تبخرت أحلام الطالب الفلسطيني باسم العمري بإتمام دراسته الجامعية في إحدى الجامعات التركية، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات، وإغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح البري بشكل دائم منذ عزل الرئيس محمد مرسي.
وشارك العمري إلى جانب عدد من الطلاب الغزيين الحاصلين على منح دراسية لإتمام دراستهم الجامعية خارج القطاع في وقفة احتجاجية نظمها الطلاب الممنوعين من السفر، اليوم الاثنين، في ميناء غزة لمطالبة المجتمع الدولي برفع الحصار وإيجاد ممر مائي للقطاع على العالم.
ورفع الطلاب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية لافتات وعبارات تطالب بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وتوفير ميناء بحري يضمن حرية التنقل والسفر لآلاف الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب.
ويقول العمري لـ "العربي الجديد" إنه حاول خلال الفترة الماضية السفر عدة مرات لإتمام دراسته الجامعية في مجال الإعلام خارج القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006، إلا أن ظروف الحصار وإغلاق معبر رفح لم تسمح له بذلك.
ويطالب العمري الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالعمل الفوري والجاد لإنهاء الحصار الإسرائيلي المتواصل لنحو مليوني نسمة، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح بإنشاء ميناء بحري يؤدي إلى حرية الحركة والتنقل.
ويشير إلى أن الحصار أدى إلى فقدان طلاب غزيين كثر فرصة إكمال دراستهم في العديد من المجالات العلمية في الدول الأوروبية والعربية نتيجة إغلاق المعابر، وعدم وجود مطار أو ميناء يسمح من خلاله للآلاف بالسفر.
أما الطالب وليد الأستاذ فدعا المجتمع الدولي والدول العربية لتحمل مسؤولياتها الإنسانية تجاه سكان القطاع، والعمل على إنهاء المعاناة اليومية التي يعيشها آلاف الفلسطينيين في غزة بفعل استمرار الحصار والقيود المفروضة على الحركة والتنقل.
ويؤكد الأستاذ لـ "العربي الجديد" أن كثيراً من الطلاب الحاصلين على مقاعد دراسية في الجامعات الخارجية فقدوا مقاعدهم بسبب عجزهم عن السفر، واستمرار السلطات المصرية في إغلاق معبر رفح البري بشكل متواصل طيلة الفترة الماضية.
ويشير إلى أن كافة القوانين والأعراف الدولية كفلت حرية الحركة والتنقل عبر معابر وموانئ ومطارات، إلا أن سكان القطاع يعانون من حصار الاحتلال للعام العاشر على التوالي، ومنع التنقل عبر المعابر الإسرائيلية التي تربط القطاع بالأراضي المحتلة عام 1948.
من جانبه، أوضح الطالب المتحدث باسم الطلاب الممنوعين من السفر عبد الله العشي إن الاحتلال يواصل سياسة فرض الحصار الشامل على سكان القطاع، ومنع سفر آلاف الحالات الإنسانية من طلاب ومرضى وحملة إقامات.
ولفت العشي في كلمة له على هامش الوقفة الاحتجاجية، إلى أن فرض الحصار أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة بفعل عدم قدرة السكان على قضاء حوائجهم ومنعهم من السفر وإغلاق المعابر، وعدم وجود أي ميناء بحري.
وطالب الجهات الإقليمية والدولية كافة بالعمل على رفع الحصار بشكل كامل عن غزة بكل أشكاله، وفتح المعابر وضمان حرية الحركة التنقل أمام الشعب الفلسطيني في غزة بمختلف فئاتهم، وضمان حركة الطلاب دون إعاقة وتقيد.
وأغلقت السلطات المصرية معبر رفح البري لمدة تصل إلى 500 يوم، منذ أكتوبر /تشرين الأول ،2014 ولم تسمح بفتحه إلا 31 يوماً فقط بشكل استثنائي، منها 8 أيام في اتجاه واحد، و4 أيام للحجاج، بالإضافة لفتحه بشكل استثنائي لإدخال الموتى.