يحتفل العديد من المغاربة بمناسبة عاشوراء بكثير من الطقوس الغريبة والطريفة، التي يجمع بينها اتسامها بالفرح في أغلب الأحيان، وفي أحيان أخرى بممارسات تثير الاستياء والغضب، وبكثير من الحوادث المؤسفة التي تقع قبيل يوم عاشوراء وفي يومها بالذات، العاشر من محرم، الذي يحلّ اليوم الأحد.
لا يكاد يخلو شارع أو حي أو زقاق في المدن كما في القرى خلال الأيام التي تسبق عاشوراء من مظاهر الفرح، خصوصاً لدى الأطفال والفتيات الصغيرات اللواتي ينظمن جولات في الأحياء والأزقة وهن يرددن أهازيج شعبية تدل على رغبتهن في المرح والتحرر من القيود الاجتماعية.
تشير الأهازيج التي ترددها الفتيات وحتى النساء أحياناً في ليلة عاشوراء إلى ضرورة الانعتاق من سيطرة الرجل وإنْ لليلة واحدة في هذه المناسبة السنوية، من خلال الغناء والرقص والتجول في الأزقة والحارات، باعتبار أنّ "الحكم" يكون للرجل في مناسبة المولد النبوي، وبالتالي لا حق عليه في فرض هيمنته في عاشوراء المخصصة للفتيات والنساء.
تقول بعض الأهازيج المعروفة والمنتشرة في جميع مناطق المملكة: "بابا عيشور ما علينا لحكام ألالة... عيد المولود كيحكموه الرجال ألالة". كذلك، تدعو المحتفلات غيرهن من النساء الباقيات في البيت إلى الخروج بالقول "اخرجوا الحاجبات... هذا عيشور عاد جات". وتتضمن الأهازيج أيضاً أدعية بالتوفيق والذهاب إلى الحج وإنجاب الذرية، لمن يمنحهن بعض الدراهم مثل: "عويد فوق عويد.. الله يعطيك وليد". في المقابل، ينال بعض رافضي إعطاء النقود إلى فتيات عاشوراء أدعية بالويل والثبور والذرية العليلة.
يحول عدد من الصغار مناسبة عاشوراء إلى فرصة لكسب النقود من خلال أهازيج "بابا عيشور" الشبيه بـ"بابا نويل" لدى الغرب، إذ يستوقفون المارة لطلب نقود، بطرق تصل أحياناً إلى حدّ الإزعاج، ما ينتج تعنيفاً وشجارات.
في كثير من البيوت المغربية تُسمع أصوات التطبيل بالطعريجة (تشبه الدربكة) والبندير (دف) والهتاف والغناء بالأهازيج المتعلقة بمناسبة عاشوراء من طرف الفتيات والنساء، بينما يعكف الأطفال الذكور خصوصاً على إطلاق المفرقعات والألعاب النارية في الشوارع، وهو ما يثير جدلاً واسعاً داخل المجتمع. تحدث هذه المفرقعات كثيراً من الأضرار، فعلاوة على الضجيج الذي تسببه أصواتها فهي تسبب عدداً من الإصابات وحوادث الحرق لبعض الأشخاص والممتلكات، ما دفع منظمات وناشطين إلى المطالبة بحظرها كلياً، واعتبار من يروج لها مساعداً في ترويج الإرهاب.
اقــرأ أيضاً
عاشوراء في المغرب ليست فقط ضجيجاً وأهازيج نسائية أو مفرقعات وألعاباً نارية، بل هي فرصة أيضاً لرواج الحلوى والمكسرات التي يسميها المغاربة "فاكية" من لوز وجوز وحمص وفستق وغيرها. تباع بشكل وافر في هذه المناسبة فيما يكثر أيضاً بيع ألعاب الأطفال.
