كشفت منظمة رعاية الأطفال في اليمن، أن أكثر من 14 مليون يمني في حاجة عاجلة إلى الغذاء، بالإضافة إلى وجود واحد من كل ثلاثة أطفال يمنيين دون سن الخامسة، أي ما يقرب من 1.4 مليون، يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقالت المنظمة، في تقرير حديث لها، إن هؤلاء الناس يتواجدون ضمن تسع محافظات يمنية تمر الآن بمرحلة الطوارئ الغذائية، مما يعني أنها على بعد خطوة واحدة من إعلان "المجاعة"، بما في ذلك مدينة تعز المحاصرة والحديدة الفقيرة.
وذكرت أنها تتوفر على براهين مصورة، جمعتها عن أطفال بين ثلاثة أشهر وسنة من العمر، يصارعون الموت في وحدات العناية المركزة في مستشفى السبعين في العاصمة صنعاء. وفي السياق، يقول المدير القُطري لمنظمة رعاية الأطفال في اليمن، إدوارد سانتياغو: "نشعر بقلق شديد إزاء دوامة سوء التغذية بين حديثي الولادة. في كل يوم المزيد من الأسر تواجه خطرا متزايدا من الإصابات بسوء التغذية الحاد بسبب نقص الإمدادات والارتفاع السريع للأسعار وتزايد معدل الفقر".
وأضاف سانتياغو، أن الأسر اليمنية التي تستطيع إيصال أطفالها بوضع حرج إلى المستشفيات التي مازالت تعمل، "فإنها تصطدم بكون الطاقة الكهربائية غير مستقرة، وكذلك الوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية نادر، وهذا يعني أن المعدات المنقذة للحياة لا تعمل دائما بشكل صحيح". مشيرا إلى أن "أزمة الغذاء الكارثية في اليمن تتجه نحو الأسوأ بشكل واضح".
وأكد سنتياغو أن "حديثي الولادة والأطفال هم من يعانون من آثار هذه الأزمة بشكل متزايد".
وكشف التقرير الدولي عن تخفيف القيود التي كانت مفروضة على الواردات التجارية إلى البلد، إلا أنه يقول إن مخزونات الغذاء والوقود لا تزال منخفضة بشكل خطير. مشيراً إلى أن العوامل المختلفة التي خلقها الصراع، عملت على رفع تكلفة الغذاء بنسبة 60 بالمائة أكثر مما كانت عليه قبل بداية الصراع في مارس/آذار 2015، بالإضافة إلى ارتفاع بنسبة 60 بالمائة في أسعار غاز الطبخ المنزلي.
وكانت أحدث البيانات الإنسانية قد كشفت أن أكثر من 2.8 مليون من السكان نزحوا بسبب الصراع، ويعني ذلك أنهم فقدوا مصادر رزقهم ووظائفهم بالإضافة إلى التعليم بشكل كبير. وحتى عندما يجد الناس الغذاء فإن كثيرا منهم لا يستطيعون تحمل تكاليف شرائه، وبالتالي فإن أسرهم تعاني من الجوع.
ويعيش الأطفال حالة صدمة مع تدمير أو إغلاق أكثر من 6604 مدارس. وأصبح ثلث الأطفال في اليمن ممن هم في سن الدراسة لا يحصلون على التعليم، وقد ترك الأثر النفسي الذي سببه الصراع آثارا مدمرة على نفسية الأطفال، وظهرت العديد من الأعراض المرتبطة بالضغط والصدمات النفسية، بما في ذلك القلق وفقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على التركيز.
الجدير بالذكر، أن تقريرا مشتركا حديثا لأكثر من 110 منظمات عاملة في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري، كشف عن أداء ضعيف أمام الاستجابة لاحتياجات اليمنيين. فقد بلغت استجابتها لحالات انعدام الأمن الغذائي ما نسبته 48 بالمائة من إجمالي المحتاجين، و19 بالمائة فقط لحالات سوء تغذية الأطفال، و25 بالمائة للمحتاجين للتعليم.