شباب جزائري يبحث عن أمل، عن نقطة ضوء تعينه على اختيار مساره، أسباب دفعت مراهقين وتلاميذ في الثانويات الجزائرية وطلبة جامعيين إلى التحلق حول فنان الراب الجزائري عبدالكريم مدوري، الملقب بـ "كريم الغانغ" الذي تمكن من استقطاب عدد هائل منهم، عندما قدم كتابه "رسالة 1 نوفمبر...أفكار لن تموت" باللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية.
"هي رسائل وليست رسالة واحدة"، يقول كريم لـ"العربي الجديد"، ويضيف "الكتاب عبارة عن رسالة خالصة من شهداء الثورة التحريرية الجزائرية، مفادها أن الجيل الحالي يواصل ما عكف عليه جيل الثورة الجزائرية التي تحررت من قيود الاستعمار ومنحونا الاستقلال "بحسب الفنان.
ويحاول "الغانغ" أن يبعث الأمل في قلوب الشباب، داعياً إياهم إلى عدم التقوقع حول الأفكار السوداوية والانهزامية من خلال فيديو سجله من أربع دقائق و55 ثانية، وزعته منشورات "بغدادي".
ووجد المغني كريم ضالته في فن "الراب" الذي يجذب الشباب من مختلف أعمارهم وأطيافهم، يحفزهم من خلاله، ويمنحهم الأمل الذي يرفع معنوياتهم بلغة بسيطة يفهمها هذا الجيل".
"خاوة في كل مكان" أي إخوة في كل مكان، ما يؤكده المغني لمحبيه وعشاقه أثناء توقيعه الكتاب في المعرض الدولي للكتاب، لافتاً إلى أن "الراب صار متنفساً للشباب الجزائري، يعكس همومه عبر كلمات منتقاة من الواقع المعيش، مع إعطاء ومضات أمل للجمهور، أن بإمكاننا جميعاً أن نقود سفينة الجزائر نحو بر الأمان بالعمل المخلص، والتشبث بالحياة، ورفع التحدي، ومقاومة الفشل".
ويحرص الفنان الشبابي على ربط مشاكل الشباب واهتماماتهم دوماً بمبادئ الثورة التحريرية حتى لا ينسلخوا عن واقعهم الاجتماعي، ويؤكد في تصريحاته أنه أعماله الخيرية لدور الشباب ودور الأيتام هدفها إرجاع البسمة إلى وجوههم.
اللافت أن كتاب مغني الراب الجزائري استقطب العديد من زوار المعرض، خصوصاً فئة الشباب بهدف اقتناء نسخة موقعة من كتابه، وتجاذب أطراف الحديث معه.
"يحوي الكتاب لغة بسيطة يفهمها شباب اليوم"، يقول محمد واعلي (24 عاماً) القادم من مدينة البويرة 120 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية من أجل لقاء الفنان وشراء كتابه والتقاط صور معه، موضحاً أنه يبحث عن طريق جديدة لحياته بعد أن فقد كل الأمل في التوظيف.
في حين يوضح سمير بحاري (29 عاماً) أنه يشارك آلاف الشباب الجزائري المشاكل والهموم ذاتها، منها التهميش والبطالة على الرغم من حصولهم على شهادات عليا، وعلى الرغم من طموحاتهم في إيجاد حياة أفضل وحلول أنجع في بلدهم.
ويعتبر أن فن الراب الجزائري صار يبعث الأمل فيهم، ويحاكي همومهم ويمنحهم طاقة إيجابية لمواصلة البحث عن الأفضل في أرض الجزائر.