تحاول عائلة أبو عياش الفلسطينية، في بلدة بيت أمر، شمالي مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، أن تواجه من جديد أطماع سلطات الاحتلال الصهيوني في أرضها التي حاولت مراراً وتكراراً مصادرتها لأغراض عسكرية وأمنية. فشلت سلطات الاحتلال في نهاية المطاف في إقناع صاحب الأرض محمد أبو عياش ومعه شقيقه، أن يمنحها جزءاً من أرضه لتوسيع البرج العسكري المقام على مدخل البلدة، والذي في الأساس هو مقام كنقطة عسكرية تستخدم لإطلاق الرصاص على الأهالي، وتنغيص حياتهم اليومية بذريعة تأمين الحماية للمستوطنين الذين يمرون بالخط الالتفافي الرئيسي المجاور.
ما يسمى بـ"تنظيم الإدارة المدنية" التابع لجيش الاحتلال، سلم الفلسطيني محمود أبو عياش قراراً بوضع اليد على أكثر من نصف دونم (الدونم ألف متر مربع) من أصل دونمين و300 متر مربع من أرضه، بذريعة أنّها صودرت لأغراض عسكرية، وإمداد البرج العسكري المجاور لها بشبكة كهرباء.
حكاية الأرض كما يرويها محمد أبو عياش أحد ورثتها لـ"العربي الجديد" تعود إلى عام 2001 أي مع بدايات الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وكذلك بدايات وضع البرج العسكري هناك، حين منعت سلطات الاحتلال أبو عياش وعائلته من زرع أرضهم، واستصلاحها والعيش منها والتصرف بها. يقول أبو عياش: "خلال السنوات تلك، زرعنا الأرض أكثر من مرة، بأشجار اللوز، والزيتون، وكانت قوات الاحتلال تقتلعها بعد فترة قصيرة" وتتذرع أنّها تريد تأمين منطقة مكشوفة للجنود المتمركزين على البرج، وفي حاجة إلى مساحة أمنية كبيرة، كي لا يكون هناك خطر على حياتهم، لكن في الحقيقة الهدف هو سرقتها.
هذه الذريعة تعتبر الأخطر بالنسبة لأصحاب الأراضي هناك، فعند أيّ نقطة عسكرية للاحتلال يمنع أصحاب الأراضي المجاورة من استخدامها والعمل فيها، وتمنع البناء أو إقامة أي منشأة بذريعة المربع الأمني، أو الشوارع الأمنية، أو المنطقة العازلة، وكذلك تأمين منطقة مكشوفة للجنود.
يبعد منزل عائلة أبو عياش نحو 50 متراً عن الأرض المصادرة، وذريعة الاحتلال هي كاذبة كما يقول صاحب الأرض، فالاحتلال يخطط إلى ما هو أبعد من ذلك، ولو أراد أن يمدّ البرج العسكري بالكهرباء، فبإمكانه مده بخطوط أرضية عبر الشارع المؤدي إليه، وليس عبر سرقة مساحة كبيرة من الأرض لهذه الذريعة. وبغض النظر عما سيحدث هناك، فثمة خطر على منزل العائلة، في حال أقيمت نقطة عسكرية أكبر من تلك الموجودة. قد تحرم العائلة من التواجد في باحة المنزل، أو فتح النوافذ، أو الزراعة في محيطه.
اقــرأ أيضاً
النصف دونم المصادرة ستحرم أبو عياش، من أرضه المتبقية، وستحرم فلسطينيين آخرين من الوصول إلى أراضيهم فور تنفيذ الاحتلال مخططاته، لكنّ أبو عياش ينوي بقدر المستطاع أن يتصدى لذلك القرار مهما كلفه الأمر. سبق لأبو عياش خوض تجربة التصدي لقوات الاحتلال العام الماضي، بالرغم من أنّ الصهاينة سرقوا عام 2005 بقوة السلاح نحو 200 متر مربع من أرضه لتوسيع البرج العسكري ومحيطه. وفي العام الماضي، حاولت سلطات الاحتلال سرقة المزيد لكنّ أبو عياش تمكن من التصدي لهم، ووقف أمام الضباط، والجنود، والجرافات وتمكن من حماية أرضه ومنع الاحتلال من توسيع النقطة العسكرية أكثر.
يؤكد أبو عياش لـ"العربي الجديد" أنّه تقدم إلى الإدارة التابعة لسلطات الاحتلال باعتراض على مصادرة أرضه المملوكة بأوراق ثبوتية (كوشان) باسم جده، وينتظر ما ستؤول إليه الأمور، لكنّه يصرّ على التمسك بأرضه وعدم التنازل عنها، ويطالب الجهات الحقوقية المعنية بمساعدته في ألاّ تسرق الأرض.
حاول ضباط الاحتلال مقايضة أبو عياش على الأرض، وسبقت لهم محاولة ابتزازه أكثر من مرة، وتهديده في مرات عديدة، بالإضافة إلى إغرائه في حال وافق على اقتطاع أرضه بأن يمنحوه التراخيص اللازمة للبناء في أرضه التي يملكها أصلاً.
رفض أبو عياش العروض تلك، فعاد الاحتلال إليه بالقوة العسكرية، والقرارات التي ستنفذ تحت فوهة البنادق، لكنّه كأيّ فلسطيني يبحث عن البقاء ويصرّ على الصمود، ولن يرضخ لتلك القرارات.
