قُتل طالب سعودي يدرس في الولايات المتحدة فجر اليوم الأحد، في حادثة إطلاق نار مجهولة الأسباب والدوافع، باشرت شرطة مدينة ويتشيتا بولاية كانساس الأميركية، تحقيقا حول ملابساته.
وقالت الشرطة الأميركية إن المبتعث السعودي ريان إبراهيم، عُثر عليه مصابا بطلقات نارية في موقف للسيارات القريبة من جامعة ويتشيتا التي يدرس فيها، قبل أن يتوفى لاحقا في مستشفى ويسلي متأثرا بجراحه.
وأكد نائب رئيس النادي السعودي في جامعة ويتشيتا، الطالب عبد الرحمن العتيبي، أنهم: "تواصلوا مع القنصلية السعودية في هيوستن، فور تلقيهم بلاغ الشرطة حول هوية الطالب السعودي ريان إبراهيم، كما تم التواصل مع السلطات الأمنية في ويتشيتا لمتابعة سير التحقيق في الجريمة".
وقامت القنصلية بتوكيل محام لمتابعة التحقيق، كما تولت متابعة نقل جثمان الطالب إلى السعودية.
وكان الضحية ريان إبراهيم (23 عاما) قد انتقل قبل أقل من ستة أشهر، من ولاية أريغون غرب أميركا، إلى ولاية كانساس للدراسة في جامعة ويتشيتا، ولم يكن كثير التواصل مع زملائه السعوديين، وكان يقضي معظم وقته في الدراسة.
وحادثة مقتل ريان، ليست الأولى التي يتعرض لها مبتعث سعودي، خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، فقد شهدت السنوات الثلاث الماضية العديد من حوادث القتل، راح ضحيتها طلاب مبتعثون، ويرجع بعض المختصين ذلك، لضعف المتابعة من قبل الملحقية التعليمية هناك، وكثرة الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة الذين يزيد عددهم عن 88 ألف طالب هناك، و171 ألف مبتعث حول العالم.
عشرات الجرائم
وبحسب مراقبين، كان عام 2014 الأكثر مأسوية للمبتعثين السعوديين في الخارج، بعد أن تصدرت حوادثهم عناوين الصحف، جراء عمليات الخطف والقتل والدهس والاختفاء، وأيضا السجن لبعض الطلاب السعوديين.
ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي عثرت الأجهزة الأمنية الأميركية على المبتعث السعودي رائد البقشي مقتولا، وتحفظت السلطات الأميركية على الجثة لفترة طويلة قبل إرسالها لعائلته، وما زال التحقيق جاريا لمعرفة ملابسات الجريمة.
اقرأ أيضا: شرطة كاليفورنيا تبحثُ عن قاتل طالب سعودي
وكان ذلك أيضا هو حال جريمة مقتل الطالب السعودي عبد الله القاضي في لوس أنجلس، فما زالت التحقيقات التي تقوم بها الشرطة هناك مستمرة، ووصفت الجريمة بأنها قضية حزينة ولكن ليست مستغربة، وكان القاتل نفّذ الجريمة وقام برمي الجثة في الصحراء، وهو ما أثار ضجه كبيرة حينها داخل الأوساط السعودية.
اقرأ أيضا: السعودية تنفي تقصيرها بقضية مقتل طالب سعودي بكاليفورنيا
ولا تقتصر حوادث القتل والاختطاف للمبتعثين السعوديين على الطلاب في الولايات المتحدة، فهناك العديد من الحوادث المؤسفة التي وقعت للمبتعثين في أوروبا وآسيا، كان أبشعها مقتل المبتعثة قي إنجلترا ناهد المانع طعنا على يد متعصبين ضد الدين الإسلامي، كما كان آخرها هو اختفاء الطالب مشعل السحيمي نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي عندما كان يدرس على حساب أسرته في أستراليا، وأيضا قُتل الطالب سلطان العمري في مدينة غولد كوست في أستراليا في 2012 على أيدي إحدى العصابات الإجرامية هناك.
اقرأ أيضا: الشرطة البريطانيّة تُرجّح مقتل الطالبة السعوديّة لارتدائها الزي الإسلامي
وقُتل الطالب السعودي حسن العميري في نيوزلندا قبل نحو ست سنوات، بعد أن تعرض لطلقات نارية على يد مجهولين، ولم يتم الكشف عن القاتل المجهول حتى الآن.
ويرجع مختصون هذه الحوادث إلى ضعف متابعة القنصليات والسفارات للطلاب السعوديين، ويقول الأكاديمي السعودي الدكتور حمد القميزي لـ"العربي الجديد" إنه: "للأسف لا توجد متابعة كافية من القنصليات أو الملاحق التعليمية في السفارات، فهي لا تتابع أين يسكن الطالب ولا كيف يقضي حياته خارج الجامعة، ولهذا يجد الطالب السعودي نفسه وحيدا ويضطر للتعامل مع كل شيء بنفسه وقد يقع في خطر دون أن يدري".
ويضيف: "ضعف مبالغ الإعاشة التي تُدفع للطلاب، تجبرهم على السكن في أحياء فقيرة وخطيرة، وهذا الأمر بدأ يثير مخاوف كبرى حول مصير المبتعثين السعوديين في المستقبل".
اقرأ أيضا: التعليم السعودية تمدد فترة تقديم طلبات "وظيفتك بعثتك"