أعلن عشرات الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن خوض إضراب تصاعدي عن الطعام، ضد السلطة الفلسطينية التي اقتطعت رواتب العشرات من أسرى حركة "حماس" داخل السجون الإسرائيلية.
وأفادت المصادر، لـ"العربي الجديد"، بأن "نحو 160 أسيراً من أسرى قطاع غزة ومن المحسوبين على حركة حماس أعلنوا خوض إضراب تصاعدي عن الطعام، احتجاجاً على اقتطاع السلطة الفلسطينية جزءاً من رواتبهم ضمن إجراءاتها العقابية على قطاع غزة".
وأكدت المصادر "توافق وإجماع الفصائل الفلسطينية داخل المعتقلات على دعم الأسرى، والتوافق على إصدار البيان الأول للأسرى المحتجين باسم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وليس باسم فصيل معيّن".
ولفتت المصادر "إلى أن عددا من القيادات الفتحاوية التي كانت وراء إضراب الأسرى العام الماضي، تقف مع هؤلاء الأسرى وحق عائلاتهم في مخصصاتهم المالية، أسوة ببقية أسرى منظمة التحرير الفلسطينية".
وقال مدير نادي الأسير، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد": "أمر مؤسف أن يصل الأسرى إلى وضع يضطرون فيه إلى الإضراب عن الطعام من أجل حق منصوص عليه في القانون". ودعا فارس: "كافة الجهات المسؤولة، إلى معالجة هذا الموضوع فوراً، نظرا لما صدر عن الرئيس محمود عباس، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والمجلس الوطني، والمجلس المركزي، واللجنة المركزية لحركة فتح، الذين أكدوا جميعا عدم المساس بمخصصات عائلات الشهداء والأسرى والجرحى. لذا نرجو من الجهات المسؤولة حل هذه الأحجية، وإعفاء الأسرى وعائلاتهم من هذه المشقة، بصرف نصف المخصصات الشهرية".
وجاء في البيان الذي صدر اليوم عن "الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال" بشأن قطع السلطة رواتب أسرى غزة، "إن الجيوش والجند عندما تكون في مقدمة الخطوط عادةً ما يقف خلفها قادتها وشعبها ويقطعون عن أنفسهم كسرة الخبز ليرسلوها إلى جنودهم ليعززوا من صمودهم كي لا ينهار الحصن الأول في المقدمة والمواجهة، ولكن اليوم نصارحكم بحقيقة مُرة أن هناك من يكشف ظهرنا لعدونا بالاعتداء على أرزاق وقوت أهلينا(...) وكأن البعض يريد أن يُجرّم نضالنا وأن يُجّرد شعبنا من كرامته ويشرعن قتلنا".
وتابع البيان: "إن مصارحتنا اليوم لا تعني أننا نستجدي طعاماً ولا شراباً لأهلينا، إنما نصرخ في وجه من اعتدى على حقوق عوائلنا ومنعها عنهم وبدأها بأسرى قطاع غزة الجريح الثائر، الذي بذل رجاله ونساؤه وأطفاله وشيوخه أرواحهم رخيصة في سبيل حريتنا وكرامتنا".
وتابع: "إننا في الحركة الأسيرة صرنا نشعر بالإهانة من الوعود الكثيرة التي لم تنفذ، واجتهدنا في إسماعهم صوتنا همساً ولكن لا حياة لمن تنادي، ولأن قضيتنا نحن الأسرى قضية إجماع لا محل لشبهة أو اختلاف عليها؛ فإننا اليوم نأمر ولا نستجدي من اعتدى على حقوق عوائلنا، ومن أراد أن يقتل الجنود في مقدمة الخطوط أن يعيد الحقوق كاملة وفوراً ومن دون تأخير".
وأعلن الأسرى في البيان: "إننا في الحركة الأسيرة ومن هذه اللحظة سنصرخ بأمعائنا ونخوض إضراباً مفتوحا عن الطعام تصاعدياً، ولن تسمعوا منا كلمة "نتمنى" أو "نرجو"، بل نريد قراراً واضحاً لإعادة ما تم السطو عليه من مستحقات عوائلنا، ولن نتراجع عن إضرابنا حتى يتحقق مطلبنا".
وبدأ خمسة أسرى من قطاع غزة إضرابا عن الطعام قبل نحو خمسة أيام، احتجاجا على قيام السلطة الفلسطينية باقتطاع رواتبهم، ضمن الإجراءات العقابية على قطاع غزة، والأسرى هم: فارس بارود والمحكوم مدى الحياة أمضى منها 27 عاماً، وأيوب كريم المحكوم 15 عاماً وأمضى منها 7 سنوات، وممدوح الطناني والمحكوم 25 عاماً أمضى منها 11 عاماً، ومحمد قاسم المحكوم بـ13 عاما أمضى منها 10 سنوات، وتامر الدريني محكوم بـ20 عاماً وأمضى منها 13 عاماً.
والجدير ذكره، أن هناك أربعة أسرى يخوضون إضرابا عن الطعام، رفضا لسياسة الاعتقال الإداري التي ينتهجها الاحتلال ضد نحو 430 أسيرا وأسيرة.