التطرف السريع يسقط شباباً مغاربة في فخ "داعش"

عادت ظاهرة التطرف المفاجئ والسريع لعدد من الشباب المغاربة إلى الواجهة، بعد أن أعلن أسامة موساوي، أستاذ مادة الفلسفة بمدينة وزان المغربية، التحاقه بتنظيم "داعش" الإرهابي، وهو الذي كان معروفاً بعلمانيته، من خلال عدد من كتاباته ومقالاته.

وأثار إعلان موساوي انضمامه لـ"داعش" في سورية، ونشر صورة على صفحته "فيسبوك" حاملا لسلاح، صدمة بين زملائه وتلامذته أيضا، باعتبار أنه عُرف برفضه للدين، وكتاباته التي تنتقد تعاليم الإسلام بقوة.

وتحوّل خلال وقت قصير من مناهض للإسلام إلى متطرف ديني ارتمى في أحضان "داعش"، خاصة أن آخر مقال له ضد الممارسات الدينية التي يصفها بالخرافات، يعود إلى شهر مايو/أيار الماضي فقط.

حالة أسامة تنطبق أيضا على عدد من الشباب المغاربة الذين سبق أن ثبت تورطهم في الانضمام إلى جماعة داعش الإرهابية، منهم شباب مغاربة ظهر عليهم التدين فجأة، ليقرروا سريعا الالتحاق بصفوف "داعش".

وفي السياق، يوضح المحلل النفسي محمد قجدار لـ "العربي الجديد"، أنّ التطرف المفاجئ لبعض الشباب المغاربة يعود أساسا إلى اضطراب الشخصية لديهم، وعدم استقرارهم على "نموذج الحياة" الذي يقنعهم ويرتاحون إليه.

ويتابع المتحدث ذاته بأن الضجر من الحياة العادية المليئة بصخبها وعفويتها وتناقضاتها وانكساراتها، والانغماس في حياة التطرف الديني إلى حد الانتساب إلى جماعات دموية، أمر يسائل مؤسسات التنشئة الاجتماعية بالخصوص، وعلى رأسها الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام أيضا.

من جهته يؤكد الخبير في السياسة الدينية بالمغرب الدكتور إدريس الكنبوري، أن التطرف الديني في عصر مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب، لم يعد مرتبطا بمؤشرات شخصية أو علامات فارقة من خلالها يمكن توقع التحول نحو التطرف.

ويشير الكنبوري لـ "العربي الجديد"، إلى أن الظاهرة صارت تتميز بالفجائية والمباغتة والسرعة الحادة في الانتقال من ضفة إلى أخرى، بسبب سرعة انتقال الرسائل النصية أو المصورة عبر الأنترنت، بحيث يمكن للشخص أن يتعرض لعملية تخدير سيكولوجية من خلال التعامل مع تلك الرسائل، فيسقط في فخ الجماعات المتطرفة".

ويلفت إلى أن "هذا التطور في وسائل الاتصال كسر القاعدة التقليدية التي تقول إن التطرف يحصل عبر سلسلة من التحضير النفسي أو العقلي، ولدى أشخاص لديهم ميول فكرية معينة أو أنماط محددة".