لا يزال مصير الطالبة الجامعية المختطفة سناء عبد الحميد الصبري (22عاما) مجهولاً رغم الحراك المجتمعي المطالب بالكشف عن مصيرها في تعز.
وغادرت سناء منزلها في 9 أغسطس/آب الجاري لأداء امتحانها في كلية العلوم الإدارية لكنها لم تعد إلى المنزل، لتؤكد إدارة الكلية في وقت لاحق أنها لم تحضر لأداء الامتحان في صباح يوم اختطافها.
وفي السياق، قال والد الفتاة عبد الحميد الصبري، بأن اختطاف ابنته جاء بعد تهديد تلقاه من قبل أشخاص مجهولين.
وأضاف الصبري أن أحد المختطفين سائق باص أجرة، "قام بإيصالها قبل أسبوع إلى المنزل في شارع الثلاثين بمنطقة بير باشا، وبعد أن عرف أنها ابنتي أبلغها بضرورة أن أتوقف عن الكتابة ضد فصيل في المجتمع حتى لا أتعرض لأي أضرار". وأكد لـ" العربي الجديد" أن سائق الباص قام بمراقبة المنزل ومعرفة أوقات خروج ابنته التي تدرس في المستوى الثاني في كلية العلوم الإدارية بجامعة تعز.
وأوضح الصبري أن سائق الباص تعمد الوقوف بالقرب من الشارع المؤدي إلى المنزل وأوهمها بإيصالها إلى الجامعة لأداء الامتحانات، لكنها لم تعد إلى المنزل في الوقت المحدد. ولفت إلى أنه أبلغ الأجهزة الأمنية وسجل محضراً باختفاء ابنته، وزود الأمن بالمعلومات المطلوبة بشأن الحادثة.
وقال: "إننا لا نعرف مصيرها حتى اليوم. فالمجرمون يلجأون إلى مثل هذه الأساليب مستغلين ظروف المجتمع اليمني الذي لا يزال يخاف من الكشف عن اختفاء بناته لإجباره على الصمت، لكننا لن نصمت ولن ترهبنا مثل هذه الممارسات الهمجية والغريبة على مجتمعنا".
وناشد الصبري الجهات المعنية والسلطة المحلية بالمحافظة، بسرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالعثور على ابنته وإعادتها إلى منزلها، ومعاقبة الخاطفين والجهات التي تقف وراءهم.
وشهدت مدينة تعز (وسط اليمن) أمس السبت، مسيرة حاشدة نظمها طلاب جامعة تعز لمطالبة الجهات الأمنية بالقيام بواجبها وتحمل مسؤولياتها والكشف عن مصير الطالبة المختطفة.
وندد المتظاهرون بما وصفوه بـ "تخاذل الأجهزة الأمنية وعدم القيام بواجباتها تجاه عمليات الاختطاف المتكررة في تعز"، مطالبين بمعاقبة من ارتكبوا الجريمة.
واعتبر الناشط الإعلامي بتعز، فتاح الصلاحي، أن جريمة اختطاف الطالبة سناء الصبري حادثة دخيلة على المجتمع، "وتعد مؤشرا خطيرا للدخول في منعطف جديد تقف وراءه عناصر متجردة من كل المعايير الأخلاقية والدينية". وأشار إلى أهمية التصدي لهذه الظاهرة وتقديم المجرمين للمحاكمة، "وعدم إعطاء الفرصة لمن يحاولون نشر الخوف بين الناس وانتهاك حقوق الإنسان.
وأوضح فتاح الصلاحي بأن زملاء الطالبة وناشطين حقوقيين يعدون برنامجا تصعيديا في حال لم تستجب الأجهزة الأمنية لمطالب المتظاهرين، والكشف عن الجناة وإعادة المختطفة إلى ديارها.
وعادت ظاهرة خطف الفتيات في عدد من المحافظات اليمنية إلى الواجهة في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة التي تعيشها البلاد.
ويضطر كثير من أولياء الأمور في اليمن إلى عدم الكشف أو التبليغ عن حوادث اختطاف بناتهم خوفا من العار الذي قد يلحق بهم.