أكد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، أن الأسرى في سجن عوفر غرب رام الله وسط الضفة الغربية، مستمرون في إرجاع وجبات الطعام، إثر اعتداء قوات القمع الإسرائيلية عليهم أمس الإثنين، وإصابة نحو 150 أسيراً.
وقال النادي في بيان له "متابعة لردود أفعال الأسرى في معتقلات الاحتلال، فقد رفض الأسرى في سجن عوفر طلب الإدارة بعقد جلسة معهم، وأبلغوها أنهم لن يعقدوا أي جلسة، إلا بعد السماح بعقد اجتماع بين ممثلي كافة الفصائل داخل المعتقل".
وقرّر الأسرى في كافة المعتقلات إغلاق الأقسام، وإبلاغ الإدارات بنزع المسؤولية الجماعية عنهم، ووقف التمثيل الاعتقالي، في إشارة إلى الإدارة لاحتمال حدوث مواجهة مع الأسرى من دون أن يكون للأطر التنظيمية أية مسؤولية حيالها. بالإضافة إلى عقد اجتماعات مكثفة لبلورة خطوات نضالية من كافة الفصائل، وفق بيان النادي.
وبحسب المصدر نفسه، فقد أعادت "إدارة معتقلات الاحتلال قرابة (150) أسيراً من المستشفيات أُصيبوا في معتقل "عوفر" جراء اعتداءات قوات القمع أمس على أقسام الأسرى، وعددها عشرة، من بينها أقسام للأسرى الأطفال".
وقال نادي الأسير إنه "في سياق متابعته للمستجدات الخاصة في معتقل عوفر، فإن من ضمن إصابات الأسرى التي نتجت عن اعتداءات قوات القمع ستة أسرى مصابين بكسور، و(40) أسيراً أُصيبوا بجروح في الرأس، إذ تركزت الاعتداءات على الرؤوس، وباقي الإصابات بالرصاص المطاط، والغاز".
وفيما يتعلق بأبرز الأحداث التي جرت داخل الأقسام، فقد كانت ذروتها في قسم (15)، حيث تعرض كافة الأسرى داخل القسم للضرب والاعتداء، وتم إحراق غرفتين داخله، بالإضافة إلى قسم (11) الذي احترقت داخله غرفتان كذلك.
بدورها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها إن "إدارة سجن عوفر منعت محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين من زيارة المعتقلين صباح اليوم، بعد الهجمة الوحشية التي نفذت بحقهم خلال اليومين الماضيين، والتي وصفت بأنها أعنف اعتداءات طاولت الأسرى منذ سنوات طويلة، شاركت فيها 6 وحدات قمع متخصصة ومعززة بكل أنواع الأسلحة والكلاب البوليسية".
وكشفت الهيئة من خلال محاميها أن الهجمة طاولت كل أقسام سجن عوفر، وكانت بشكل مركز على الأقسام (14،15،17)، وسبب ذلك، وفقاً لما تحدّث به ممثل الأسرى الأطفال الذي تمكن المحامي من زيارته، هو تغير سياسة إدارة المعتقل تجاه الأسرى، وفرض أمر واقع جديد، إذ إنّ استفزاز وابتزاز الأسرى مستمر منذ أسبوعين، وطبيعة الهجمة تؤكد أنها مبيتة ومدروسة.
وأكد محامي الهيئة أن مجمل عدد الإصابات وصل إلى 150 إصابة، نقل منها ما يقارب 25 إلى المستشفيات خارج السجن، ولا يزال مصير 4 منها مجهولاً حتى اللحظة، ومجموعة من الإصابات كانت صعبة، إذ سجلت كسور وجروح من ضرب الهراوات وإطلاق الكلاب البوليسية، وإصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، واختناق بالغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل.
وأكّد ممثل الأسرى الأطفال لمحامي الهيئة أن الاعتداءات كانت بشكل مجنون، وإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل كان بشكل عشوائي، وتم إفراغ غرف الأسرى من الأغطية وكل المحتويات والزج بها إلى ساحة الفورة، وأن عدداً كبيراً من الأسرى بات الليلة الماضية على الأرض من دون أية أغطية.
وأضاف "تم فصل الكهرباء لساعات طويلة، وطاولت كثافة الغاز المسيل للدموع كل الأقسام، مما أجبر الأسرى على حرق الفرشات والأغطية في بعض الغرف، كما دخلت وحدات القمع إلى غرف الأسرى الأطفال وقامت بتفتيشها".