجنة العمران في البرلمان الإيراني المشكلة بعد كثرة الشكاوى من قبل المواطنين أو من قبل لجان حماية البيئة. فأعلنت اللجنة أنها ستبدأ بالتشدد في منح رخص البناء لكلّ من ينوي بناء منشآت ما في منطقة فيها أشجار وبساتين طبيعية.
ورغم تركيز الصحافة الإيرانية على هذا الموضوع، ووصفها قطع الأشجار بالتخريب، إلا أن السلطات لم تتخذ إجراءات قاسية حتى الآن بحق المستثمرين الذين يحصلون على رخص بناء، أو يعرضون شراء البساتين من أصحابها مقابل مبالغ مرتفعة.
بدوره، قال الناشط في حماية البيئة صادق كاشاني لوكالة أنباء مهر، إنه يستغرب عدم اتخاذ إجراءات من قبل السلطة القضائية بحق هؤلاء المخربين رغم كل الشكاوى والإثباتات التي تم تقديمها للأجهزة المعنية، بخصوص تعديهم على المساحات الخضراء في العاصمة.
ويعود السبب في التمدد العمراني الكبير الذي تشهده طهران، إلى ارتفاع أسعار المساكن بالدرجة الأولى. فقد بات قطاع البناء والاستثمار فيه حلم كلّ إيراني يقطن في المدن الكبرى. ويعود الارتفاع في الأسعار في الأساس إلى زيادة قيمة مواد البناء خلال السنوات الأخيرة. وبذلك تحولت الحاجة لبناء مساكن للإيرانيين النازحين من القرى إلى العاصمة، إلى نشاط اعتيادي لدى المستثمرين والتجار. وهو ما يؤدي بدوره إلى تمدد المدينة وزحفها باتجاه الجبال التي تحيط بها.
في المقابل، تؤكد التقارير البيئية أنّ لهذا الأمر تبعات سلبية للغاية. فالأشجار هي التي تمنح سكان طهران الأوكسجين النقي، في وقت تعاني فيه المدينة التي يقطنها 14 مليون إيراني تقريباً، من التلوث الشديد في غالبية أيام العام. فيما يفاقم قطع الأشجار من المشكلة.
ومن المعروف أنّ العاصمة الإيرانية المحاطة بثلاث سلاسل جبلية، تعاني من أزمة تلوث. فملايين السيارات تسير فيها، وتنفث دخانها في سمائها. وبذلك فإنّ التخلص من الأشجار لبناء المزيد من المنازل، لا يمثل إلا عاملاً جديداً من عوامل زيادة المشكلة تعقيداً وخطورة.
أما الأمر الثاني الذي تتحدث عنه التقارير البيئية فيتمثل في بناء المزيد من المباني، السكنية أو التجارية أو الإدارية، بالرغم من تحريكه السوق وإنعاشه. فمثل هذا النشاط يهدد حياة الكثيرين من سكانها اليوم وفي المستقبل. فمدينة طهران تقع على أربعة تصدعات زلزالية. وهو ما يجعلها عرضة لهزات وزلازل بدرجات مختلفة. وعن ذلك يقول بعض المتخصصين إنّ بعض المباني لا تراعي معايير السلامة في البناء وهذا الأمر يزيد الوضع خطورة.
ويعرض البعض حلولاً للمشكلة تتمثل باتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين. وهو ما بدأ المعنيون في إيران بالحديث عنه. وهو ما يشدد عليه الناشطون في مجال البيئة أيضاً، بخاصة أنّ الأمر لم يعد يتعلق بالمساحة الخضراء التي تتفرق أجزاؤها اليوم، بل أيضاً بصحة الكثيرين وحياتهم.