يضطر المهجرون من دمشق وريفها أو من ريف حمص الشمالي إلى الانتظار لساعات طويلة أو ليوم كامل على معبر أبو الزندين الموجود في أطراف منطقة الباب في ريف حلب الشمالي، في ظل طقس سيئ وغياب الطعام والماء، ووجود عشرات الحالات الصحية التي تحتاج إلى رعاية طبية مستعجلة.
وفي السياق، قال الناشط الإعلامي أيهم العمر، المهجر من ريف دمشق، لـ"العربي الجديد"، "ننتظر على معبر أبو الزندين من جهة النظام منذ نحو 27 ساعة، ولا نعلم سبب هذا الانتظار الطويل، حتى إننا وجدنا قافلة مهجرين من ريف حمص الشمالي قبل أن نصل بيوم كامل، وهي تنتظر حالياً على معبر الفصائل منذ الصباح الباكر".
وأضاف "أمس الثلاثاء كان الطقس سيئاً جداً والأمطار غزيرة، لا يمكن أن نغادر الحافلات، أما اليوم فهناك رياح قوية وباردة نوعاً ما، إلا أن الناس استطاعوا أن يتحركوا، شريطة ألا يبتعدوا عنها أكثر من أمتار قليلة، إذ تحاصر القوات النظامية المنطقة".
ولفت إلى أن "الوضع صعب، فهذا الانتظار يأتي عقب رحلة استغرقت أكثر من 18 ساعة، أي أن لنا قرابة 48 ساعة، ولا نعلم متى يمكن أن ندخل، وما سيكون عليه الوضع في المخيمات، وخاصة أن هناك قافلة مهجرين آتية من دمشق خرجت بالأمس تكاد تصل إلى المعبر، بالإضافة إلى أخرى من ريف حمص الشمالي، وهناك قوافل أخرى يتم تجهيزها، ما قد يرفع أعداد المهجرين العالقين على المعبر خلال ساعات قليلة إلى نحو 10 آلاف مهجر".
من جانبها قالت أم عادل، مهجرة من ريف دمشق، وإحدى العالقات على معبر أبو الزندين، لـ"العربي الجديد"، "إنّ الوضع مأساوي جداً، فنحن منذ أمس من دون طعام أو ماء، وبعد مضي نحو 24 ساعة وزع علينا الهلال الأحمر السوري وجبات طعام، وجلبوا صهريج مياه للشرب، كما أتت سيارة طبية لتقيّم الحالات الصحية الحرجة، فهناك مهجرون في وضع صحي حرج، بينهم العديد من الأطفال الذين يعانون من الحمى والسعال جراء البرد".
وأضافت أن "المكان غير مجهز بأي خدمات وهو مفتوح، لا توجد حمامات، وهذا يسبب إحراجاً كبيراً للنساء، ما يضطرهن إلى وضع ستائر ما بين الأشجار".
أما أبو عمر، المهجر من ريف حمص، والعالق على معبر أبو الزندين، فقد قال لـ"العربي الجديد"، "نحن عالقون على المعبر منذ الإثنين الماضي في وضع إنساني صعب، فضلاً عن قلة الطعام ومياه الشرب، فقد أجبرنا على الانتظار يوم خروجنا من حمص الحافلات بالقرب من جسر الرستن من السابعة صباحاً حتى السابعة مساء تحت المطر، من دون أن نجد أي مكان نحتمي به، ما جعلنا نبتل بشكل كامل رفقة ما نحمله من حاجيات، وقد جفت ملابسنا على أجسادنا، ما تسبب بمرض العديد منا، خاصة الأطفال، وبعد أن وصلنا إلى المعبر وجدنا الوضع أسوأ، خاصة أن الطقس بارد والأمطار غزيرة، ونحن لا نملك بطانيات أو ثياباً جافة، لا أبالغ إن قلت إننا كدنا نموت من البرد".
وأفاد ناشطون في المنطقة، فضّلوا عدم الكشف عن أسمائهم، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن تأخر دخول المهجرين يعود إلى التدقيق الأمني الذي يتعرّضون له، خوفاً من أن تكون بينهم عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام، التي يمنع عليها دخول ريف حلب".
ولفتوا إلى أن "وضع المهجرين ازداد تعقيداً بسبب تقلبات الوضع الجوي والأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال الأيام الماضية، ما تسبب بأضرار في المخيمات، بالإضافة إلى أن المهجرين لا يملكون الكثير من الخيارات، فهناك أزمة سكن خانقة"، وأوضحوا أن "المخيمات مجهّزة لتكون للعبور، في ظل الاعتماد على نظام الخيام الكبيرة التي تستوعب الواحدة منها المئات من الأشخاص، ما يعني الفصل بين الرجال والنساء، إلى أن يستطيعوا إيجاد مكان بديل".
وبيّنوا أن "تدفق آلاف المهجرين يومياً يشكل ضغطاً كبيراً على المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، إذ إن الاحتياجات أكبر من الإمكانات، ما يتسبب في حدوث بعض المشاكل".