خطوتان دينيتان متضاربتان بين الهند وباكستان في يوم واحد

09 نوفمبر 2019
38D71EFA-D190-478A-BFA0-EE0319020EE3
+ الخط -


بدأ مئات الهنود السيخ، السبت، اجتياز الحدود الهندية الباكستانية عبر ممر صُمِّم خصيصاً لتمكينهم من التوجه إلى واحد من أقدس مواقعهم في باكستان.

ويفترض أن يسمح الممر الذي تنتظره الهند منذ سنوات لآلاف الزوار السيخ بالمشاركة من دون تأشيرات دخول في الاحتفالات بالذكرى الـ550 لولادة مؤسس ديانتهم في الأيام المقبلة.

في الوقت نفسه، أصدرت محكمة هندية حكماً يسمح لجماعة هندوسية ببناء معبد لها مكان مسجد تاريخي، بحسب المسلمين، ما أثار غضب مسؤولين باكستانيين.

وشكر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، نظيره الباكستاني عمران خان، السبت، على "تعاونه" في فتح ممر ديني يسمح للهنود السيخ بزيارة ضريح "غورو ناناك"، وهو أحد أقدس مواقعهم الدينية، ويقع في مدينة كرتابور الباكستانية الصغيرة على بعد أربعة كيلومترات فقط عن الحدود الهندية.

وقال مودي، في تصريحات تلفزيونية أدلى بها خلال مراسم افتتاح الممر في الجانب الهندي من الحدود: "أود أن أشكر رئيس وزراء باكستان عمران خان، على احترام مشاعر الهند. أشكره على تعاونه".

وتُعَدّ رسالة الشكر هذه نادرة من نوعها بين الخصمين النوويين اللذين يختلفان بشدة على مشكلات حدودية عدة، ويحتدم الخلاف بينهما حالياً على إقليم كشمير المتنازع عليه. وتُعَدّ كرتاربور من أكثر الأماكن قداسة للسيخ الذين يقدَّر عددهم بنحو ثلاثين مليون شخص في العالم، الذين يعيش ملايين منهم في الهند، ونحو عشرين ألفاً في باكستان.

وفي سياق ذي صلة، قضت المحكمة العليا في الهند، اليوم السبت، لمصلحة جماعة هندوسية في معركة قانونية طويلة الأمد على موقع ديني يعود تاريخه إلى قرون، ويطالب به المسلمون أيضاً، وهو حكم قد يثير توتراً بين الطائفتين.


ويمهد الحكم القضائي الطريق أمام إنشاء معبد هندوسي بمكان في بلدة أيوديا الشمالية، وهو اقتراح يؤيده منذ فترة الحزب الهندوسي الحاكم الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي ناشد المواطنين الحفاظ على السلام، وقال إنّ قرار المحكمة يجب ألا يُنظر إليه باعتباره نصراً أو هزيمة لأحد.

وأصدرت هيئة المحكمة المؤلفة من خمسة قضاة بالإجماع، قراراً بتسليم قطعة الأرض التي تقع على 2.77 فدان لإحدى الجماعات الهندوسية التي كانت تطالب بها، وقال القاضي إنه ينبغي بناء معبد على الأرض المتنازع عليها من خلال إنشاء صندوق يقع تحت تصرف الحكومة المركزية.

ومنذ أكثر من سبعة عقود، يسعى الهندوس اليمينيون لبناء معبد على الموقع الذي يعتقدون أنه مهد اللورد رام الذي تجسد فيه الإله الهندوسي فيشنو، وهم يقولون إنّ الموقع مقدس لدى الهندوس منذ فترة أبعد كثيراً من مسجد بابري الذي أقامه المغول المسلمون هناك عام 1528.

الشرطة بالموقع المتنازع عليه بين الهندوس والمسلمين (فرانس برس) 


وهدم حشد هندوسي المسجد عام 1992، ما أثار أحداث شغب راح فيها نحو 2000 شخص، معظمهم مسلمون، وأثار أيضاً سلسلة معارك قضائية بين جماعات عديدة تطالب بأحقيتها في الموقع الذي يخضع منذ ذلك الحين لحراسة مشددة.

