فكرة زرع الصحراء تبدو لكثيرين مضحكة. لكنّها ليست كذلك بالنسبة إلى البعض ممّن تمكن بالفعل من جعل صحرائه مزهرة ومثمرة. يشير تقرير لموقع "آسيا كولينغ" إلى أنّ الفلاح الهندي تشوغو لال سايني أحد النماذج المشرقة على هذا الصعيد. فهو منذ سنوات يعمل في حقله الممتد في صحراء ثار في الهند، وقد نجح بالفعل في زرع آلاف الشتول التي تحولت إلى أشجار مثمرة بالفواكه.
حقل لال سيني ليس عادياً أبداً. حدوده كثبان رملية ممتدة. ليس هناك سوى رمال ورمال، لولا تلك البقعة الخضراء التي يعتني بها الرجل منذ سنوات عديدة. يقول إنّ المكان ليس مشهوراً إلّا بكونه صحراء رمالها كثيرة ومياهها شحيحة لا تسمح لنبتة واحدة بالنمو.
يردف: "لكنّي تمكنت من زرع أشجار فاكهة مختلفة ومناسبة لهذا المناخ. الثمار بدورها فريدة من نوعها فطعمها مختلف عن طعم الثمار في أماكن أخرى. بدأت مع 2200 شتلة مختلفة الأنواع، لكنّ نصفها تقريباً مات بسبب الظروف المناخية الصعبة".
في ناحية من الحقل ثلاث نساء يرتدين ملابس تقليدية حمراء وصفراء، يرتحن من العمل تحت شجرة ويطلقن بعض الأغاني. تقول كاملا ديفي (45 عاماً): "ننتمي إلى قبيلة فيشنوي، نعمل بوحي إلهنا جامبو جي الذي ينهانا عن قطع الأشجار. أغنيتنا هذه تعبّر عن الأمر، فقطع شجرة أو قتل عصفور أو حيوان يعني ارتكاب خطيئة كبرى".
يزرع لال سيني نحو 28 هكتاراً من الأرض. مساحة هائلة تسمح له بجني محاصيل وفيرة من الرمان والمانغا والعناب والعنب. بالإضافة إلى ذلك، فإنّه يرعى أنواعاً ثمينة من النباتات الطبية. من ذلك الكشمش (الريباس) الذي يقول إنّه مفيد جداً لتقوية النظر، وكذلك لالتهابات المفاصل وآلامها.
عام 2001، بدأ لال سيني عمله في الأرض، وهو الذي كان كاتباً في الإدارة المحلية، كان يعلم أنّ الصعوبات كبيرة جداً. مع ذلك، مضى قدماً: "التحديات الرئيسية التي واجهتنا بها الصحراء كانت نقص المياه، وهجمات النمل الأبيض".
تعامل لال سيني مع النمل الأبيض بالكيروسين. وللتغلب على مشكلة المياه لجأ إلى مسحوق من أشجار الماهوجني المحلية، كذلك، لم يستخدم روث البقر كسماد، بل روث الماعز، فالأخير لا يذوب في الماء ويسمح بتغذية أفضل وأطول عمراً للنباتات.
شح المياه جعل لال سيني ينقل كميات كبيرة منها إلى حقوله، لكنّ ذلك كان مكلفاً ومجهداً، وهو ما دفعه إلى استخدام تقنية الري بالتنقيط، وبذلك لا تذهب قطرة ماء واحدة هدراً. وها هي حقول لال سيني اليوم خضراء وسط الصحراء، ويطمح أن يضم في خطته المقبلة من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف شجيرة من عنب الثعلب الطبي.
(العربي الجديد)
اقــرأ أيضاً
حقل لال سيني ليس عادياً أبداً. حدوده كثبان رملية ممتدة. ليس هناك سوى رمال ورمال، لولا تلك البقعة الخضراء التي يعتني بها الرجل منذ سنوات عديدة. يقول إنّ المكان ليس مشهوراً إلّا بكونه صحراء رمالها كثيرة ومياهها شحيحة لا تسمح لنبتة واحدة بالنمو.
يردف: "لكنّي تمكنت من زرع أشجار فاكهة مختلفة ومناسبة لهذا المناخ. الثمار بدورها فريدة من نوعها فطعمها مختلف عن طعم الثمار في أماكن أخرى. بدأت مع 2200 شتلة مختلفة الأنواع، لكنّ نصفها تقريباً مات بسبب الظروف المناخية الصعبة".
في ناحية من الحقل ثلاث نساء يرتدين ملابس تقليدية حمراء وصفراء، يرتحن من العمل تحت شجرة ويطلقن بعض الأغاني. تقول كاملا ديفي (45 عاماً): "ننتمي إلى قبيلة فيشنوي، نعمل بوحي إلهنا جامبو جي الذي ينهانا عن قطع الأشجار. أغنيتنا هذه تعبّر عن الأمر، فقطع شجرة أو قتل عصفور أو حيوان يعني ارتكاب خطيئة كبرى".
يزرع لال سيني نحو 28 هكتاراً من الأرض. مساحة هائلة تسمح له بجني محاصيل وفيرة من الرمان والمانغا والعناب والعنب. بالإضافة إلى ذلك، فإنّه يرعى أنواعاً ثمينة من النباتات الطبية. من ذلك الكشمش (الريباس) الذي يقول إنّه مفيد جداً لتقوية النظر، وكذلك لالتهابات المفاصل وآلامها.
عام 2001، بدأ لال سيني عمله في الأرض، وهو الذي كان كاتباً في الإدارة المحلية، كان يعلم أنّ الصعوبات كبيرة جداً. مع ذلك، مضى قدماً: "التحديات الرئيسية التي واجهتنا بها الصحراء كانت نقص المياه، وهجمات النمل الأبيض".
تعامل لال سيني مع النمل الأبيض بالكيروسين. وللتغلب على مشكلة المياه لجأ إلى مسحوق من أشجار الماهوجني المحلية، كذلك، لم يستخدم روث البقر كسماد، بل روث الماعز، فالأخير لا يذوب في الماء ويسمح بتغذية أفضل وأطول عمراً للنباتات.
شح المياه جعل لال سيني ينقل كميات كبيرة منها إلى حقوله، لكنّ ذلك كان مكلفاً ومجهداً، وهو ما دفعه إلى استخدام تقنية الري بالتنقيط، وبذلك لا تذهب قطرة ماء واحدة هدراً. وها هي حقول لال سيني اليوم خضراء وسط الصحراء، ويطمح أن يضم في خطته المقبلة من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف شجيرة من عنب الثعلب الطبي.
(العربي الجديد)