تستعد وزارة التربية الوطنية في المغرب للعمل على مشروع نشر قيم التسامح والمواطنة في المؤسسات التعليمية، بمختلف مراحلها الدراسية، بهدف نبذ العنف وفكر التطرف وسط الشباب المغربي.
ويقوم مشروع نشر قيم التسامح والمواطنة الذي من المرتقب أن ينطلق خلال الموسم الدراسي الراهن، على ثلاثة محاور رئيسية، يتمثل أولها في تعيين منشط تربوي داخل كل مؤسسة تعليمية يعمل على توعية التلاميذ، خاصة في المستويات المختلفة بأهمية التسامح والتعايش والنأي عن الفكر المنغلق. ويعتمد المحور الثاني على الشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء، وهي مؤسسة دينية رسمية تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تهدف إلى إقامة جسور بين التلاميذ وعلماء الدين الوسطيين الذين ينشرون الوسطية والاعتدال ويرفضون العنف والتشدد. أما المحور الثالث يتضمن تعديل المناهج والمقررات بما يخدم نشر التسامح والمواطنة.
ومن المقرر أن يبدأ تعميم التجربة في 200 مؤسسة تعليمية قبل أن يصل العدد إلى ثلاثة آلاف مدرسة في الوسط الحضري والقروي، ويتجلى في إدخال التعديلات بدءاً من الموسم الدراسي المقبل في المؤلفات والمقررات تدعم بشكل أكبر قيم التسامح.
وزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي، الموجود حاليا في بريطانيا من أجل التباحث مع مسؤولي التعليم في البلد الأوروبي، قال في تصريح هاتفي لـ"العربي الجديد"، إن مشروع نشر قيم التسامح فكرة طموحة تروم إلى إبعاد شبح التطرف الذي قد يهدد الناشئة من خلال العديد من المؤثرات الخارجية التي باتت لها مكانة لدى فئة المراهقين والشباب، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف المسؤول الحكومي أن "محاربة التطرف والسلوكيات العنيفة ومشاعر الكراهية داخل مؤسسات التنشئة، ولا سيما المدارس، يمكن أن يكون عاملا حاسما في صون عقول الناشئة من مخاطر التطرف والحض على العنف، مضيفا أن المشروع واعد جدا وتشارك فيه عدة قطاعات تعمل على نفس الهدف الأسمى".
وقال محمد رشيق الدين، أستاذ التربية على المواطنة في إحدى المدارس ابتدائية في الرباط، في تصريح لـ "لعربي الجديد" إن نشر قيم المواطنة لا يمكن أن يكون إلا في المدرسة لأنها إحدى أكثر مؤسسات التنشئة الاجتماعية تأثيرا في التلميذ، خصوصا في سنواته الأولى.
وتابع رشيق الدين أن "نشر قيم التسامح عبر منشط تربوي أو عبر تكوين الأساتذة في هذا المجال، أو عبر إدخال هذه القيم في المواد الدراسية خاصة في مادة التربية على المواطنة أمر لا يمكن إلا دعمه"، مستدركا بأن "المدرسة رغم أهميتها ومحوريتها لا يمكن أن تقوم بالدور وحدها، لذا فالمؤسسات الاجتماعية الأخرى معنية بنفس العمل، وإلا فلن ينجح أي مشروع تربوي".