سعيد لولو في الثلاثين من عمره وهو ناشط في مجال محو الأميّة بين العمّال في غزّة. صحيح أنّ 98.4 في المائة من المجتمع الغزّي من المتعلّمين، إلا أنّ ثمّة فئة تبقى في حاجة إلى دعم. وقد تبنّى لولو قضية هؤلاء، هو الذي يحمل شهادة في العلاقات العامة والإعلام من جامعة الأزهر والذي سبق ونشط في عدد من مؤسسات المجتمع المدني من ضمن مبادرات شبابية ومجتمعية.
- ما هي المبادرة التي أطلقتها لصالح عمّال غزّة؟
عملت في برنامج تشغيل البطالة الخاص بالخرّيجين لمدة ستّة أشهر مع وزارة العمل، قبل أن أتوقّف على أثر استلام اللجنة الإدارية الحالية زمام الأمور. لذا رأيت ضرورة أن أنشط وأتقرّب أكثر من الفئات المهمّشة، خصوصاً العمّال. والفكرة أتتني عندما كنت في إحدى شركات الأخشاب التي تشغّل عشرات العمال. ونتيجة تقرّبي منهم، اكتشفت أنّ بعضهم لا يجيد القراءة ولا الكتابة، فقرّرت استثمار وقتي بطريقة تفيدني وتفيد غيري.
- كيف بدأت مبادرتك تلك؟
كانت البداية بالورقة والقلم، ثمّ أحضرت لوحاً خشبياً ورحت أخصّص كلّ يوم ساعتَين لهؤلاء بعد انتهائهم من عملهم. بعد خمسة أيام، تمكّنوا من معرفة الأحرف وكتابتها وقراءة كلمات قليلة. استخدمت معهم طرقاً سلسة جداً، وهكذا بات تعليم الأميين جزءاً من حياتي اليومية. وأنا أسعى إلى توفير إمكانيات بسيطة تساعدني في استكمال ذلك ورفع وعي هؤلاء الذين لا يحسنون القراءة ولا الكتابة. وأنا مصرّ على ذلك، إذ وجدت أنّ كثيرين لا يعرفون حقوقهم لمجرّد أنّهم لا يقرأون ولا يكتبون.
- هل نظّمت حملات أو مبادرات في السابق؟
خلال العام الماضي، نظّمت إضراباً كبيراً في ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة لتحقيق مطالبي ومطالب شباب آخرين للحصول على عمل. كنت أنادي لحقوقنا وحصلت على آلاف التواقيع المتضامنة التي تؤيّد مطلبي الذي ما هو إلا مطلب الموقّعين كذلك، هؤلاء الذين يبحثون عن عمل. لكنّني للأسف لم أجد آذاناً صاغية سواء من الحكومة أو المؤسسات الأخرى، لذا لجأت إلى العمل التطوعي. في الوقت الحالي، أنا لا أعمل لكنّني أوجّه عطائي كلّه في سبيل خدمة الشباب والعمّال.