كشفت "الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان" عن أرقام مقلقة، إذ أفادت بأنّ 60% من المغاربة لا يستخدمون معجون الأسنان لتنظيف أسنانهم، فيما تُستبدل فرشاة الأسنان مرة واحدة كل خمسة أعوام ويستهلك آخرون 50 مليلتراً فقط من معجون الأسنان سنوياً.
جاء ذلك بالتزامن مع إطلاق الدورة الثانية والعشرين من حملة التوعية حول صحة الفم والأسنان التي تنظمها الجمعية في مدن مغربية عدة، مؤكدة أن "أمراض الفم مشكلة كبيرة للصحة العامة في البلاد"، لذا تُعَدّ العلاجات التقليدية للأسنان عبئاً اقتصادياً. تجدر الإشارة إلى أنّ الجمعية توفّر في أثناء حملة التوعية، معاينات مجانية للأطفال من خلال عيادة متنقلة تجوب ثلاثين مدينة مغربية بهدف تثقيف 250 ألف طفل والتشديد على أهمية تنظيف الأسنان حفاظاً على الصحة.
توضح طبيبة الأسنان إيمان مساري، العضو في الجمعية، أنّ تلك الأرقام المقلقة تعود إلى "قلة الوعي حول نظافة الأسنان، كذلك قلة الإمكانيات المادية، خصوصاً لدى أهالي القرى والمناطق البعيدة". وتقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحملة التي انطلقت تحت عنوان العقل السليم بالجسم السليم، تتنقل في المدن والقرى وتمكث في كل مدينة نحو ثلاثة أيام، تسعى خلالها إلى التوعية حول نظافة الأسنان والوقاية من التسوس الذي يُعَدّ أبرز المشاكل، بالإضافة إلى توفير علاجات للأطفال وتثقيف ذويهم حتى لا يصطحبونهم إلى أطباء غير متخصصين".
وفي حين نصحت المساري بزيارة الطبيب مرة كل ستة أشهر، أشارت إلى أنّ "بإمكان المغاربة الاهتمام بأسنانهم بفضل التغطية الصحية، بالإضافة إلى الاستفادة من الحملات المجانية التي تنفذها جهات عدة على مدار السنة".
وتجد المساري أنّ المشاكل الصحية تختلف من منطقة إلى أخرى بحسب الظروف البيئية، إذ ينتشر "تسمم الأسنان بالفلور في مناطق إنتاج الفوسفات في مناطق وسط المغرب. أما في الشمال، فتنتشر مشاكل الفكّ السفلي، فيما تؤثر التغذية غير المتوازنة التي تكثر فيها السكريات سلبياً في نمو الأضراس". تضيف: "ينتشر التسوس بنسبة 81.8% لدى البالغين من العمر 12 عاماً، و86.7 لدى البالغين 15 عاماً، و91.8% لدى الذين تراوح أعمارهم ما بين 35 و45 عاما".
إلى ذلك، يقول حمزة بخاري إنّ "الاهتمام بنظافة الأسنان ينقسم بحسب الطبقات الاجتماعية. من يعيش في الأحياء الشعبية لن يهتم بأسنانه بقدر ما يهتم بها من يسكن في أحياء راقية". لكنه يلفت إلى أنّ "أخيراً، بتنا نلاحظ اهتماماً من قبل الشباب بأسنانهم، إذ يعدّونها مكمّلاً للستايل والمظهر الحسن. ويبقى أن الأكثرية لا تهتم بأسنانها".
