أصدرت المديرية العامة للأمن العام اللبناني مطلع العام الماضي قراراً ينص على عدم دخول أيّ نازح سوري إلى لبنان في حال عدم توافر إحدى السمات الست التي وضعت في القرار. وهي السمات التالية: السياح السوريون وعليهم إبراز الحجز الفندقي ومبلغ لا يقلّ عن 1000 دولار أميركي في مصرف. والآتون بهدف الدراسة. والآتون ترانزيت بهدف السفر إلى الخارج. والآتون من أجل العلاج الطبي. ومراجعو السفارات الأجنبية. أما الفئة الأخيرة فهي تضم السوريين الذين يدخلون بموجب تعهد مسبق بالمسؤولية، وهنا يتوجب على النازح أن يعثر على كفيل لبناني يضمن مكان إقامته، وعمله ونشاطه.
سرعان ما أدى القرار إلى نتائج كارثية على النازحين السوريين الذين يفرون تباعاً من بؤس الموت والجوع والقتل المستمر في بلادهم. فباتوا يعيشون معاناة حقيقية كلّ يوم عند نقطة المصنع الحدودية بين البلدين، بحسب شهادات الآتين عبرها. يتعرض هؤلاء للبرد والجوع، ولكثير من مواقف الإذلال منذ إغلاق الحدود وفرض القرارات التعجيزية للحد من تدفقهم.
نهى نزحت من حمص هرباً من الموت. التحقت بزوجها في لبنان الذي لم تره منذ سنة ونصف. تقول لـ"العربي الجديد" إنّها بقيت على الحدود اللبنانية - السورية 15 يوماً: "كنت أنام في الشارع، وأحياناً في الكافتيريا القريبة من مبنى الهجرة والجوازات، لكن سرعان ما يأتي عناصر الأمن لطردنا من المكان، من دون مراعاة لوجود نساء أو أطفال".
أما أم طارق التي يعيش أولادها الأربعة وابنتها الوحيدة في لبنان، فقد مات زوجها في الرقة (وسط سورية، يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش") فاتجهت إلى لبنان للمكوث لديهم. لم ترهم منذ أكثر من 3 أعوام. تقول إنها عندما عبرت الحدود السورية وصولاً إلى الحدود اللبنانية كانت منهكة من طول الطريق. لم تكن تعلم أنّ عنصر الأمن سيشتمها، وعندما تذهب إلى الضابط سيطردها من المكتب بعد أن يمزق قسيمة دخولها. تعلق أم طارق: "شعرت بالإهانة وتمنيت لو متّ مع زوجي في القصف الذي طاول منزلنا".
في هذا الإطار، يقول السوري أبو يزن النازح من العاصمة دمشق لـ "العربي الجديد": "بقيت مع عائلتي عالقين على الحدود اللبنانية في نقطة المصنع طوال 25 يوماً. في المرة الأولى دخلنا إلى ممر التأشيرات في مبنى الهجرة والجوازات اللبناني، وحين قدمنا أوراقنا طردنا عنصر الأمن اللبناني على الفور وهو يقول: عودوا إلى سورية، لا إمكانية لاستقبالكم". يتابع أبو يزن: "دخلنا أنا وزوجتي ومعي ابنتي وولداي ورجونا الضابط وشرحنا له ظروف منطقتنا في دمشق وأخبرناه أن بيتنا تهدّم، لكنه لم يأبه لهذا كله. فقط أخبرنا أنّ علينا أن نجد كفيلاً، أو أن يكون لدينا حجز فندقي ومبلغ يتخطى ألف دولار في المصرف لكي نستطيع الدخول كسياح إلى لبنان". يضيف: "عندما عدنا إليه أكثر من مرة، ضجر منا ومزق قسائم الدخول التي من المفترض أن توضع التأشيرة عليها. وهكذا بقيت مع عائلتي هناك 25 يوماً في العراء ننام في الشارع ونأكل من الدكاكين والمقهى الموجود في المكان".
انتعشت المنطقة المحيطة بالمعبر اقتصادياً. هناك يتجمهر المئات من النازحين السوريين لأسابيع وأحياناً لشهور بانتظار الموافقة على دخولهم إلى لبنان. يضطرون إلى التعامل مع المطاعم والمقاهي والدكاكين التي رفعت أسعارها بشكل كبير.
يقول أبو يزن: "بالقرب من مركز العبور، ثلاثة مقاه، ومطعم، ومحل خضر، ودكانان، وجميعها تغص بالناس لكثرة النازحين الذين يعدّون بالمئات. وأكثرهم من أفراد العائلات". ويضيف: "أنفقنا كلّ ما لدينا من مال، فكلّ شيء في هذه المتاجر سعره مضاعف، طبعاً لمعرفة أصحابها أنّ النازحين ليس لديهم بديل عنهم وعن بضاعتهم المرتفعة الثمن. كما أنّ تجار السوق السوداء للعملة استغلوا وضع النازحين أيضاً، فجميع من يتولون تبديل العملات هناك يستغلون قلة معرفة النازح بأسعار صرف الدولار مقابل العملة السورية ويحتالون عليه ما استطاعوا".
