العثور على الصندوق الأسود للطائرة الإثيوبية المنكوبة...وحداد وطني على ضحايا 35 جنسية
وذكرت قناة "فانا" الإثيوبية التابعة للحكومة، عثور السلطات على الصندوق الأسود لطائرة الركاب المنكوبة، الذي يحوي مسجل أصوات قمرة القيادة ومسجل البيانات الرقمية للرحلة الجوية للطائرة.
وقال مسؤول في الخطوط الجوية الإثيوبية لوكالة "أسوشييتد برس"، إن الصندوق "تالف جزئياً، وسنرى ما سنستطيع الحصول عليه منه"، وتحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
ويبدو أن خسارة كينيا كانت الأكبر من هذه المأساة، إذ كان 32 من مواطنيها على متن الطائرة، علماً بأن نيروبي هي المقرّ الإقليمي للأمم المتحدة التي تأثرت أيضاً بشدّة بهذه الكارثة.
كما أن 19 موظفاً في الأمم المتحدة قتلوا في الحادث، وكانوا في طريقهم للمشاركة في افتتاح المؤتمر السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للمناخ، ومقره في نيروبي صباح الإثنين الذي يجمع المئات من المبعوثين من العالم أجمع، ما يلقي بظلال المأساة على فعاليات المؤتمر وجلساته. وبحسب المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية أنطونيو فيتورينو، إن من بين الضحايا عضواً في برنامج الأمم المتحدة للمناخ، وآخر من برنامج الغذاء الدولي، والعديد من العاملين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
— Allehone Abebe አለሆነ (@Allehone) ١١ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كما فقد النائب السلوفاكي أنطون هرنكو زوجته وولديه. ومن بين الصينيين الثمانية بعض السيّاح وموظفون في شركات، وعضو في برنامج الأمم المتحدة للمناخ. وكان مهندس معماري إيطالي أيضاً من بين ركاب الطائرة. ومن الضحايا الـ32 الكينيين، الأمين العام الأسبق للاتحاد الوطني لكرة القدم حسين صوالح متيتو.
— Ola Anan - عُلا عنان (@olanan) ١١ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
مغربيان بين الضحايا
وأعلنت السلطات المغربية أن اثنين من مواطنيها قضيا في حادث الطائرة المنكوبة، وهما حسن السيوطي الأستاذ الجامعي في جامعة الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء، وبن أحمد شهاب، المدير الجهوي للتنمية المستدامة في جهة درعة تافيلات جنوب المملكة.
وأفصح رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني عن سبب وجود الضحيتين في الطائرة الإثيبوية، وغرد في صفحته على موقع "تويتر" بالقول، إنه كان مقرراً مشاركتهما في الوفد المغربي بالاجتماع السنوي للأمم المتحدة حول المناخ والبيئة في العاصمة نيروبي، مقدماً التعازي لأهالي جميع الضحايا الذين قضوا في الحادث.
— Actualités du Maroc (@PushMaroc) ١١ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقال رئيس جهة درعة عن الفقيد بن أحمد شهاب، الحبيب الشوباني: "جمعنا تراب درعة تافيلات مع هذا الرجل الطيب ذي الأخلاق العالية، وفي فترة قياسية تكتشف في الرجل تشبعه بقيم النضال المستميت من أجل الحفاظ على البيئة".
وزاد الشوباني: "يسكن داخل سيارته ويجوب أقاليم الجهة في عمل متواصل لا يكاد ينتهي إلا ليبدأ من جديد، وستظل هامته منتصبة في الذاكرة ضمن كوكبة الرجال الذين جمعنا بهم القدر، نموذجاً لتقدير المسؤولية، والإيمان العميق المتجذر بالقيام بالواجب".
ويشار إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المغرب أنشأت "خلية أزمة" لتقديم الدعم اللازم لعائلات الضحيتين، وإخبار الرأي العام الوطني بمستجدات الحادث.
— رئيس الحكومة -المغرب (@ChefGov_ma) ١٠ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
التحقيق مستمر
وبعد ظهر أمس، باشر محققو الوكالة الإثيوبية للطيران المدني من موقع تحطّم الطائرة، بجمع ما أمكن من الحطام والأدلة. وانضم إليهم فريق تقني من شركة "بوينغ". وأكد المدير التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية تيوولد غيبريمريم، أن التحقيق سيتمّ بالشراكة بين محققين إثيوبيين وأميركيين. وأعلن الجهاز الأميركي الخاص بأمن النقل إرسال فريق محققين مكلفين للمساعدة في التحقيق.
