صبيحة هذا اليوم المشمس من شهر فبراير/شباط، وسط الدمار، يجلس الفتى اليمنيّ ويسرح بخياله. هنا، كان بيته. يجلس على أحد أعمدته المتبقية، ويسرح بخياله. هل يبني والده بيتاً آخر لهم، أم أنّهم سوف يضطرون إلى النزوح بعدما فقدوا سقفهم؟ ويسرح بخياله. هو حزين. لم يعد غاضباً. خلال السنتَين الماضيتَين، غضب كثيراً شأنه شأن أهله وأبناء بلده. أمّا اليوم، فهو لم يعد قادراً على الغضب أكثر. ولماذا الغضب؟ الحزن هو الشعور المناسب هنا. يُضاف إليه القلق والخوف من الغد، لا سيّما وقد فقدوا سقفهم، في حين أنّ الحرب ما زالت تضرب الوطن.
في ضواحي صنعاء، كان الفتى يسرح بخياله. في مناطق أخرى، لا بدّ من أنّ ثمّة فتياناً آخرين وفتيات كذلك، يجلسون على ما تبقّى من منازل لهم ويسرحون بخيالهم.
في تغريدة لها على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، عبّرت اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، أمس الأربعاء، عن قلقها البالغ إزاء وضع المدنيّين المحاصرين في مدينة المخا (غرب) من جرّاء المعارك الدائرة هناك. وجاء في تغريدة مكتبها في اليمن أنّها "قلقة بشدة إزاء المدنيين المحاصرين، في تبادل لإطلاق النار في المخا". ودعت اللجنة أطراف الصراع في البلاد إلى "احترام قواعد الحرب والسعي إلى حماية المدنيين".
وكان منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانيّة في اليمن، جيمي مكغولدريك، قد أشار، في تصريحات سابقة، إلى أنّ ما بين 20 ألفاً و30 ألف مدني عالقون في مدينة المخا الساحليّة التابعة إدارياً لمحافظة تعز، من جرّاء المعارك المتصاعدة هناك.
من جهة أخرى، أطلقت الأمم المتحدة، أمس، مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار أميركيّ لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاجها 12 مليون يمنيّ يواجهون خطر المجاعة بعد عامَين من الحرب. وقد أكّد مكغولدريك، في وثيقة المناشدة، على أنّ "الوضع في اليمن كارثيّ ويتدهور بسرعة"، مضيفاً أنّ "نحو 3.3 ملايين شخص، من بينهم 2.1 مليون طفل، يعانون من سوء التغذية الحاد".
(العربي الجديد)