وبحسب بيان البحرية، فإنّ دوريات حرس السواحل برفقة فرق جهاز مكافحة التهريب تمكنوا من العثور على قارب مهاجرين على وشك الغرق في عرض البحر، مساء أول من أمس الثلاثاء، قبل إنقاذهم ونقلهم إلى ميناء مدينة الخميس شرق طرابلس.
وفيما قالت البحرية إن المهاجرين البالغ عددهم 96 من جنسيات سودانية وجزائرية وبنغلاديشية وبينهم ليبي واحد، أفاد مصدر من مركز إيواء المهاجرين بمدينة الخميس بأن الليبي الذي كان على متن القارب أطلق سراحه بعد أن تم التعرف على هويته وأسباب هجرته.
وبحسب المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، فإنّ الليبي شاب في الثلاثين من عمره واسمه أكرم ب. من نازحي منطقة وادي الربيع بطرابلس بسبب الاشتباكات التي اضطرت أسرته للنزوح من منطقتها وأراد أن يجد في أوروبا بديلا عن منطقته الموبوءة بالحرب، وفق تعبيره.
لكن المسؤول بمركز الإيواء أرجع موجة الهجرة إلى العنف المتصاعد في طرابلس، فبعض التقارير تفيد بأن الأطراف المتصارعة في جنوب طرابلس استخدمت المهاجرين السرييين في القتال، لا سيما المحتجزين في مراكز الإيواء.
وكانت المنظمة الأممية للهجرة، قد أكدت تمكن خفر السواحل الليبي من توقيف 113 مهاجرًا كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا خلال اليومين الماضيين مع استئناف مغادرة القوارب، وربطت الحادث بمعارك طرابلس.
وقالت المنظمة، في بيان أمس الأربعاء، إنّ خفر السواحل الليبي أوقف قاربين الثلاثاء وقاربًا ثالثًا أمس الأربعاء تقلّ نحو 113 مهاجرًا أعيدوا إلى بلدتي زوارة والخمس في غرب البلاد، بعيدا عن جبهة القتال، إذ جرى إيداعهم في مراكز احتجاز رغم هدوء جبهات القتال جنوب طرابلس.
والأسبوع الماضي، قال فينسنت كوتشيتل، المبعوث الخاص لمفوضية شؤون اللاجئين الأممية، إنه "من الجدير بالملاحظة أنه على الرغم من الحرب في طرابلس لا تغادر أي قوارب على متنها مهاجرون أو لاجئون" مرجعا السبب لــ"انشغال الفصائل المسلحة المعروفة بتورطها في تهريب البشر بالقتال".
لكن تحذيرات أممية ودولية أخرى تحدثت عن استخدام مهاجرين سريين بمراكز إيواء طرابلس ومناطق جوارها في العمليات القتالية من قبل الفصائل المتصارعة، ما اضطر المنظمة الدولية إلى بدء عمليات نقل المهاجرين العالقين في مراكز الإيواء داخل مناطق الاشتباكات إلى مناطق أخرى أكثر أمنا.
لكن المسؤول بمركز إيواء الخميس، يعتقد أن أغلب الذين تم نقلهم تمكنوا من الفرار من مراكز الإيواء البعيدة والتي لا تتوفر حولها عناصر كافية للحراسة، مرجحا أن يكون البحر وجهتهم.