سجّل عام 2019 رقماً قياسياً جديداً في إصدار جوازات السفر الأيرلندية مع نحو مليون جواز، ما يعني زيادة بنسبة سبعة في المائة مقارنةً بعام 2018، بحسب حكومة البلاد. وقد صرّح وزير الشؤون الخارجية في أيرلندا سايمون كوفيني، بأنّ عام 2019، كان عاماً آخر حافلاً بالنسبة إلى جوازات السفر. ولفت إلى أنّ خدمة جوازات السفر المتوفّرة على الإنترنت التي حازت جائزة عام 2019، توسّعت لتشمل حتى أولئك المتقدّمين لأوّل مرّة بطلبات الحصول على جواز سفر أيرلندي، في جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية وبريطانيا العظمى وأوروبا. فمن خلال هذه الخدمة، يمكن المواطنين الأيرلنديين، بمن فيهم الأطفال، تجديد جوازات سفرهم عبر الإنترنت على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع من أيّ مكان في العالم.
وقد صدر أكثر من 900 ألف جواز أيرلندي في عام 2019، وفي خلال فترات الذروة قُدِّم أكثر من 5800 طلب من كلّ أنحاء العالم في يوم واحد، فيما تجاوز إجمالي الطلبات الشهرية 100 ألف في يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار وإبريل/ نيسان ومايو/ أيار من العام المذكور.
واللافت أنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أدّى إلى زيادة في الطلب على جواز السفر الأيرلندي، من قبل المواطنين الأيرلنديين المقيمين في إنكلترا واسكتلندا وويلز، علماً أنّ جميع الذين يعيشون في أيرلندا الشمالية مؤهلون للحصول على جواز سفر أيرلندي، بحسب ما أوردت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية.
من جهتها، صرّحت وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية هيلين ماكنتي، بأنّ "الابتكار"، أي النظام الجديد الذي وفّرته دائرة الجوازات جعل عملية الحصول على الجواز متاحة أكثر من أيّ وقت مضى، مع الحفاظ على تعزيز سلامة جواز السفر الأيرلندي. وتابعت قائلةً إنّ نظام مركز خدمة العملاء الحائز جائزة "خدمة الجواز" الذي أُنشئ في يناير/ كانون الثاني 2019، يمكنه التعامل مع 10 آلاف استفسار في الأسبوع عبر الاتصالات الهاتفية أو الدردشة الإلكترونية، الأمر الذي يضمن سلاسة عملية تقديم الطلبات للمواطنين.
جون (52 عاماً) المقيم في لندن، يخبر "العربي لجديد" أنّه قدّم طلباً للحصول على جواز سفر أيرلندي لأسباب عدّة، "أوّلاً لأنّه يحق لي الحصول عليه بموجب اتفاقية بلفاست، المعروفة كذلك باسم اتفاقية الجمعة العظيمة التي وُقّعت في تسعينيات القرن الماضي، لكوني وُلدت وعشت في أيرلندا الشمالية". يضيف أنّ "المناقشات التي دارت حول بريكسيت وأيرلندا الشمالية أوضحت لي هذه النقطة التي لم أعلم بها من قبل، أي حقّي في الجواز الأيرلندي. أمّا السبب الثاني، فهو أنّ حامل الجوازَين البريطاني والأيرلندي يستفيد من حقوقه كمواطن في الاتحاد الأوروبي، في حال خروج بريطانيا منه، ويبقى له الحقّ في امتلاك سكن في إسبانيا مثلاً أو أيّ دولة أوروبية".
تجدر الإشارة إلى أنّ لبريطانيا مكاناً دائماً في سجلات الهجرة الأيرلندية، إذ يحقّ لأطفال وأحفاد المواطنين المولودين في أيرلندا الحصول على جواز سفر أيرلندي. كذلك، تزايد الاهتمام بالحصول على جواز السفر الأيرلندي منذ الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي وسط مخاوف من قوائم الانتظار في المطارات، وفقدان مجموعة من الحقوق الأخرى الذي سيعانيه المواطن البريطاني مع خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بطاقة التأمين الصحي الأوروبية للحصول على تغطية صحية للعطلات ونظام "إيراسموس" الجامعي الذي يضمن تبادل الطلاب في أوروبا بتمويل من الاتحاد الأوروبي.