قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، إنه تم إجلاء نحو 150 مدنياً معظمهم من المعاقين أو ممن يحتاجون رعاية طبية عاجلة من مستشفى في المدينة القديمة في حلب الليلة الماضية، في أول عملية إجلاء طبي كبيرة من القطاع الشرقي من المدينة السورية.
وذكرت كريستا أرمسترونج، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنهم حوصروا لعدة أيام بسبب اندلاع قتال قربهم، ومع اقتراب خط المواجهة منهم، ولم يكن معهم سوى خمسة من العاملين في الصليب الأحمر لرعايتهم.
وقالت أرمسترونج، إنه تم أيضاً إجلاء ستة أطفال عثر عليهم بمفردهم في شوارع قريبة تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر وسبع سنوات، وتابعت "قال الكبار منهم إنهم لم يتناولوا طعاماً منذ يومين".
وذكر بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 11 مريضاً توفوا بسبب نقص الدواء أو قتلوا بسبب الاشتباكات قبل أن تتمكن فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري من الوصول إليهم في وقت متأخر أمس الأربعاء.
وقالت ماريان جاسر، رئيسة بعثة اللجنة في سورية، والموجودة حالياً في حلب إن "كثيراً ممن تم إجلاؤهم لا يمكنهم الحركة ويحتاجون لرعاية خاصة".
بدوره، صرح توفيق شماع مندوب اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية، اليوم الخميس، إنّ 1500 شخص يحتاجون للإجلاء الطبي من شرق مدينة حلب السورية المحاصر.
وأضاف في جنيف أنه ينبغي نشر مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء لمنع "إعدامهم أو تحويل مسارهم في الطريق إلى المستشفى".
ومن بين من تم إجلاؤهم من مستشفى دار الصفاء في حلب القديمة في وقت متأخر الليلة الماضية 118 مريضاً نقلوا إلى ثلاثة مستشفيات في غرب حلب الخاضع لسيطرة الحكومة، وحمل بعضهم في مقاعد.
وذكرت أرمسترونج أن 16 حالة حرجة وطارئة نقلت إلى مستشفى الرازي الجراحي ومشفى حلب الجامعي. وأضافت أن مستشفى ابن خلدون استقبل المصابين بأمراض عقلية والمرضى من كبار السن وتم نقلهم في حافلة.
Twitter Post
|
وذكر بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 30 رجلاً وامرأة وطفلاً آخرين نقلوا إلى مراكز إيواء في القطاع الغربي من حلب. وذكر طبيب في الصليب الأحمر شارك في عملية الإجلاء على "تويتر": "رأينا الكثير جداً من المعاناة الليلة. أشخاص لم يحصلوا على طعام أو احتياجاتهم الأساسية لأكثر من أسبوع".
وأضاف البيان، أنه مع استمرار القتال العنيف في شرق حلب، فإن "الوضع الإنساني كارثي كما هو معروف". ودعا الصليب الأحمر كل الأطراف المتحاربة بالسماح بهدنة إنسانية حتى يتمكن من توصيل المساعدات إلى القطاع الشرقي المحاصر من حلب والذي لا يمكن الدخول إليه منذ أبريل/نيسان.
وقالت أرمسترونج "لم نتخل عن المدنيين المحاصرين وسط القتال، وسنواصل المحاولة والتفاوض للوصول إليهم وتلبية احتياجاتهم".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، إن الجيش السوري سيطر على كل أجزاء حلب القديمة في إطار تقدم خسر فيه مقاتلو المعارضة خلال الأسبوعين الماضيين نحو ثلثي معقلهم الحضري الرئيسي.
(رويترز)