وتطبق قطر حاليا أنظمة للحماية من الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، تحظر العمل في الهواء الطلق من الساعة 11:30 صباحا إلى 3 بعد الظهر، بين 15 يونيو/حزيران و31 أغسطس/آب.
وقال المنظمة الحقوقية إن "البيانات المناخية تبين أن الظروف الجوية في قطر خارج تلك الساعات والتواريخ، تصل إلى مستويات يمكن أن تؤدي إلى أمراض قاتلة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في غياب فترة راحة كافية".
وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، سارة ليا ويتسن: "من الضروري فرض قيود مناسبة على العمل في الهواء الطلق، والتحقيق ونشر المعلومات بانتظام حول وفيات العمال لحماية صحة وحياة عمال البناء في قطر، وتحديد ساعات العمل ليكون تحت درجات حرارة آمنة، وليس بناء على الساعة أو التقويم، وهذا سيساعد على حماية مئات آلاف العمال".
وفي قطر تقريبا 2 مليون عامل وعاملة من المهاجرين الذين يطلق عليهم في البلاد وصف "الوافدين"، يشكلون نحو 95 في المائة من إجمالي القوى العاملة. ويعمل نحو 40 في المائة، أو 800 ألف من هؤلاء العمال في قطاع البناء.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2010، عندما فازت قطر بقرعة استضافة كأس العالم 2022، شرعت البلاد في أعمال بناء ضخمة تضم ملاعب وفنادق، وغيرها من البنى التحتية، وقالت السلطات القطرية إنها تنفق 500 مليون دولار في الأسبوع على مشاريع بنية تحتية ذات صلة بكأس العالم.
وقال مسؤولون في اللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم لـ"هيومن رايتس ووتش"، إنهم يتوقعون أن يصل عدد العمال في مشاريعهم إلى حوالي 35 ألف عامل بحلول أواخر 2018 أو أوائل 2019.
وفي أغسطس/آب 2017، قالت اللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم إنه "خارج ساعات العمل منتصف النهار في الصيف المقيدة رسميا، تم توقيف العمل في مشاريعها، بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي سجلها مؤشر Humidex، طيلة ما مجموعه 150 ساعة إضافية في عام 2016، و255 ساعة إضافية ما بين 1 يناير/كانون الثاني وأوائل سبتمبر/أيلول 2017".
وقالت ويتسن: "إذا استطاع منظمو كأس العالم في قطر فرض شروط عمل قائمة على المناخ، يمكن للحكومة القطرية مواصلة تقدمها بخطوة نحو توفير حماية أفضل من الحرارة لجميع العمال".
وطالبت رسائل "هيومن رايتس ووتش" أيضا وزيرة الصحة العامة بمعلومات عن وفيات العمال المهاجرين في قطر منذ عام 2011، موزعة حسب السنة، والفئة العمرية، والمهنة، وسبب الوفاة، وما إذا كان أي منها ذا صلة بالإجهاد الحراري.
وكتبت المنظمة رسائل مماثلة إلى السفارات الهندية، والنيبالية، والبنغالية، والسريلانكية، والفيليبينية في قطر، لطلب معلومات مماثلة عن وفيات مواطنيها في قطر.
وردت السلطات القطرية على "هيومن رايتس ووتش" بمعلومات عن وفيات العمال المهاجرين في أماكن العمل الناجمة عن إصابات. وتشير هذه المعلومات إلى أن 35 عاملا مهاجرا توفوا في عام 2016 نتيجة إصابات خطيرة تعرض لها معظمهم على ما يبدو أثناء أشغال البناء.
(العربي الجديد)