وأضافت في لقاء خاص لـ"العربي الجديد" أنها تريد لقاء "عمو أردوغان" (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) كي يساعد أباها ليرى ويمشي، ويساعد إخوتها السبعة، بعد أن أصبح أبوها مقعداً وفقد كل مصادر الرزق.
انتشر كلام الطفلة دموع في الأوساط السياسية والإعلامية التركية، ونالت صورها مع أبيها جائزة استطلاع وكالة "الأناضول" التركية لعام 2016، بعد أن نالت إعجاب الرئيس التركي وتصويته لها، ولحقت بـالطفلة بانا العبد، والتي التقاها الرئيس التركي الشهر الفائت.
في مدينة الريحانية على الحدود التركية السورية، وفي بيت يخلو إلا من المحبة، يتمدد مأمون وحوله أطفاله السبعة، يحاول رعايتهم على الرغم من فقده رجليه وبصره، مع ذهاب الأم للعمل بأجر يومي قدره 25 ليرة تركية يسد بعض نفقات العيش، وحاجات زوجها من دواء وغذاء.
ويقول مأمون خالد الناصر على الرغم من مصابه: "الحمد لله هذا قدري وأنا راض به، لا أريد شيئاً سوى رعاية أولادي، فحالتي ميؤوس منها".
ويضيف لـ"العربي الجديد": "نقلت وسائل إعلام أنني أصبت بشظايا برميل متفجر ألقاه نظام الأسد على بلدتي خان شيخون في إدلب، لكن الحقيقة أن إصابتي كانت جراء قصفنا بصاروخ حراري عندما كنت مع الثوار نحاول منع المليشيات العراقية المقاتلة إلى جانب الأسد من دخول منطقة زيتان في حلب بتاريخ 27 ديسمبر/كانون الأول 2015".
ويتابع: "نقلوني إلى مشفى الأتارب ومن ثم سراقب في ريف إدلب، لكن المشفيين اعتذرتا عن استقبالي لشدة الإصابة، عندها نقلني المسعفون إلى منطقة باب الهوى على الحدود التركية، حيث تلقيت إسعافات أولية قبل نقلي إلى مشفى الأصفر في الريحانية".
ويضيف الناصر، بروح معنوية عالية، على الرغم من فقده بصره وساقيه وبعض أصابع يده اليمنى والسمع بإحدى أذنيه: "وضعي الصحي يتدهور وشفائي ميؤوس منه، ما يهمني اليوم هم أولادي، إذ بعت منزلي بريف إدلب وسددت بعض نفقات العلاج والعيش".
وعند سؤاله عن ابنته دموع التي أوصلت معاناته للإعلام، قال: "خلال عيادة طبيب لي العام الفائت، لفت انتباهه تعلق دموع بي وتعلقي بها، فسألها عن مطالبها فردت دونما تفكير خذوا عيوني ليراني أبي ورجلي ليمشي، وبعد سماعنا عن قصة الطفلة الحلبية بانا العابد، زاد تصميم دموع على لقاء الرئيس التركي، وتكتفي بالقول أريد رؤية عمو أردوغان ليساعدنا".
وكشف الناصر لـ"العربي الجديد" أن دموع يتيمة الأم، وهي زوجته الأولى التي ماتت خلال ولادتها دموع.
"العربي الجديد" التقى الممرض، عبد الله مسطو، والذي أشرف طويلاً على علاج الناصر، وقال: "دخل المصاب مأمون خالد الناصر تركيا خطأ باسم أيمن حمادي، وكان يعاني من إصابة بليغة بساقيه وعينيه فضلاً عن عشرات الشظايا بكامل جسده".
وتابع: "موت الشرايين وشدة الإصابة فرضت بتر الساقين أولاً، قبل أن يفقد بصره إثر محاولات عدة وإجراء خمس عمليات جراحية في مدينة غازي عنتاب التركية".
وأضاف: "أشرفت على علاج أشرف يوميا في منزله، بعد علاجه في "بيت الصحة"، قبل أن تأتي أسرته من سورية"، كاشفاً أن "أصحاب الخير" أمنوا فرشاً وأغطية لأسرة الناصر، وأن زوجته تعمل كي تؤمن بعض احتياجات الأسرة، رغم تكفل هيئة الإغاثة "إي ها ها" التركية جزئياً بالعلاج.
وقال المستشار الإعلامي لمكتب الهيئة في ولاية هطاي جنوبي تركيا، براق قراجه أوغلو، في تصريحات صحافية، إنهم لبوا مناشدة الطفلة السورية، مضيفًا: "ستبدأ مرحلة علاج خاصة لناصر في أحد المستشفيات مع تركيب ساق صناعية في المرحلة الأولى".
ولفت قراجه أوغلو إلى أنه "في المراحل المقبلة سيُعالج وجهه وعيناه لاحتراقها، ومن المحتمل أن يجري تركيب عين صناعية واحدة".
واحتلت صورة اللاجئ السوري مأمون خالد ناصر، والبالغ من العمر 27 عاما مع طفلته التي احتضنته فرحا لدى سماعها خبر استجابة الحكومة التركية لندائها بمعالجة والدها، المرتبة الأولى في فئة "الحياة".
كذلك حظيت الصورة بتصويت الرئيس أردوغان الذي شارك بدوره في مسابقة نظّمتها وكالة "الأناضول" لاختيار أفضل الصور لعام 2016.