وأعلنت الخطوط الإثيوبية، الإثنين، أنها ستوقف استخدام جميع طائرات بوينغ 737 ماكس بعد الحادث. وقالت الشركة، في بيان نشرته على "تويتر"، إن "الخطوط الإثيوبية قررت وقف العمل بأسطولها الكامل من بوينغ 737 ماكس منذ يوم أمس 10 آذار/ مارس، حتى إشعار آخر". كما طلبت بكين اليوم من شركات الطيران الصينية تعليق رحلاتها بطائرات بوينغ 737 ماكس 8، إلى حين تأكيد السلطات الأميركية وبوينغ "اتخاذ إجراءات لضمان أمن الرحلات بشكل فاعل".
— Mutwali Mahmud (@MutwaliMahmud) ١٠ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
35 جنسية حملها ركاب الطائرة
وأصدرت الخطوط الجوية الإثيوبية، أمس، عبر موقعها الرسمي، قائمة مفصلة بأعداد الركاب حسب جنسياتهم وتضمنت ما يلي: كينيا (32 راكباً)، كندا (18 راكباً)، إثيوبيا (9 ركاب)، الصين (8 ركاب)، إيطاليا (8 ركاب)، الولايات المتحدة (8 ركاب)، فرنسا (7 ركاب)، بريطانيا (7 ركاب)، مصر (7 ركاب)، ألمانيا (5 ركاب)، الهند (4 ركاب)، سلوفاكيا (4 ركاب)، النمسا (3 ركاب)، روسيا (3 ركاب)، السويد (3 ركاب)، إسبانيا (راكبان)، إسرائيل (راكبان)، المغرب (راكبان)، بولندا (راكبان).
ويضاف إلى ما سبق 16 راكباً من 16 دولة وهي: بلجيكا، جيبوتي، إندونيسيا، أيرلندا، موزامبيق، النرويج، رواندا، السعودية، السودان، الصومال، صربيا، توغو، أوغندا، اليمن، نيبال، نيجيريا. وهناك راكب واحد يحمل جواز سفر الأمم المتحدة.
— Bright M Hlongwane (@IamBrightSA) ١٠ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
الكارثة والشهود
وأقلعت الرحلة "إي تي 302" الساعة 8.38 صباحًا (06.38 ت غ) أمس الأحد من أديس أبابا، وفقد الاتصال بها بعد ست دقائق من الإقلاع. وكان يقود طائرة بوينغ 737-800 ماكس التي تسلمتها الشركة عام 2018، القبطان يارد غتشاو الذي يتضمن سجله 8 آلاف ساعة طيران.
— Zecharias Zelalem (@ZekuZelalem) ١١ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وخضعت هذه الطائرة لأعمال صيانة في 4 فبراير/ شباط الماضي. وخلفت الطائرة لدى تحطمها حفرة كبيرة بعمق عشرات الأمتار. وتفتتت الطائرة إلى أجزاء من جراء التحطم، ولم يعد بالإمكان تمييز شكلها بل فقط بعض القطع من أجنحتها المتناثرة.
وبحسب تغيغن ديشاسا، وهو أحد شهود العيان، "كانت النيران تشتعل في الطائرة حينما وقعت على الأرض، الطائرة كانت أصلاً مشتعلة قبل التحطم بقليل". وقال سيساي غيمشو وهو فلاح شاهد أيضاً التحطّم، إن "الطائرة بدت وكأنها تحاول الهبوط في حقل قريب لكنها تحطمت قبل أن تصل إليه".
وتدفقت رسائل التعزية بالضحايا أمس الأحد، من رئيس الوزراء الإثيوبي إلى الرئيس الكيني والاتحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك من رئيس الوزراء الكندي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يقوم بزيارة رسمية لإثيوبيا يومي الثلاثاء والأربعاء ومن ثم إلى كينيا الأربعاء والخميس.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية الإثيوبية، الذي كان قد سافر إلى مكان الحادث: "من المبكر جداً التكهن بأسباب الحادث وسيتم إجراء مزيد من التحقيقات لمعرفة سبب الحادث بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك شركة بوينغ للطائرات، هيئة الطيران المدني الإثيوبية وغيرها من الكيانات الدولية للحفاظ على المعايير الدولية، وسيتم تقديم المعلومات بمجرد تحديد السبب. ستقدم الخطوط الجوية الإثيوبية كل الدعم اللازم لأسر الضحايا".