أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق، (يونامي)، اليوم الأحد، عن مقتل وإصابة 592 عراقياً خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، في حين حذر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش، من استمرار قدرة تنظيم "داعش" الإرهابي على الهجوم.
وأكدت البعثة أن الأرقام التي سجلتها أثبتت مقتل 203 عراقيين وإصابة 389 آخرين جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاعات المسلحة التي وقعت في العراق خلال الشهر الماضي، موضحة في بيان أن عدد القتلى المدنيين بلغ 196 شخصاً، إضافة إلى 381 مصاباً.
وأضافت أن هناك "10 أجانب بين القتلى"، مؤكدة أن العاصمة العراقية بغداد كانت الأكثر تضرراً، إذ بلغ مجموع الضحايا من المدنيين فيها 194 شخصاً بينهم 37 قتيلاً و157 جريحاً، تلتها محافظة ذي قار التي سقط فيه 82 قتيلاً و93 جريحاً، ثم الأنبار التي قتل فيها 20 شخصاً و46 جريحا.
وأكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش، أن استمرار معاناة المدنيين يمثل تذكيراً صارخاً بقدرة تنظيم "داعش" الإرهابي على الهجوم رغم هزائمه في جبهات القتال، موضحاً أن عناصره تمكنوا في هجوم واحد من قتل وإصابة نحو 200 مدني بينهم أجانب، في محافظة ذي قار جنوب العراق.
ورأى في ذلك دليلاً "على أن تنظيم داعش لا يزال يشكل قوة فعالة ما لم يتم التصدي له بحزم في جميع أنحاء البلاد، وإعطاء الأمر الأولوية دون أي تشتيت للجهود يحول الانتباه إلى مكان آخر".
واعتبر أن هجمات من هذا القبيل ما هي إلا دعوة لجميع العراقيين إلى تنحية خلافاتهم جانباً مهما كانت كبيرة ومتجذرة، ومواصلة العمل معاً في الحرب ضد "داعش" الذي يوشك أن يقضى عليه في الأراضي العراقية، من خلال تضافر جهود جميع تشكيلات القوات العراقية، وقوات "البشمركة" الكردية، والمتطوعين المحليين والعشائريين.
يشار إلى أن ضحايا سبتمبر الماضي تضاعفوا عن الشهر الذي سبقه، إذ أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق عن مقتل وإصابة 297 عراقياً بهجمات متفرقة خلال شهر أغسطس/آب من العام الحالي.
وشنّ تنظيم "داعش" الليلة الماضية هجوماً بسيارة مفخخة استهدف دورية للجيش العراقي في مدينة هيت بمحافظة الأنبار (غرب العراق)، وسبقت ذلك هجمات مباغتة على عدد من قرى ومناطق المحافظة.
ويحذر الخبير الأمني، علي البدري، من خطورة الهجمات التي يشنها التنظيم بين الحين والآخر، مؤكداً لـ "العربي الجديد"، اليوم الأحد، أن الأرقام التي أعلنتها الأمم المتحدة تشير إلى أن التنظيم الإرهابي لا يزال يمتلك زمام المبادرة في عدد من المناطق.
وأضاف "حتى المناطق التي تصنف بالآمنة لم تسلم من هجمات داعش"، مؤكداً أن محافظة ذي قار (جنوب العراق)، التي تتمتع باستقرار نسبي، شهدت مقتل وإصابة العشرات في هجوم مزدوج على مطعم، الشهر الماضي.