وقال عضو المجلس المحلي في بلدة طلب، عماد جنوب حوجك، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "البلدة المحاصرة كانت تعاني أساسا من شح في مياه الشرب، كونها تعتمد على بئر واحدة، ولكن منذ حوالي عشرين يوما تفاقمت الأزمة بسبب تعرّض غاطس البئر (مضخة لانتشال الماء من البئر) لعطل كهربائي كبير، أدى إلى خروج البئر عن العمل، وبالتالي فقدان أهالي البلدة المصدر الوحيد للمياه الصالحة للشرب".
ولفت إلى أن "الناس تحاول حاليا تأمين المياه عبر بعض الآبار السطحية والقديمة، رغم أن هذه المياه غالبا ما تكون ملوثة وغير صالحة للشرب".
وبيّن أن "البلدة تعاني منذ سنوات من حصار خانق، على غرار معظم الريف الجنوبي لحماة، من قبل القوات النظامية والقوى الموالية، والتي تحيط بالمنطقة من جميع الاتجاهات، وهذا يتسبب في صعوبة كبيرة في تأمين المواد الغذائية، وبالتالي ارتفاع كبير في الأسعار. كما نعاني من نقص شديد في المعدات الطبية والأدوية، بسبب غياب الدعم عن المنطقة، الأمر الذي يجعلنا ننقل الحالات الصحية الحرجة إلى المشافي الموجودة في ريف حمص الشمالي، كون وضعها أفضل من النقاط الطبية الموجودة في ريف حماة الجنوبي، رغم خطورة الطريق".
وتابع: "منذ حوالي شهر ونصف، دخلت أول قافلة مساعدات إنسانية من قبل منظمة الصليب الأحمر الدولي، طوال سنوات الحصار، وكانت تحوي مواد غذائية وطبية، إلا أنها لا تكفي حاجة أهالي المنطقة".
وعن واقع العملية التعليمية لأبناء طلب خاصةً وريف حماة الجنوبي بشكل عام، قال حوجك: "في الحقيقة إنه واقع سيئ للغاية، بسبب خروج المدارس عن الخدمة، جراء تعرّضها للقصف من قبل القوات النظامية"، لافتا إلى "وجود مبادرات محلية لمتابعة تعليم أطفال البلدة، حيث يقوم بعض المدرسين المفصولين والمتطوعين بجمع الطلاب في المنازل وتدريسهم".
واعتبر أن "مسؤولية تردّي الواقع التعليمي في المنطقة يعود لغياب مجلس محافظة حماة ومديرية التربية في محافظة حماة الحرة عن الواقع في ريف حماة، وعدم دعمهم للتعليم في المنطقة"، مبينا أنهم "لا يمتلكون القدرة لفتح مدارس أو تأمين كتب مدرسة للطلاب، الذين يبلغ عددهم حوالي 600 طالب، موزعين على جميع المراحل، ما يدفع بعض الأهالي إلى نقل أطفالهم إلى ريف حمص الشمالي لمتابعة دراستهم".
وأضاف عضو المجلس المحلي: "في الحقيقة كل الجوانب مهملة في ريف حماة الجنوبي، وعليه نطلب من مجلس محافظة حماة الحرة النظر في وضع المنطقة عموما، وتحمّل المسؤولية في حل المشاكل التي تواجه المنطقة، وتتسبب في أعباء كبيرة تثقل كاهل الأهالي المحاصرين. كما نناشد المنظمات والجمعيات تقديم الدعم اللازم، والمساهمة في التخفيف من مأساة أهالي ريف حماة الجنوبي عامة".