من جهتها، تقول نورا الشقاف إنّ "تنظيف الأسنان لدى المغاربة قد يكون أولوية بحسب وعي الأسرة. ثمّة عائلات تحرص على نظافة الجسم بكامله ويعوّدون أولادهم على فكرة تنظيف الأسنان منذ الصغر. الأمر ليس مقترناً بالضرورة بوضعية الأسرة المادية، بقدر ما هو مرتبط بمدى حرص الأبوين على صحة الأبناء". تضيف: "أتذكر في فترة دراستي الابتدائية مبادرات قامت بها جمعيات مغربية لتوعية الأطفال حول ضرورة الاهتمام بنظافة الجسم والفم خصوصاً. كان يرافق أعضاء الجمعيات، أطباء أسنان يشرحون طريقة التنظيف مستعينين بمجسّمات للفكَّين العلوي والسفلي وفرشاة أسنان. وبعد شرح الطريقة المُثلى للتخلّص من البكتيريا، كانت الفرق توزّع معجون أسنان وفرشاة لكل تلميذ".
في السياق نفسه، كشف تقرير لهيئة أطباء الأسنان الوطنية المغربية أنّ أمراض الفم والأسنان تندرج من ضمن مشاكل الصحة العامة وتشكل سبباً مقلقاً من أسباب الوفيات، فيما يزيد من حدتها اعتماد أساليب علاجية غير مطابقة لقواعد السلامة يوفّرها أشخاص غير قانونين.
وقد أشار التقرير الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للصحة والأسنان، إلى أن متوسط الإنفاق الصحي السنوي للفرد المغربي يصل إلى 16.47 درهماً مغربياً (1.70 دولار أميركي)، علماً أن ناتج الخام الداخلي المخصص للصحة لا يتجاوز 6.2% وأنّ حصة المال العام المخصصة لكل فرد من أجل الصحة تعدّ منخفضة جداً بالمقارنة مع بلدان مماثلة للمغرب (180 دولاراً في مقابل 230 دولاراً).
تجدر الإشارة إلى أنّ المغرب يعاني من عدد منخفض جداً من أطباء الأسنان. لكلّ سبعة آلاف نسمة طبيب واحد، مع تركيز جغرافي في المناطق الحضرية. من هنا، يسعى المجلس الوطني للهيئة الوطنية لأطباء الأسنان مع المجالس الجهوية في مناطق الشمال والجنوب، إلى النهوض بهذه المهنة ليصبح الوضع على الشكل الآتي: طبيب واحد لكل خمسة آلاف نسمة بحلول 2025.
اقــرأ أيضاً
جاء ذلك بالتزامن مع إطلاق الدورة الثانية والعشرين من حملة التوعية حول صحة الفم والأسنان التي تنظمها الجمعية في مدن مغربية عدة، مؤكدة أن "أمراض الفم مشكلة كبيرة للصحة العامة في البلاد"، لذا تُعَدّ العلاجات التقليدية للأسنان عبئاً اقتصادياً. تجدر الإشارة إلى أنّ الجمعية توفّر في أثناء حملة التوعية، معاينات مجانية للأطفال من خلال عيادة متنقلة تجوب ثلاثين مدينة مغربية بهدف تثقيف 250 ألف طفل والتشديد على أهمية تنظيف الأسنان حفاظاً على الصحة.
توضح طبيبة الأسنان إيمان مساري، العضو في الجمعية، أنّ تلك الأرقام المقلقة تعود إلى "قلة الوعي حول نظافة الأسنان، كذلك قلة الإمكانيات المادية، خصوصاً لدى أهالي القرى والمناطق البعيدة". وتقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحملة التي انطلقت تحت عنوان العقل السليم بالجسم السليم، تتنقل في المدن والقرى وتمكث في كل مدينة نحو ثلاثة أيام، تسعى خلالها إلى التوعية حول نظافة الأسنان والوقاية من التسوس الذي يُعَدّ أبرز المشاكل، بالإضافة إلى توفير علاجات للأطفال وتثقيف ذويهم حتى لا يصطحبونهم إلى أطباء غير متخصصين".
وفي حين نصحت المساري بزيارة الطبيب مرة كل ستة أشهر، أشارت إلى أنّ "بإمكان المغاربة الاهتمام بأسنانهم بفضل التغطية الصحية، بالإضافة إلى الاستفادة من الحملات المجانية التي تنفذها جهات عدة على مدار السنة".