اقرأ أيضاً: لبنان كابوس اللاجئين
سرعان ما أدى القرار إلى نتائج كارثية على النازحين السوريين الذين يفرون تباعاً من بؤس الموت والجوع والقتل المستمر في بلادهم. فباتوا يعيشون معاناة حقيقية كلّ يوم عند نقطة المصنع الحدودية بين البلدين، بحسب شهادات الآتين عبرها. يتعرض هؤلاء للبرد والجوع، ولكثير من مواقف الإذلال منذ إغلاق الحدود وفرض القرارات التعجيزية للحد من تدفقهم.
نهى نزحت من حمص هرباً من الموت. التحقت بزوجها في لبنان الذي لم تره منذ سنة ونصف. تقول لـ"العربي الجديد" إنّها بقيت على الحدود اللبنانية - السورية 15 يوماً: "كنت أنام في الشارع، وأحياناً في الكافتيريا القريبة من مبنى الهجرة والجوازات، لكن سرعان ما يأتي عناصر الأمن لطردنا من المكان، من دون مراعاة لوجود نساء أو أطفال".
أما أم طارق التي يعيش أولادها الأربعة وابنتها الوحيدة في لبنان، فقد مات زوجها في الرقة (وسط سورية، يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش") فاتجهت إلى لبنان للمكوث لديهم. لم ترهم منذ أكثر من 3 أعوام. تقول إنها عندما عبرت الحدود السورية وصولاً إلى الحدود اللبنانية كانت منهكة من طول الطريق. لم تكن تعلم أنّ عنصر الأمن سيشتمها، وعندما تذهب إلى الضابط سيطردها من المكتب بعد أن يمزق قسيمة دخولها. تعلق أم طارق: "شعرت بالإهانة وتمنيت لو متّ مع زوجي في القصف الذي طاول منزلنا".
في هذا الإطار، يقول السوري أبو يزن النازح من العاصمة دمشق لـ "العربي الجديد": "بقيت مع عائلتي عالقين على الحدود اللبنانية في نقطة المصنع طوال 25 يوماً. في المرة الأولى دخلنا إلى ممر التأشيرات في مبنى الهجرة والجوازات اللبناني، وحين قدمنا أوراقنا طردنا عنصر الأمن اللبناني على الفور وهو يقول: عودوا إلى سورية، لا إمكانية لاستقبالكم". يتابع أبو يزن: "دخلنا أنا وزوجتي ومعي ابنتي وولداي ورجونا الضابط وشرحنا له ظروف منطقتنا في دمشق وأخبرناه أن بيتنا تهدّم، لكنه لم يأبه لهذا كله. فقط أخبرنا أنّ علينا أن نجد كفيلاً، أو أن يكون لدينا حجز فندقي ومبلغ يتخطى ألف دولار في المصرف لكي نستطيع الدخول كسياح إلى لبنان". يضيف: "عندما عدنا إليه أكثر من مرة، ضجر منا ومزق قسائم الدخول التي من المفترض أن توضع التأشيرة عليها. وهكذا بقيت مع عائلتي هناك 25 يوماً في العراء ننام في الشارع ونأكل من الدكاكين والمقهى الموجود في المكان".
انتعشت المنطقة المحيطة بالمعبر اقتصادياً. هناك يتجمهر المئات من النازحين السوريين لأسابيع وأحياناً لشهور بانتظار الموافقة على دخولهم إلى لبنان. يضطرون إلى التعامل مع المطاعم والمقاهي والدكاكين التي رفعت أسعارها بشكل كبير.
يقول أبو يزن: "بالقرب من مركز العبور، ثلاثة مقاه، ومطعم، ومحل خضر، ودكانان، وجميعها تغص بالناس لكثرة النازحين الذين يعدّون بالمئات. وأكثرهم من أفراد العائلات". ويضيف: "أنفقنا كلّ ما لدينا من مال، فكلّ شيء في هذه المتاجر سعره مضاعف، طبعاً لمعرفة أصحابها أنّ النازحين ليس لديهم بديل عنهم وعن بضاعتهم المرتفعة الثمن. كما أنّ تجار السوق السوداء للعملة استغلوا وضع النازحين أيضاً، فجميع من يتولون تبديل العملات هناك يستغلون قلة معرفة النازح بأسعار صرف الدولار مقابل العملة السورية ويحتالون عليه ما استطاعوا".
اقرأ أيضاً: لبنان كابوس اللاجئين