"كان الورم بحجم ثمرة غريب فروت. لا أعرف كيف استوعبه جسدها الصغير". "حين أرى والديّ حزينين، كنت أشعر بتوتر. سألت أمي كم من الوقت سأنتظر قبل أن أتمكّن من تناول الطعام من جديد؟ هل أنتظر عشر سنوات؟ أجابت: لا. ليس إلى هذه الدرجة. ثم قلت: خمس سنوات؟ بدأت تبكي. أحزن لأجلها. أحياناً، يخبرني الناس أنني ناضج كشاب أتمّ الـ 18 من عمره. ربّما لأنّني أعرف أن الحياة ليست لحظات سعيدة دائما". "ربّما يكون الأمر أسهل بالنسبة للأطفال. هم لا يدركون ما قد يحدث. لا يعرفون عبارة مثل ماذا لو؟". "هنا، لا أحد يقول الحقيقة. لا يعني هذا أن أحدهم يكذب. ببساطة، كل شخص يخفي ما يفكر فيه. الأم لا تريد أن يشعر طفلها بالحزن. والطفل لا يريد أن تشعر والدته بالحزن. جميعهم يرتدون الأقنعة. جميعهم بخير..".
هم أطفال مصابون بـ السرطان وأهل يتألمون لأجلهم على صفحة "هيومانز أوف نيويورك" على "فيسبوك". يتشاركون الألم ويسألون آخرين التبرّع، قبل أن يكمل الجميع حياته.
ذاك المرض نفسه يصنع أوراماً في الأجسام الصغيرة والكبيرة، ويتمدّد مثل بقعة ماء. لا مناسبة بحدّ ذاتها للكتابة عن أمراض السرطان. لا يوم عالمي مثلاً. ما من مناسبة لأنه لا يظهر في مناسبات. لا مناسبة بل أشخاص قريبون منّا، يتورمون في داخلهم وتذوب هياكلهم حتى تختفي. لمّا كنا نخجل أن نناديه باسمه، كان أكثر بعداً عنا. نسمع وشوشات ونعرف أنه هو. يفتّت الروح لتصعد بخفّة إلى السماء وندعو لأنفسنا بالخلاص. ثمّ قرّرنا أن له اسماً. سرطان. أو السرطان الأب الذي أنجب أطفالاً كثيرين، بعدد أعضاء الجسم. كأنه يعاقبنا على تجاهلنا له. فإن ثنى الكبد قليلاً على نفسه صار ورماً. صار سرطاناً.
مات فلان. نسأل عن سبب موته ونعرف أنه السرطان. مات فلان أيضاً. نسأل أيضاً عن سبب موته ونعرف أنه السرطان. نحزن على شاب عرفه باكراً، وعلى مسنٍّ لم يختم حياته هانئاً. نتألم لأن ورماً صغيراً يأكل أجساداً صلبة، فتنزل إلى باطن الأرض خاوية. صباح كلّ يوم، ربّما ننفض ثيابنا منه، علّه يكون عالقاً عند طرف كم أو حول زر. وربما نقفز طويلاً حتى يسقط أرضاً، إذا ما كان قد التصق بعضو من أعضائنا، ويستعد للدخول إليه.
لا أرغب في أن أستند إلى العلم. كأن أنتظر دراسة تتحدث عن مدى انتشار هذا المرض أخيراً، أو إذا ما كانت بلدان العالم الثالث أكثر تأثراً بسبب الحروب والتلوث وغيرها. أعرف أن أفراداً من عائلتي وأصدقائي وأصدقاء أصدقائي وآخرين مصابون به ويتألمون وربما يموتون. هذه عيّنتي.
قبلَ أيام فقط كان شعره كثيفاً. عرف أنه مصاب بالسرطان. مجرّد مراهق اتخد قراره بحلق رأسه قبل بدء العلاج الكيميائي. ونحن مثله، بات علينا حلق رؤوسنا. هو لم يعد ذاك المرض.
اقــرأ أيضاً
هم أطفال مصابون بـ السرطان وأهل يتألمون لأجلهم على صفحة "هيومانز أوف نيويورك" على "فيسبوك". يتشاركون الألم ويسألون آخرين التبرّع، قبل أن يكمل الجميع حياته.
ذاك المرض نفسه يصنع أوراماً في الأجسام الصغيرة والكبيرة، ويتمدّد مثل بقعة ماء. لا مناسبة بحدّ ذاتها للكتابة عن أمراض السرطان. لا يوم عالمي مثلاً. ما من مناسبة لأنه لا يظهر في مناسبات. لا مناسبة بل أشخاص قريبون منّا، يتورمون في داخلهم وتذوب هياكلهم حتى تختفي. لمّا كنا نخجل أن نناديه باسمه، كان أكثر بعداً عنا. نسمع وشوشات ونعرف أنه هو. يفتّت الروح لتصعد بخفّة إلى السماء وندعو لأنفسنا بالخلاص. ثمّ قرّرنا أن له اسماً. سرطان. أو السرطان الأب الذي أنجب أطفالاً كثيرين، بعدد أعضاء الجسم. كأنه يعاقبنا على تجاهلنا له. فإن ثنى الكبد قليلاً على نفسه صار ورماً. صار سرطاناً.
مات فلان. نسأل عن سبب موته ونعرف أنه السرطان. مات فلان أيضاً. نسأل أيضاً عن سبب موته ونعرف أنه السرطان. نحزن على شاب عرفه باكراً، وعلى مسنٍّ لم يختم حياته هانئاً. نتألم لأن ورماً صغيراً يأكل أجساداً صلبة، فتنزل إلى باطن الأرض خاوية. صباح كلّ يوم، ربّما ننفض ثيابنا منه، علّه يكون عالقاً عند طرف كم أو حول زر. وربما نقفز طويلاً حتى يسقط أرضاً، إذا ما كان قد التصق بعضو من أعضائنا، ويستعد للدخول إليه.
لا أرغب في أن أستند إلى العلم. كأن أنتظر دراسة تتحدث عن مدى انتشار هذا المرض أخيراً، أو إذا ما كانت بلدان العالم الثالث أكثر تأثراً بسبب الحروب والتلوث وغيرها. أعرف أن أفراداً من عائلتي وأصدقائي وأصدقاء أصدقائي وآخرين مصابون به ويتألمون وربما يموتون. هذه عيّنتي.
قبلَ أيام فقط كان شعره كثيفاً. عرف أنه مصاب بالسرطان. مجرّد مراهق اتخد قراره بحلق رأسه قبل بدء العلاج الكيميائي. ونحن مثله، بات علينا حلق رؤوسنا. هو لم يعد ذاك المرض.