وتجد المساري أنّ المشاكل الصحية تختلف من منطقة إلى أخرى بحسب الظروف البيئية، إذ ينتشر "تسمم الأسنان بالفلور في مناطق إنتاج الفوسفات في مناطق وسط المغرب. أما في الشمال، فتنتشر مشاكل الفكّ السفلي، فيما تؤثر التغذية غير المتوازنة التي تكثر فيها السكريات سلبياً في نمو الأضراس". تضيف: "ينتشر التسوس بنسبة 81.8% لدى البالغين من العمر 12 عاماً، و86.7 لدى البالغين 15 عاماً، و91.8% لدى الذين تراوح أعمارهم ما بين 35 و45 عاما".
إلى ذلك، يقول حمزة بخاري إنّ "الاهتمام بنظافة الأسنان ينقسم بحسب الطبقات الاجتماعية. من يعيش في الأحياء الشعبية لن يهتم بأسنانه بقدر ما يهتم بها من يسكن في أحياء راقية". لكنه يلفت إلى أنّ "أخيراً، بتنا نلاحظ اهتماماً من قبل الشباب بأسنانهم، إذ يعدّونها مكمّلاً للستايل والمظهر الحسن. ويبقى أن الأكثرية لا تهتم بأسنانها".
من جهتها، تقول نورا الشقاف إنّ "تنظيف الأسنان لدى المغاربة قد يكون أولوية بحسب وعي الأسرة. ثمّة عائلات تحرص على نظافة الجسم بكامله ويعوّدون أولادهم على فكرة تنظيف الأسنان منذ الصغر. الأمر ليس مقترناً بالضرورة بوضعية الأسرة المادية، بقدر ما هو مرتبط بمدى حرص الأبوين على صحة الأبناء". تضيف: "أتذكر في فترة دراستي الابتدائية مبادرات قامت بها جمعيات مغربية لتوعية الأطفال حول ضرورة الاهتمام بنظافة الجسم والفم خصوصاً. كان يرافق أعضاء الجمعيات، أطباء أسنان يشرحون طريقة التنظيف مستعينين بمجسّمات للفكَّين العلوي والسفلي وفرشاة أسنان. وبعد شرح الطريقة المُثلى للتخلّص من البكتيريا، كانت الفرق توزّع معجون أسنان وفرشاة لكل تلميذ".
في السياق نفسه، كشف تقرير لهيئة أطباء الأسنان الوطنية المغربية أنّ أمراض الفم والأسنان تندرج من ضمن مشاكل الصحة العامة وتشكل سبباً مقلقاً من أسباب الوفيات، فيما يزيد من حدتها اعتماد أساليب علاجية غير مطابقة لقواعد السلامة يوفّرها أشخاص غير قانونين.
وقد أشار التقرير الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للصحة والأسنان، إلى أن متوسط الإنفاق الصحي السنوي للفرد المغربي يصل إلى 16.47 درهماً مغربياً (1.70 دولار أميركي)، علماً أن ناتج الخام الداخلي المخصص للصحة لا يتجاوز 6.2% وأنّ حصة المال العام المخصصة لكل فرد من أجل الصحة تعدّ منخفضة جداً بالمقارنة مع بلدان مماثلة للمغرب (180 دولاراً في مقابل 230 دولاراً).
تجدر الإشارة إلى أنّ المغرب يعاني من عدد منخفض جداً من أطباء الأسنان. لكلّ سبعة آلاف نسمة طبيب واحد، مع تركيز جغرافي في المناطق الحضرية. من هنا، يسعى المجلس الوطني للهيئة الوطنية لأطباء الأسنان مع المجالس الجهوية في مناطق الشمال والجنوب، إلى النهوض بهذه المهنة ليصبح الوضع على الشكل الآتي: طبيب واحد لكل خمسة آلاف نسمة بحلول 2025.