رمضان النازحين العراقيين... إفطار معجون بالحزن
محمد الملحم
يقول أبو سيف لـ"العربي الجديد": "هجرت إلى هذا المكان المتعب، لكنه أحسن من لا شيء. خسرنا أبناءنا وأموالنا، وليس أمامنا حاليا إلا الانتظار رغم كل ما فيه من صعوبات ومرارة. داعش أفقدنا كل شيء، ووجدنا أنفسنا هنا غير قادرين على دفع إيجار منزل محترم".
ويضيف "أعتني بأطفال أخي الذي رحل عنا قبل أشهر متأثرا بمرض السكري، الذي أصابه من القهر والتفكير في مصيرنا المأساوي، ولن أتخلى عنهم".
وتعتبر أم سيف أن طبق أكلة "التبسي" العراقية التي أعدتها تختلف كثيرا عن تلك التي كانت تعدها "أيام الخير"، حين كانت تضيف اللحم والنكهات إليها لتكتمل، إلا أنها تستشهد بالمثل الشعبي القائل "للطبيخ روح يستمدها من خالقه".
وتقول أم سيف: "بصراحة أتذكر نفسي أيام زمان كلما وقفت للطبخ. أتذكر أمي وأبي وأيام العز في منزلنا الكبير، وأتذكر كيف كنت وأين صرت. لكن مثلي لا يملك وقتا لهذا كثيرا، فعندي واجبات يجب أن أنهيها، والحمد لله نحن أفضل من غيرنا".
وتحرص أم سيف على أن تبقي شيئا من طعام الإفطار لوجبة السحور، كما أن زوجة الأخ الأرملة تحرص على تشجيع أطفالها على الصيام لتقليل الإنفاق والمساعدة في تدبير حال العائلة.
يرفض أبو سيف طلب المساعدة، فهو يرى في الموت خيارا أفضل من طرق أبواب الناس رغم وضعه المادي السيىء.
ومن أصل 4 ملايين نازح عراقي يتواجد نحو 300 ألف في العاصمة بغداد، ويعيشون أوضاعا مأساوية بسبب غلاء المعيشة وانعدام السكن، فضلا عن التهديدات التي يتعرضون لها باستمرار من قبل المليشيات المسلحة.