اختتم المؤتمر العربي الأفريقي للحد من مخاطر الكوارث، والمنعقد بـتونس في إطار تنفيذ مخطط سنداي للحد من مخاطر الكوارث للفترة الممتدة بين 2015-2030، بتبني الإعلانين العربي والأفريقي للتصدي لمخاطر الكوارث الطبيعية، و"بيان تونس" لمجابهة تغيرات المناخ.
وفي السياق، قال مدير عام إدارة البيئة وجودة الحياة في تونس، الهادي شبيلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الإعلانين العربي والأفريقي، و"بيان تونس"، تعد مواثيق دولية ملزمة للدول المصادقة عليها، لما تضمنته من توصيات شاملة حول استراتيجية الأطراف الموقعة، وبتمويل برامج الحد من الكوارث الطبيعية والتعاون الدولي في قضايا البيئة والمناخ.
وتعتبر المواثيق الجديدة جزءا من مخطط دولي انطلق مع إعلان هيوغو سنة 2005 المؤسس لفكر التصدي للكوارث الطبيعية، ليتواصل عمل المجموعة الدولية على فلسفة مجابهة الظواهر الطبيعية، ويفضي إلى مخطط سنداي باليابان سنة 2015 الذي حفز الدول المشاركة على التعاون في وضع استراتيجيات لاحتواء هذه المخاطر.
ويأتي بيان تونس كوثيقة عمل إقليمية وقارية وافقت عليها الحكومات عبر الوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الذين حضروا المؤتمر العربي الأفريقي للتصدي للكوارث بتونس في الفترة من 9 إلى 13 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، كما تعدّ خطوة هامة للتدارك ورسم توجهات ستدخل حيز التنفيذ لتحفظ الأرواح والممتلكات والبنى التحتية.
وأكد مدير عام البيئة وجودة الحياة لـ"العربي الجديد"، أن أهمية المواثيق تستمد من ثلاثة نقاط، أولها حضور الدول ومشاركتها وتأكيد التزامها بالملف، وفي مرحلة ثانية التقارير التي قدمها المشاركون حول وضع برامج العمل للتصدي للمخاطر، وأخيرا تطوير الشراكات في هذا المجال بين الدول من حيث التعاون اللوجستي والدعم المالي.
وتضمنت أشغال المؤتمر أيضا مراجعة قدرة المنظومات الساحلية على الصمود والتخطيط المكاني، واستعراض التجارب المحلية والمقارنة، وتقديم استراتيجية لمجابهة تغيرات المناخ. وتضمنت توصيات المنتدى أهمية العمل على تنفيذ مخططات التأقلم مع التغيرات المناخية، وإعداد بنية تحتية قادرة على تحمل الكوارث، والتقليص من الخسائر المادية والبشرية الناجمة عنها عبر مجهود مشترك محلي ودولي.
وفي هذا الصدد، أبرز خبير البيئة والمختص في الشأن المناخي حمدي حشاد، لـ"العربي الجديد"، أهمية وضع استراتيجية وطنية لمجابهة الكوارث ولا سيما الظواهر الطبيعية. وفسر أن "ردة الفعل الأخيرة تجاه كارثة نابل، أبرزت بوضوح قصور مجهودات احتواء الكوارث، وأن الأمر يقتصر على حلول مؤقتة لإشكاليات مؤقتة".
وأكد أن بيان تونس للتصدي لتغيرات المناخ، يعد استجابة طبيعية للكوارث التي عصفت بالبلاد، والتي دقت صافرة إنذار حول غياب استراتيجية أزمة تقلص من نتائج الكوارث.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه إذا ما تواصلت الحلول المؤقتة، مع تصاعد وتيرة الكوارث، من بينها الاحتباس الحراري والفيضانات والرياح الثلجية التي تعصف بتونس، فإن الخسائر لن يتم احتواؤها، إذ يجب أن يقوم برنامج العمل على بنية تحتية مستدامة ترتكز على النوعية المطابقة للمعايير الدولية لا على الكلفة الأقل، وعلى تجهيز المستشفيات للطوارئ والمجتمع المدني للإغاثة عبر عمليات بيضاء، وتدريس السلامة المدنية والتصرف عند الأزمات في المناهج التربوية، علاوة على استغلال التكنولوجيا الحديثة في الإنذار بالأخطار، وهو ما يقتضي لزاما تعزيز قدرات المعهد الوطني للرصد الجوي لوجستيا واتصاليا.
وذكر الخبير بأن البلاد ترصد سنويا ثلاثة في المائة من ميزانيتها لمجابهة الكوارث، وهو تمويل غير كاف لاحتواء الأزمات.
يذكر أنّ المؤتمر العربي الأفريقي للحد من الكوارث انعقد بتونس تحت شعار "نحو تنمية مستدامة مطلعة بمخاطر الكوارث وشاملة للجميع"، في الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في إطار تنفيذ مخطط سنداي للحد من مخاطر الكوارث للفترة الممتدة بين 2015-2030، وكذا الاستفادة من تجارب الدول وتبادل الخبرات من أجل وﻀﻊ ﺴﻴﺎﺴﺔ داﻋﻤﺔ وإطﺎر ﻋﻤﻝ، بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والنهوض بجودة الحياة.