أما في الليلة التي تسبق العاشر من شهر محرم، فتشهد الأحياء الشعبية في المدن ممارسات معروفة باسم "شعالة" أو "شعيلة" وتعني إشعال النيران في أغصان الأشجار أو عجلات السيارات في الأزقة أو في أماكن فارغة، ثم الطواف والدوران حول النار الملتهبة، مع ترديد أهازيج وشعارات احتفالية بالمناسبة. ويتحلق الأطفال والكبار أيضاً حول النار المشتعلة ساعات طويلة خلال ليلة عاشوراء، التي يكون التحضير لإشعالها طوال النهار، فيما يعمد الشبان الأقوياء إلى القفز من فوقها في مشاهد استعراضية مبهرة، وكلّ ذلك يجري في أجواء احتفالية بمناسبة حلول هذا النهار.
هذه الاحتفالات بالنار، والتي ينسب باحثون أصولها إلى عصور خلت كان فيها القدامى يحتفلون بالنار ويطوفون حولها، وقد توارثها الأهالي بالرغم من الأديان المتعاقبة وصولاً إلى الإسلام، لا تمرّ من دون حوادث وطقوس غريبة بسبب اعتقاد بعض النساء بأهمية "الشعالة" في عاشوراء لتحضير وصفات سحرية ترتبط بالشعوذة بهدف "تطويع" أزواجهن عندما يلقين تلك الخلطات الغريبة وسط ألسنة النيران. وبالفعل، ضبط شبان نساء يتسللن إلى نار "الشعالة" ليرمين فيها تحضيرات سحرية، ومن ذلك ما وقع العام الماضي بضواحي الرباط، عندما ضبط شبان كانوا يقفزون فوق النار شابة ألقت وصفة سحرية فيها، فحاصروها إلى أن حضرت الشرطة، فلم تجد بداً من الاعتراف بأنّها فعلت ذلك بفعل الغيرة، رغبة منها في جعل زوجها "خاتماً في إصبعها" حتى لا يلتفت إلى أخريات.
أما صبيحة العاشر من محرم، فينتشر طقس غرائبي آخر يتمثل في التراشق بالماء بين الناس، خصوصاً صغار السن والفتيات والسيدات في منازلهن، ويسمين هذا الطقس بـ"زمزم"، إذ لا يكاد يمرّ شخص في الشارع، لا سيّما من الإناث إلا ويتعرض للرشق بالماء بدرجة أو بأخرى. وقد تحول التراشق بمياه "زمزم" من طقس احتفالي ترفيهي إلى تصرف مؤذٍ يثير كثيراً من العنف بسبب تعمد البعض خلط الماء بالبيض أو بسوائل أخرى قبل رشقه، بنيّة إيذاء الفتيات والنساء. فيؤدي ذلك سنوياً عاماً بعد عام إلى عدد من الشجارات الحادة التي يصل بعضها إلى ردهات المحاكم.
اقــرأ أيضاً
لا يكاد يخلو شارع أو حي أو زقاق في المدن كما في القرى خلال الأيام التي تسبق عاشوراء من مظاهر الفرح، خصوصاً لدى الأطفال والفتيات الصغيرات اللواتي ينظمن جولات في الأحياء والأزقة وهن يرددن أهازيج شعبية تدل على رغبتهن في المرح والتحرر من القيود الاجتماعية.
تشير الأهازيج التي ترددها الفتيات وحتى النساء أحياناً في ليلة عاشوراء إلى ضرورة الانعتاق من سيطرة الرجل وإنْ لليلة واحدة في هذه المناسبة السنوية، من خلال الغناء والرقص والتجول في الأزقة والحارات، باعتبار أنّ "الحكم" يكون للرجل في مناسبة المولد النبوي، وبالتالي لا حق عليه في فرض هيمنته في عاشوراء المخصصة للفتيات والنساء.
تقول بعض الأهازيج المعروفة والمنتشرة في جميع مناطق المملكة: "بابا عيشور ما علينا لحكام ألالة... عيد المولود كيحكموه الرجال ألالة". كذلك، تدعو المحتفلات غيرهن من النساء الباقيات في البيت إلى الخروج بالقول "اخرجوا الحاجبات... هذا عيشور عاد جات". وتتضمن الأهازيج أيضاً أدعية بالتوفيق والذهاب إلى الحج وإنجاب الذرية، لمن يمنحهن بعض الدراهم مثل: "عويد فوق عويد.. الله يعطيك وليد". في المقابل، ينال بعض رافضي إعطاء النقود إلى فتيات عاشوراء أدعية بالويل والثبور والذرية العليلة.