اقــرأ أيضاً
لو أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني، لم تمنع أبو عياش منذ سنوات طويلة من زراعة أرضه واستصلاحها، لكانت اليوم مزروعة بالأشجار المثمرة التي قد تعيل عائلات أخرى، ولكان أفراد العائلة يسكنون في منازلهم، وربما كانت عائلة أبو عياش ستخطط لمشاريع مستقبلية، لكنّها إرادة الاحتلال الذي يمارس الظلم في حق الشعب الفلسطيني جماعات وفرادى.
ما يسمى بـ"تنظيم الإدارة المدنية" التابع لجيش الاحتلال، سلم الفلسطيني محمود أبو عياش قراراً بوضع اليد على أكثر من نصف دونم (الدونم ألف متر مربع) من أصل دونمين و300 متر مربع من أرضه، بذريعة أنّها صودرت لأغراض عسكرية، وإمداد البرج العسكري المجاور لها بشبكة كهرباء.
حكاية الأرض كما يرويها محمد أبو عياش أحد ورثتها لـ"العربي الجديد" تعود إلى عام 2001 أي مع بدايات الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وكذلك بدايات وضع البرج العسكري هناك، حين منعت سلطات الاحتلال أبو عياش وعائلته من زرع أرضهم، واستصلاحها والعيش منها والتصرف بها. يقول أبو عياش: "خلال السنوات تلك، زرعنا الأرض أكثر من مرة، بأشجار اللوز، والزيتون، وكانت قوات الاحتلال تقتلعها بعد فترة قصيرة" وتتذرع أنّها تريد تأمين منطقة مكشوفة للجنود المتمركزين على البرج، وفي حاجة إلى مساحة أمنية كبيرة، كي لا يكون هناك خطر على حياتهم، لكن في الحقيقة الهدف هو سرقتها.
أمر وضع اليد على أرض أبو عياش (العربي الجديد) |
هذه الذريعة تعتبر الأخطر بالنسبة لأصحاب الأراضي هناك، فعند أيّ نقطة عسكرية للاحتلال يمنع أصحاب الأراضي المجاورة من استخدامها والعمل فيها، وتمنع البناء أو إقامة أي منشأة بذريعة المربع الأمني، أو الشوارع الأمنية، أو المنطقة العازلة، وكذلك تأمين منطقة مكشوفة للجنود.
يبعد منزل عائلة أبو عياش نحو 50 متراً عن الأرض المصادرة، وذريعة الاحتلال هي كاذبة كما يقول صاحب الأرض، فالاحتلال يخطط إلى ما هو أبعد من ذلك، ولو أراد أن يمدّ البرج العسكري بالكهرباء، فبإمكانه مده بخطوط أرضية عبر الشارع المؤدي إليه، وليس عبر سرقة مساحة كبيرة من الأرض لهذه الذريعة. وبغض النظر عما سيحدث هناك، فثمة خطر على منزل العائلة، في حال أقيمت نقطة عسكرية أكبر من تلك الموجودة. قد تحرم العائلة من التواجد في باحة المنزل، أو فتح النوافذ، أو الزراعة في محيطه.
النصف دونم المصادرة ستحرم أبو عياش، من أرضه المتبقية، وستحرم فلسطينيين آخرين من الوصول إلى أراضيهم فور تنفيذ الاحتلال مخططاته، لكنّ أبو عياش ينوي بقدر المستطاع أن يتصدى لذلك القرار مهما كلفه الأمر. سبق لأبو عياش خوض تجربة التصدي لقوات الاحتلال العام الماضي، بالرغم من أنّ الصهاينة سرقوا عام 2005 بقوة السلاح نحو 200 متر مربع من أرضه لتوسيع البرج العسكري ومحيطه. وفي العام الماضي، حاولت سلطات الاحتلال سرقة المزيد لكنّ أبو عياش تمكن من التصدي لهم، ووقف أمام الضباط، والجنود، والجرافات وتمكن من حماية أرضه ومنع الاحتلال من توسيع النقطة العسكرية أكثر.
البرج الصهيوني في أرض أبو عياش (العربي الجديد) |
يؤكد أبو عياش لـ"العربي الجديد" أنّه تقدم إلى الإدارة التابعة لسلطات الاحتلال باعتراض على مصادرة أرضه المملوكة بأوراق ثبوتية (كوشان) باسم جده، وينتظر ما ستؤول إليه الأمور، لكنّه يصرّ على التمسك بأرضه وعدم التنازل عنها، ويطالب الجهات الحقوقية المعنية بمساعدته في ألاّ تسرق الأرض.
حاول ضباط الاحتلال مقايضة أبو عياش على الأرض، وسبقت لهم محاولة ابتزازه أكثر من مرة، وتهديده في مرات عديدة، بالإضافة إلى إغرائه في حال وافق على اقتطاع أرضه بأن يمنحوه التراخيص اللازمة للبناء في أرضه التي يملكها أصلاً.
رفض أبو عياش العروض تلك، فعاد الاحتلال إليه بالقوة العسكرية، والقرارات التي ستنفذ تحت فوهة البنادق، لكنّه كأيّ فلسطيني يبحث عن البقاء ويصرّ على الصمود، ولن يرضخ لتلك القرارات.
لو أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني، لم تمنع أبو عياش منذ سنوات طويلة من زراعة أرضه واستصلاحها، لكانت اليوم مزروعة بالأشجار المثمرة التي قد تعيل عائلات أخرى، ولكان أفراد العائلة يسكنون في منازلهم، وربما كانت عائلة أبو عياش ستخطط لمشاريع مستقبلية، لكنّها إرادة الاحتلال الذي يمارس الظلم في حق الشعب الفلسطيني جماعات وفرادى.