أستراليا تمنع برلمانيين دنماركيين من زيارة معسكر لاجئين

03 سبتمبر 2016
رفض رسمي أسترالي لزيارة معسكر اللاجئين (العربي الجديد)
+ الخط -



منعت السلطات الأسترالية وفداً من أحزاب البرلمان الدنماركية من زيارة معسكر اللاجئين المثير للجدل الحقوقي الدولي في جزيرة "ناورو".

السياسيون الدنماركيون الذين سموا هذه الزيارة "رحلة تعلم"، هدف منها اليمين المتشدد "الإفادة من التجربة الأسترالية لإيواء طالبي اللجوء في معسكرات في جزر بعيدة"، وفق ما يذكره مقرر شؤون المهجرين عن حزب الشعب اليميني المتشدد مارتن هنركسن.

وخلال أسبوع انتظار في أستراليا وجد هؤلاء البرلمانيون أنفسهم أمام رفض رسمي أسترالي لزيارة اللاجئين للاطلاع على الأوضاع هناك.

ويبدو أن السلطات الأسترالية، التي تعرضت لانتقادات حقوقية واسعة بسبب معاملة طالبي اللجوء، لم تستجب لمطالب وزير خارجية الدنمارك كريستيان يانسن للسماح لهؤلاء بزيارة الجزيرة، بعد أن توجهوا لمطار أسترالي للمغادرة أكثر من مرة الأسبوع الماضي.

تم منعهم من الوصول إلى خيام اللاجئين (العربي الجديد)


وفي الوقت الذي يقول فيه مارتن هينركسن عن لجنة "شؤون المهاجرين" في البرلمان من اليمين المتشدد إنه "لم يكن من عائق أمامنا لزيارة المعسكر والاطلاع على تلك التجربة"، فإن ممثلي اليسار وجدوا أنفسهم ممنوعين من ذلك بنتيجة مواقفهم المنتقدة للتعامل الأسترالي مع اللاجئين. وقد وصفت مقررة شؤون المهاجرين في البرلمان عن حزب اللائحة الموحدة اليساري، يوهنا شميت نيلسن، الرفض بـأنه "يتعارض مع مبادئ الديمقراطية".

وباختلاف نوايا الزائرين إلى أستراليا فإن الطرفين، اليمين واليسار، يتمسكان بمواقفهما السابقة. فقد عادت شميت إلى بلدها، بعد سلسلة اجتماعات مع منظمات أسترالية، لتقدم نقدا لاذعا بحق السلطات الأسترالية، واصفة الوضع في ناورو بـ" سيئ بشكل جنوني. فانتهاكات حقوق الإنسان جسيمة، إضافة إلى اعتداءات متكررة على الأطفال. لقد كان من الممكن أن تكون فرصة فريدة لو سمحوا لنا الوصول إلى مخيمات جزيرة ناورو".

الجدل حول تكاليف رحلة البرلمانيين (450 ألف كرون، حوالي 60 ألف يورو) لا يراها ممثل اليمين المتشدد في محلها. فمارتن هينركسن يرغب مع حزبه بأن "يُرحل اللاجئون لمعسكرات بعيدة ولو في أفريقيا"، وهو يعتقد بأن "هناك أشياء كثيرة يمكن أن نتعلمها من سياسة اللجوء الأسترالية. وخصوصا رفضهم (طالبي اللجوء) عند الحدود وعدم السماح لهم بدخول الدنمارك، فتلك هي الطريقة المتبعة في أستراليا".

بل ويذهب هنركسن إلى "ضرورة سجن هؤلاء الذين لا يملكون أوراقا ثبوتية، فهكذا يفعلون في الجزر التي تدير معسكراتها أستراليا".

وبحسب البرلمانيين من معسكر اليسار، فإن السلطات الأسترالية منعتهم من الزيارة "بالضغط على سلطات جزيرة ناورو لمنعنا من الاطلاع على ما يجري بعد الضجة العالمية حول معاملة اللاجئين"، وفق انطباع شميت وياكوب مارك، من حزب الشعب الاشتراكي. وينتقد هؤلاء "محاولات بعض الأوروبيين نسخ الطريقة الأسترالية التي لا تتقبل حتى النقد".

وسط هذا الجدل أظهر وثائقي مصور بكاميرات مخفية وسرية" ممنوع الدخول: معسكر اللاجئين الأسترالي السري"، عرضته القناة الأولى، سوء أوضاع للاجئين المتجهين إلى أستراليا.

إغلاق خيام لاستقبال اللاجئين (العربي الجديد)


ووفقاً للوفد البرلماني، فإن الممثل عن حزب المحافظين، ناصر خضر، منع أيضا من زيارة الجزيرة، رغم أنه لم يخرج بتصريحات منتقدة لتصرف السلطات الأسترالية، وبدون إبداء أسباب وجيهة لهذا المنع.

وفي كوبنهاغن، أقدمت السلطات الدنماركية، أمس الجمعة، على إغلاق 3 معسكرات خيام لاستقبال اللاجئين بعد أقل من عام على إنشائها. ووفقا لتبريرات الإغلاق، بحسب وزارة الدمج، فإن "انخفاضا كبيرا بأعداد القادمين إلى البلاد يدفع إلى إغلاق تلك المعسكرات".

وكانت وزيرة الدمج إنغا ستويبرغ، من يمين الوسط الليبرالي، قد بررت حينها فتح تلك المعسكرات "لجعل الدنمارك أقل جذبا لطالبي اللجوء". وبالفعل ووفقا لأرقام دائرة الهجرة فإن العام الحالي 2016 شهد قدوم حوالي 4 آلاف طالب لجوء فقط، بينما العام الماضي وصل العدد إلى حوالي 24 ألفا.