يحول عدد من الصغار مناسبة عاشوراء إلى فرصة لكسب النقود من خلال أهازيج "بابا عيشور" الشبيه بـ"بابا نويل" لدى الغرب، إذ يستوقفون المارة لطلب نقود، بطرق تصل أحياناً إلى حدّ الإزعاج، ما ينتج تعنيفاً وشجارات.
في كثير من البيوت المغربية تُسمع أصوات التطبيل بالطعريجة (تشبه الدربكة) والبندير (دف) والهتاف والغناء بالأهازيج المتعلقة بمناسبة عاشوراء من طرف الفتيات والنساء، بينما يعكف الأطفال الذكور خصوصاً على إطلاق المفرقعات والألعاب النارية في الشوارع، وهو ما يثير جدلاً واسعاً داخل المجتمع. تحدث هذه المفرقعات كثيراً من الأضرار، فعلاوة على الضجيج الذي تسببه أصواتها فهي تسبب عدداً من الإصابات وحوادث الحرق لبعض الأشخاص والممتلكات، ما دفع منظمات وناشطين إلى المطالبة بحظرها كلياً، واعتبار من يروج لها مساعداً في ترويج الإرهاب.
أما في الليلة التي تسبق العاشر من شهر محرم، فتشهد الأحياء الشعبية في المدن ممارسات معروفة باسم "شعالة" أو "شعيلة" وتعني إشعال النيران في أغصان الأشجار أو عجلات السيارات في الأزقة أو في أماكن فارغة، ثم الطواف والدوران حول النار الملتهبة، مع ترديد أهازيج وشعارات احتفالية بالمناسبة. ويتحلق الأطفال والكبار أيضاً حول النار المشتعلة ساعات طويلة خلال ليلة عاشوراء، التي يكون التحضير لإشعالها طوال النهار، فيما يعمد الشبان الأقوياء إلى القفز من فوقها في مشاهد استعراضية مبهرة، وكلّ ذلك يجري في أجواء احتفالية بمناسبة حلول هذا النهار.
هذه الاحتفالات بالنار، والتي ينسب باحثون أصولها إلى عصور خلت كان فيها القدامى يحتفلون بالنار ويطوفون حولها، وقد توارثها الأهالي بالرغم من الأديان المتعاقبة وصولاً إلى الإسلام، لا تمرّ من دون حوادث وطقوس غريبة بسبب اعتقاد بعض النساء بأهمية "الشعالة" في عاشوراء لتحضير وصفات سحرية ترتبط بالشعوذة بهدف "تطويع" أزواجهن عندما يلقين تلك الخلطات الغريبة وسط ألسنة النيران. وبالفعل، ضبط شبان نساء يتسللن إلى نار "الشعالة" ليرمين فيها تحضيرات سحرية، ومن ذلك ما وقع العام الماضي بضواحي الرباط، عندما ضبط شبان كانوا يقفزون فوق النار شابة ألقت وصفة سحرية فيها، فحاصروها إلى أن حضرت الشرطة، فلم تجد بداً من الاعتراف بأنّها فعلت ذلك بفعل الغيرة، رغبة منها في جعل زوجها "خاتماً في إصبعها" حتى لا يلتفت إلى أخريات.
أما صبيحة العاشر من محرم، فينتشر طقس غرائبي آخر يتمثل في التراشق بالماء بين الناس، خصوصاً صغار السن والفتيات والسيدات في منازلهن، ويسمين هذا الطقس بـ"زمزم"، إذ لا يكاد يمرّ شخص في الشارع، لا سيّما من الإناث إلا ويتعرض للرشق بالماء بدرجة أو بأخرى. وقد تحول التراشق بمياه "زمزم" من طقس احتفالي ترفيهي إلى تصرف مؤذٍ يثير كثيراً من العنف بسبب تعمد البعض خلط الماء بالبيض أو بسوائل أخرى قبل رشقه، بنيّة إيذاء الفتيات والنساء. فيؤدي ذلك سنوياً عاماً بعد عام إلى عدد من الشجارات الحادة التي يصل بعضها إلى ردهات المحاكم.