وقبل النطق بالحكم شُدِّد الأمن في أيوديا وفي مختلف أرجاء الهند، وبخاصة في المدن التي شهدت عنفاً طائفياً من قبل، وفرضت قيود على التجمعات في بعض المناطق، وتراقب الشرطة وسائل التواصل الاجتماعي لمنع أي شائعات من شأنها أن تؤجج التوتر بين الطائفتين، كذلك توقفت خدمات الإنترنت في بعض المدن لمنع انتشار الشائعات.

وكانت منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ التي انبثق منها حزب مودي، قد قررت منع أي إجراءات احتفالية إن جاء الحكم في مصلحة الهندوس، تجنباً لإثارة أي عنف طائفي، ووجهت منظمات إسلامية دعوات إلى التحلي بالهدوء، درءاً لاحتدام أي عنف طائفي.

باكستان تردّ
ورداً على القرار، قالت الخارجية الباكستانية، في بيان، إنّ المحكمة العليا الهندية "فشلت في الحفاظ على طقوس الأقليات الهندية"، مؤكدة أنّ المحكمة العليا الهندية "فشلت في توفير العدالة، معربة عن حزنها الشديد إزاء القرار".

وأوضح بيان الخارجية أنّ القرار "يثبت أنّ الأقليات لم تعد آمنة في الهند، وأنّ ما تدعيه الهند من الحرية الدينية ليس غير مجرد ادعاء، وبالتالي هناك مخاطر موجهة إلى الأقليات". كذلك، قالت إنّ "التطرف في الهند وفكرة سطوة الهندوس على باقي أبناء الشعب، يشكلان خطراً لأمن المنطقة، مطالبة الهند بتوفير الحماية والأمن لأبناء الأقلية المسلمة، واتخاذ خطوات لازمة إزاء  ما يقوم به الهندوس المتطرفون في حق أبناء الأقلية المسلمة".

من جهته، قال الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال آصف غفور، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "ما قاله مؤسس باكستان محمد علي جناح في حق الهندوس المتطرفين قد ثبتت صحته، والأقليات غير الهندوسية قد يئست فعلاً من بقائها في الهند".

وأعرب سياسيون في باكستان عن خيبة أملهم إزاء قرار المحكمة العليا الهندية حول حق جماعة هندوسية بإنشاء معبد مكان مسجد بابري الذي أقامه الحكام المغول المسلمون عام 1528.

وقالت مستشارة رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الإعلامية فردوس عاشق إعوان، إنّ الحكومة الهندية برئاسة نريندرا مودي "قد وضعت حجراً أساساً لدولة هندوسية متطرفة، مؤكدة في تصريح صحافي لها أنّ الهندوس المتطرفين يسيطرون على القضاء الهندي".

ووصف وزير التقنية فواد شودري، في بيان صحافي، قرار المحكمة الهندية بـ"المخجل والمخزي والمخيب للآمال".

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)

ذات صلة

الصورة
متظاهرون يطالبون باستقالة الشيخة حسينة، داكا 4 أغسطس 2024 (محمد راكيبول حسن رافييو/Getty)

سياسة

فرّت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة من بنغلادش الاثنين، لينتهي حكمها الذي استمر 15 عاماً بعد أكثر من شهر على تظاهرات أوقعت مئات القتلى.
الصورة

سياسة

قُتل 13 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 40 آخرين بجراح، اليوم الجمعة، في باكستان جراء انفجار انتحاري وقع بالقرب من مسجد بداخله مهرجان ديني في إقليم بلوشستان شمال غرب البلاد.
الصورة
وزير الصحة الفدرالي في حكومة باكستان نديم جان (فيسبوك)

مجتمع

فرضت الحكومة المحلية في إقليم البنجاب الباكستاني حظراً لمدة أسبوعين على بيع واستخدام دواء مصنّع محلياً تسبب في فقدان عدد من المرضى البصر، وشكّلت لجنة لتقصّي الحقائق وإجراء تحقيق في القضية.
الصورة

منوعات

أثارت الرئيسة الهندية دروبادي مورمو جدلاً حاداً خلال دعوتها لعشاء قادة مجموعة العشرين، حيث استخدمت عبارة "رئيس بهارات" بدلاً من "رئيس الهند". هذا الخبر أثار تساؤلات ونقاشاً حول تغيير اسم البلاد.